كشفت منظمة سام للحقوق والحريات ومقرها جنيف، عن توثيقها لتعرض معتقلين في سجن المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، والذي يخضع لقوات تحالف العدوان، للتعذيب الجسدي بصورة بشعة وللمعاملة القاسية والمهينة.
وقالت سام ،”إن عشرات المعتقلين داخل السجن لا يُعرف مصيرهم في ظل حالات الإخفاء القسري والتعذيب المتعمد وتمديد اعتقالهم دون عرضهم على المحكمة فضلاً عن منعهم من تلقي العلاج المناسب أو السماح لعائلاتهم بزيارتهم”.
وذكرت المنظمة الحقوقية، أنها حصلت على معلومات تؤكد أن المعتقلين يقبعون في سجن يسمي “سجن الطين”، وهو سجن قديم مهجور منذ 2006، ويقع في منطقة مريمة بمنطقة سيئون، ويبعد عن السجن المركزي الجديد قرابة 500 قدم، ويخضع فيه المعتقلون للتحقيق لفترات طويلة، على يد محققين سعوديين “قساة”، ويُشرف على المعتقل شخصان أحدهما يكنى أبو سالم والثاني يلقب بالخالدي إضافة إلى قائد المنطقة العسكرية الأولى.
ولفتت سام في بيان صحفي أصدرته اليوم الجمعة، إلى أنّ أغلب المعتقلين الذين تلقت المنظمة بلاغات عنهم، قد تم اعتقالهم من قبل الأجهزة العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى دون أوامر قضائية أو مبررات قانونية، مشيرةً إلى أنّ معظمهم اعُتقلوا من الطرقات العامة أو من الأسواق، ثم تم إخفاؤهم لمدة عامٍ كامل في بعض الحالات، دون أن تعرف عائلاتهم شيئاً عنهم.
وبينت سام أن أغلب من يتم اعتقالهم تُوجَّه لهم “بشكل غير رسمي” تُهماً تتعلق بالإرهاب والانتماء لتنظيم القاعدة دون أن يحظوا بمحاكمات عادلة، فيما يُحتجز بعض المعتقلين كرهائن من أجل إجبار أهاليهم أو أبنائهم المطلوبين على تسليم أنفسهم للقوات العسكرية.
وقالت سام إن حالة المعتقلين بشكل عام سيئة، حيث يعاني بعضهم من أمراض وأورام مختلفة ولم يتلقوا العلاج المناسب والملائم بسبب منعهم من قِبل إدارة السجن من الخروج، عدا عن عدم معرفة أهلهم بوضعهم الصحي بسبب انقطاع الزيارة.
وكشفت سام أن المعتقلين داخل سجن سيئون خاضوا إضرابين مفتوحين عن الطعام بسبب سوء المعاملة وللفت أنظار العالم إلى معاناتهم والمطالبة بإحالتهم للقضاء للنظر في قضاياهم، وفك القيود الحديدية التي وُضعت على أرجلهم منذ دخولهم السجن، والسماح لأهاليهم بزيارتهم والاتصال بهم وتوفير العناية الطبية للسجناء وتحسين التغذية.