وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه القائل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا * وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾.
وأشهد أن سيدنا وأسوتنا وحبيب قلوبنا محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق وبعثه في الأميين ليكون معلماً وهادياً وبشيراً ونذيراً.
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله قرناء القرآن وأئمة العدل والإحسان والحاملين لراية الإيمان لمواجهة أهل النفاق والطغيان عبر العصور والأزمان،
نقف اليوم بين يدي شهر ربيع الأول ، ربيع الخير ، ربيع السلام ، ربيع المحبة والوئام ، ربيع النور ، ربيع الرحمة المهداة للعالمين ، نقف نحن الشعب اليمني بكل فئاته وطوائفه ونحن مشغولون جميعنا مشغولون للإحتفاء والإحتمال بيوم ميلاد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله ، رسول الرحمة ، رسول الوحدة ، رسول القدوة الحسنة ، رسول العزة ، رسول الكرامة ، رسول الإحسان ، رسول الإيمان ، رسول القرآن ، فكلنا نحتفي بهذا المولد الكريم في كل عام وعلى مدى التاريخ فليس الإحتفال بذكرى مولد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وليد هذه الأيام ، لا ، بالعكس فاليمنيين يحتفلون بذكرى مولد النبي الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله كل عام ولكن الفارق في هذه الأعوام التي نمر بها أننا نسعى جاهدين على أن نحتفل به بشكل أعظم وأكبر وأوسع حتى يعلم العالم أجمع أننا أمة محمد صلوات الله عليه وعلى آله على نهجه سائرون ، وعلى خطاه مقتفون ، ففي هذا الربيع المحمدي نحيي عظمة رسول الله في النفوس ، نحيي إحسان رسول الله للمستضعفين والفقراء والمساكين ، نحيي قوة رسول الله في جبهات العزة والكرامة التي نواجهه فيها اعداء رسول الله وأعداء امته ، نحيي عزة الإسلام التي أعزه رسول الله برسالة الله جل في علاه ، نحيي الإيمان في قلوبنا وقلوب اطفالنا ونسائنا وشبابنا صغارآ وكبارآ ليتعزز لدينا وفينا الرواسخ الإيمانية الثابته الحقّه الصادقة وكل هذا يتجلى في الأهمية الكبرى لإحيائنا لذكرى ميلاد محمد صلوات الله عليه وعلى آله
لا سيما بعد أن شاهدنا المتأسلمين كيف لعبوا بهذا الإسلام وبمبادئ الإسلام وقيمه وأخلاقياته وكيف أنحرفوا وحرفوا الأمة معهم عن مسار رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ، شاهدنا الباطل ينتشر ، والفساد ينتشر ، شاهدنا اعداؤنا كيف يتكالبون علينا ، شاهدنا القسوة في القلوب تنتشر والغفلة تنتشر وتسيطر على النفوس
فما كان منا إلا أن نسعى جاهدين لإحياء ذكرى مولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بالشكل الذي يليق به صلوات الله عليه وعلى آله أولا
وثانيآ بالشكل الذي يُعيد للإسلام عزته ، وهيبته ، وقوته ، وهيمنته ، ويُعيد كل هذا للمسلمين أيضآ ويُعيد لهم مبادئهم وقيمهم وأخلاقهم
وحتى نوصل رسالة لأعدائنا بإننا كنا ومازلنا وسنبقى أمة تتمسك برسولها وبكتابها لا ننحرف عنهما أبدآ ولا ننفك عنهما أبدآ
وفيما نعتقد بإننا قد أوصلنا الرسالة هذه خلال هذه الأربعة الأعوام الماضية ونحن نواجهه أعتى طواغيت الأرض نواجههم بقوة ، بصبر ، بثبات ، بإيمان سواء كان في الجبهات وبما يحصل فيها من اخلاق القتال واخلاق التعامل مع الأسرى والجرحى ومن التنكيل بأعداء الله أسوة برسول الله كما كان يفعل صلوات الله عليه وعلى آله في غزواته ضد المشركين والمنافقين
او في الداخل وما يحدث فيه من احسان وتكاتف وتكافل لا مثيل له يشهد لنا صمود أربعة أعوام ، وما جعلنا هكذا ولسنا كبقية الشعوب سوى تمسكنا برسول الله وبنهج رسول الله وسيرة رسول الله وأخلاق رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله
وفي إحياؤنا لذكرى مولد النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله ما يجعلنا أكثر إرتباطآ به وتمسكآ به وسيرآ على خطاه
وكذا غرس القيم والمبادئ المحمدية في نفوس أجيالنا لتبقى حياتنا وحياتهم بالشكل الذي يريدها الله ورسوله لنا ..