المولد النبوي: من المساجد الى الاحياء والمدن والميادين المليونية
المولد النبوي: من المساجد الى الاحياء والمدن والميادين المليونية
يمني برس – تقرير
إلى ما قبل سنوات قليلة، كان إحياء المولد النبوي ، مناسبة عابرة ، لا تكاد تخرج عن نطاق المساجد حيث لم يتم اعطائها حقها من الاهتمام التي تتناسب مع عظمتها، او يعيدها الى ما كانت عليه قبل عقود مضت لا سيما بعد دخول عدد من المذاهب التي كانت ولا زالت تعتبر من هذه المناسبة كبدعه.
ورغم ان هذه المناسبة في الماضي وتحديدا قبل ولوج المذهب الوهابي الى اليمن، كان للاحتفال بهذه المناسبة في اليمن طابع خاص قلما نجده في اغلب الدول، ومن عام الى اخر تلاشى الاهتمام بهذه المناسبة حتى اضحت مقتصرة في أذهان الكثير من اليمنيين بالمساجد او بالطقوس الصوفية، لكن الأمر عاد بوتيرة مختلفة من خلال فعاليات ومظاهر احتفاء اكتسح فيها اللون الاخضر على المدن والاحياء اليمنية .
تنتشر اللوحات واللافتات الإعلانية الموشحة باللون الأخضر في شوارع مختلفة من اهم المدن اليمنية، وعليها عبارات تمتدح النبي محمد، وتذكر الناس بالكثير من مناقبه .
وكان لذكرى المولد النبوي التي تصادف الـ 12 من ربيع الأول (هجري)، تحول كبير حيث اصبحت كعطلة رسمية .
كما اصبح اليمنيين يحتفلون في السنوات الاخيرة بهذه المناسبة الطاهرة من خلال الخروج بالملايين الى الميادين المخصصة وذلك بما يمنح هذه المناسبة عظمتها وقدرها في قلوب اليمنيين بولود الطاهر محمد صلوات الله عليه وعلى اله، وكأنها مناسبة خاصة ومتجددة كل عام.
ولا يختلف الامر كثير في الارياف عن المدن، فأغلب الأرياف اليمنية كانت ولا زالت لها طقوس وعادات لإحياء المولد النبوي الشريف، فالكثير من القرى تحتفل بـ”الموالد”، و تجمعات في مجالس (القات في بعض المناطق) التي يحييها مؤدون أو منشدون ويتم في المجالس ترديد أبيات وموشحات مأثورة تتضمن مدائح للنبي وتتطرق لمناقبه وصفاته .
وفي ليلة الثاني عشر من ربيع الاول بعد صلاة المغر
ب او العشاء يستمع المصلين في اغلب المساجد الى قراءة السيرة النبوية ، اما في تريم، فيستمع المواطنين صباح اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول الى قراءة السيرة النبوية بمسجد الإمام المحضار، ويتم فيه أغلب الحضارم هذا اليوم، ويسمى بيوم العيد وأغلب البيوت بعد صلاة الظهر يقومون بقراءة المولد النبوى الشريف”.
ويشهد الجامع الكبير بصنعاء، احتفالا كبيرا حيث يقوم خطيب الجامع بالصلاة على الرسول وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ويحكي سيرة الرسول مولده ونشأته وحياته وأخلاقه وصفاته .
ويتم خلال الاحتفال رش ماء الورد على الحاضرين وهم يرددون الصلوات ويتم تبخير الجامع بالعودة ويظل الاحتفال من ساعتين إلى ثلاث ساعات”.
وفي صنعاء وصعدة والحديدة والكثير من المحافظات اليمنية ترفع الأعلام الخضراء وتزيين الشوارع كما تزين السيارات باللون الاخضر وعبارات الصلاة على طه وعلى آله وأصحابه”.
ويعتبر الاحتفال بالمولد النبوي في اليمن بمثابة تعبير عن ما يفيض به شعور ووجدان اليمانيين من تعظيم وحب لشخص رسولنا الأعظم وتقديس لكرامته واتباعاً لنهجه، وكان المبتهجون بمولد أعظم قائد في التاريخ، يرددون أناشيد وموشحات كثيرة في المساجد والطرقات والمنازل.
ولا يحتفل اليمانيين بميلاد الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم لمجرد الاحتفال فقط، بل كان احتفالهم منبعاً ومعيناً لاتباع سيرته ونهجه وال بيته ، واستلهام منهجه القويم وما تحلى به طيلة حياته من سجايا عظيمة وأخلاق عالية، في كافة سلوكياته على مدار العام وليس في أيام ومواعيد وأماكن محددة”.