قوى العدوان في اليمن .. من الفشل الى انتهاج مسار المراوغه
قوى العدوان في اليمن .. من الفشل الى انتهاج مسار المراوغه
517
يمني برس – تقرير
يرى الكثير من المراقبين ان اطالة امد العدوان لا تأتي في صالح قوى العدوان التي خسرت ولا زالت تخسر المزيد من الخسارة البشرية والمادية وتحطم هيبة أسلحتها ومعداتها على أيدي عناصر الجيش اليمني واللجان اللشعبية الذين يقدمون مفاجئات عظيمة في جبهات القتال برا وبحرا وجوا، في وقت لم تتوقع دولة فقيرة ستنقلها الحرب نحو التعاظم لدرجة امتلاكها اسلحة استراتيجية وانتقال اليمنيين من معركة دفاعية محدودة الى هجوم معاكس مُرَكّز، بدأ يهدد نقاط القوة الاستراتيجية لقوى العدوان.
وانطلاقا من هذه النقطة وجدت العديد من الدول العظمى نفسها في ورطه وبدأت في السير نحو ايقاف العدوان على اليمن.
ففي اتصال مشترك بين يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني ونظيره الاميركي مايك بومبيو، اتفق الطرفان على التوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء العدوان على اليمن، فيما أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي عزمه على تنظيم محادثات سلام “سريعا” بين اليمنيين في السويد في الوقت الذي يواصل فيه تحالف العدوان السعودي الاماراتي غاراته على محافظة الحديدة مستهدفا المباني المدنية والسكنية.
قالت وزارة الخارجية الأمريكية بأن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أجرى اتصالا هاتفيًا مع يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية؛ وحسب المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية، اتفق الوزيران على أهمية وقف العدوان على اليمن وعمل جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الصراع وتحقيق السلام في اليمن.
ومن جانبه أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة عزمه على تنظيم محادثات سلام “سريعا” بين اليمنيين في السويد، في محاولة لإنهاء الحرب التي تدفع الملايين إلى شفير المجاعة.
وبحسب غريفيث، فان حكومة الفار عبد ربه منصور هادي، وحركة انصار الله اليمنية، أظهرا “التزاما متجددا” بالعمل على حل سياسي وقدّما “ضمانات مؤكدة” بالمشاركة في المحادثات. وأضاف “إنني عازم على أن أجمع مجددا الأطراف سريعا في السويد. أعتقد أننا قريبون من التغلب على العقبات من أجل أن يتحقق ذلك”. ولم يتم تحديد أي تاريخ لهذه المحادثات، وأشار غريفيث إلى أن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية وافق على “ترتيبات لوجستية” لتمهيد الطريق أمام المحادثات، بما في ذلك عمليات الإجلاء الطبي من مدينة صنعاء، فق ما اعلنه المبعوث الاممي.
كما أعلن أن التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء بات قريباً، في مؤشر جديد على أنه تم اتخاذ إجراءات تعزز الثقة المتبادلة استعدادا للمحادثات المقبلة وقال: غريفيث “هذه لحظة حاسمة بالنسبة إلى اليمن”، محذرا من أن اندلاع هجمات جديدة سيعرض جهود السلام للخطر؛ ويبدو ان غريفيث يعتزم زيارة العاصمة صنعاء الأسبوع المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات. واقترح السفر مع وفد وفد صنعاء إلى السويد “إذا (كان) ذلك ضروريًا”.
ورغم ما اعلنه المبعوث الاممي الى اليمن وتحذيره من اندلاع هجمات جديدة، يواصل تحالف العدوان السعودي غاراته على محافظة الحديدة مستهدفا المباني المدنية والسكنية وكانت وسائل اعلام تابعة لتحالف العدوان بثت مزاعم عن ان التحالف قرر وقف عملياته العسكرية في الساحل الغربي؛ فيما كذبت الاطراف في صنعاء هذا الاعلان واكدت ان عدوان التحالف مستمر والاعلان محاولة لتضليل الراي العام وتغطية للفشل العسكري الذي رافق قواته طيلة اسبوعين من التصعيد وحذرت من ان قوى تحالف العدوان تريد من خلال هذا الاعلان اعادة ترتيب اوراقها عسكريا للبدء بتصعيد اكبر
في حين اكد الناطق الرسمي لحركة انصار الله ان تحالف العدوان يستعد لجولة جديدة يحتاج التجهيز لها وقتا اضافيا كالعادة نافيا عن وجود اي حلول سياسية جادة او تهدئة فعالة
وفي صنعاء نددت منظمات المجتنع المدني بصمت المجتمع الدولي تجاه جرائم العدوان في الحديدة وحملت خلال وقفة احتجاحية لها امام مقر الامم المتحدة دول العدوان المسؤولية عن اي جريمة استهداف لميناء الحديدة وما يترتب على ذلك انسانيا وطالبت هذه المنظمات بتشكيل لجان تحقيق دولي مستقل لمساءلة ومحاكمة مرتكبي هذه الجرائم بحق اليمنيين
وفي الجانب الأخر نفذ الجيش واللجان الشعبية، الجمعة، ردا على هجمات تحالف العدوان، عملية هجومية على مواقع المرتزقة في المتينة بمنطقة الجبلية بمديرية التحيتا بالساحل الغربي، وأكد مصدر عسكري أن عملية المتينة استمرت لساعات وأدت إلى قتل وجرح أعداد كبيرة من المرتزقة وفرار من تبقى ودمر الجيش واللجان الشعبية مدرعة للمرتزقة في منطقة كيلو 16 بالساحل الغربي.
وبالتوازي أكد المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني، أن الوصول إلى حل سياسي في اليمن مطلب عاجل.. مشددا على الكف عن استهداف المدنيين والبنية التحتية وتيسير مهام العمل الإنساني الذي تعرقله هجمات تحالف العدوان.
وقال كاربوني في بيان بشأن الوضع في اليمن “يتطلب وضع حد للمنزلق الذي آلت إليه الأوضاع في اليمن مجموعة من التدابير العاجلة، تتمثل في عودة العملية السياسية إلى مسارها، وخفض حدة تصعيد النزاع تدريجيًا، والتداول الحر للواردات وإتاحة الوصول إلى المساعدات الإنسانية دونما عراقيل، بالإضافة إلى احترام فعلي لقواعد الحرب”. وأكد المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط، ترحيب اللجنة الدولية بأي جهود للسلام، لا سيما بالنظر إلى عمق الجراح التي خلفتها وتخلفها هذه الحرب لليمنيين .. مشيرا إلى أن اللجنة على أهبة الاستعداد لتقديم أي دعم ضروري.
وأضاف كاربوني ” لكن قبل أن نتكلم عن السلام تلزمنا وقفة لنتكلم عن الحرب، وعلى الأخص عن الكيفية التي تسير بها”، لافتا إلى أن الهجمات في الحديدة تهدد المرافق الطبية والبنى التحتية الحيوية الأخرى؛ وقال: ” في حين تعمل الأطراف المتحاربة على التوصل إلى تسوية مستدامة، فإن الشعب اليمني لا يطيق الانتظار، والآن هو وقت التحرك”.
انطلاقا من هذه التطورات، فهل يستوعب تحالف دول العدوان على اليمن أن هناك تغييراً في مسار المواجهة، بدأ يفرضه الجيش واللجان الشعبية اليمنية على التحالف في ظل الصمود الشعبي والاصرار على إحباط مخططات العدوان ومرتزقته؟