هذا ما فعلته القوات الأمريكية بأكثر من 1000 صاروخ روسي الصنع كانت في قاعدة العند
هذا ما فعلته القوات الأمريكية بأكثر من 1000 صاروخ روسي الصنع كانت في قاعدة العند
يمني برس – الأخبار اللنانية
مثّلت معركة الساحل الغربي واحدة من أكثر المواقع التي جلّت البصمة الأميركية بوضوح. بعد سيطرة «التحالف» العام الماضي على مديرية المخا وتحويله ميناءها التاريخي إلى قاعدة عسكرية، طالبت الولايات المتحدة، عبر سفيرها في اليمن ماثيو تولر، «أنصار الله» بتسليم الحديدة من دون قتال. وهو ما قوبل بردّ حازم من قِبَل الحركة التي أعلنت استعداد الجيش واللجان الشعبية لمواجهة أي تدخل عسكري أميركي، وفق ما توعّد به رئيس «المجلس السياسي الأعلى» (سابقاً) صالح الصماد، الذي سرعان ما تمّ اغتياله بطائرة أميركية من طراز «أم كيو 9» في 19 نيسان/ أبريل الماضي.
وفي السابع من حزيران/ يونيو الفائت، وصلت قيادات عسكرية أميركية إلى القاعدة البحرية في مدينة عدن، حيث التقت قيادات عسكرية سعودية وإماراتية وناقشت معها الترتيبات لاقتحام مدينة الحديدة. وقبيل التصعيد الأخير على جبهة الساحل الغربي، وتحديداً في مطلع أيلول/ سبتمبر، وصل قائد القيادة المركزية الأميركية جوزيف فوتيل إلى عدن، والتقى هناك قيادة القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي. وعقب انطلاق المعركة، كشفت وسائل إعلام غربية أن ضباطاً أميركيين أشرفوا على هندسة الخطة الجديدة لإسقاط الحديدة في الرياض، في وقت سلّمت فيه الولايات المتحدة السعودية طائرتَي استطلاع جديدتين، وزوّدتها بمعلومات «حيوية» للهجوم.
ولم تقتصر المشاركة الأميركية على الجانب العسكري، بل تعدّته إلى المجال الاقتصادي الذي تولّى المحاربة فيه سفير الولايات المتحدة لدى اليمن. في مفاوضات الكويت الأخيرة، هدّد تولر وفد صنعاء بتشديد الخناق الاقتصادي في حال رفض التوقيع على اتفاق يمنح «التحالف» نصراً ديبلوماسي، وهو ما قوبل بالرفض، ليعقب ذلك إغلاق مطار صنعاء، ونقل البنك المركزي إلى عدن، وتجميد احتياطاته النقدية في البنوك الدولية، والتضييق على حركة الملاحة البحرية في الحديدة.
العدوانية الأميركية تجاه اليمن لم تكن وليدة «عاصفة الحزم» بل هي متقادمة قِدَم ما سُمّيت «ثورة الشباب» التي أطاحت الرئيس السابق علي عبد الله صالح. قبل العدوان بعدة سنوات، ومنذ صعود هادي كرئيس انتقالي لعامين وفقاً للمبادرة الخليجية، عملت الولايات المتحدة على تنفيذ أجندة خفية محورها تفكيك المنظومة الصاروخية اليمنية. ووفقاً لمعلومات توافرت لـ«الأخبار»، فإن السفير الأميركي السابق في اليمن، جيرالد فايرستاين، أشرف بنفسه على هذه الأجندة تحت لافتة دعم عملية إعادة الهيكلة التي أطلقها هادي. وتفيد المعلومات بأن الولايات المتحدة حوّلت سفارتها في صنعاء إلى غرفة عمليات عسكرية، واستحدثت غرفة أخرى في جبل نقم شرق العاصمة، واستقدمت ما يزيد على 300 جندي وخبير عسكري تحت ذريعة حماية السفارة. وبحسب المصدر نفسه، فإن «القوات الأميركية، التي وصلت قاعدة العند العسكرية عام 2012 تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، أقدمت على تفجير 1500 صاروخ أرض ـــ جو روسية الصنع، وعطّلت رادارات القاعدة الجوية، فيما أشرف خبراء أميركيون على تفجير مئات الصواريخ الحرارية التي تُستخدم ضد الطائرات المعادية». ويضيف المصدر أن «السفير الأميركي السابق فرض نفسه وصياً على اليمن، ونفّذ الكثير من الأجندة الأميركية بتنسيق كامل مع السعودية وسفيرها في صنعاء، وتحت غطاء تنفيذ المبادرة الخليجية».