أسئلة بين يدي “بن عمر وشركائه للاستيراد والشحن”

يمني برس _ أقلام حرة :

بقلم الصحفي / محمد عايش

من أول يوم عملٍ لي في الصحافة، وكتاباتي تتركز على نقد وتعرية نظام “صالح” وفساده.. لكن عدائي لكل ما كان يمثله “صالح” لا يُفْقِدني عقلي أو منطقيتي، ولا يُفسد نزاهتي أو يؤثر على سويتي النفسية؛ بحيث مثلا أوافق على تمرير تصريحات “بن عمر”، أو أؤيدها أو أسكت عنها، لمجرد أنها تنال، في جزء منها، من”صالح”..
هذا أولا وثانيا: على العكس هي تصريحات يبدو من سطحها فقط أن المتضرر منها “صالح” بينما هي في العمق تنطوي على أكبر عملية تضليل بحق اليمنيين، وتترتب عليها أضرار جسيمة بواقعهم ومستقبلهم:
يقول بيان مجلس الأمن الدولي إن المعرقلين هم “عناصر من النظام السابق” و “الانتهازيين السياسيين”، والأخيرون يقصد بهم بعض القيادات الجنوبية وجناح محمد علي أحمد تحديدا.
أوكي؛ هؤلاء معرقلون، سنجاري ذلك ونصدقه، ولكن:
-أليس وجود باسندوة (مجرد وجوده على رأس الحكومة بكل عجزه وفشله) أحد أكبر مكامن “عرقلة” الفترة الانتقالية وتأليب الناس ضدها؟
– أليس وزير الداخلية عبد القادر قحطان، أحد كبار الآباء الشرعيين لـ”العرقلة”؟ أم تفترضون أن المواطن سيتعايش مع كل هذا الانهيار لأمن بلاده وشخصه وعائلته وأطفاله، وسيصفق له إكراما لعيون “الفترة” و”المبادرة”؟!
– أليس وزير الكهرباء أحد أساطين هذه المدعوة “عرقلة”؟ أم أنكم تتوقعون من الشعب أن يرقص لـ”المرحلة” في الظلام؟ أويتفاءل بها وهي بكل هذا السواد؟
– أليس استمرار “اللواء الركن” في صُلْب النظام وعلى رأسه، هو المصدر الرئيس لماء وكهرباء وهواء “العرقلة” وكل ما تتغذى عليه “العرقلة” لتستمر على قيد الحياة؟ أم أنكم لا تلاحظون خيمة اليأس والإحباط الممتدة بضخامتها على رؤوس كل اليمنيين، تجاه نتائج “الثورة” و “المبادرة” و”الفترة” و “الحوار”، بعد أن تأكد لهم أن “محسن” باقي، باقي، لايحول ولايزول؟!
– وبشأن “الحوار” تدينون من يهددون بالانسحاب “احتجاجا”، بينما حميد الأحمر كان أول المنسحبين وأول من أعلن، بكل ما لديه من مكبرات صوت، أنه لايعترف بشرعية الحوار وبنتائجه؟؟ وبماذا رديتم أنتم؟ لاشيء باستثناء أن بن عمر لم يتوقف عن الغداء والعشاء في منزل حميد بمناسبة أو بدونها.
– ألا تجدون أن مقاطعة “رئيس الحكومة” لـ”مؤتمر الحوار” بحيث لم يبدِ أي دعم له لا بتصريح ولا ببيان ولا بزيارة ولا بشيء طوال انعقاده؛ هو أحد ممارسات إفشال وإحباط هذا الحوار؟؟؟
حسنا ومن أجل نجاح تجارتك بمستقبل اليمن مع شريكتك الخليجية الصغيرة يا بن عمر؛ سنوافق على أن “صالح” هو المعرقل، والحراك والحوثيين أيضا بحسب تلميحاتك.. ولكن، ومقابل غضنا الطرف عن تجارتك المشار إليها، هل لك أن تتوقف عن “الكذب” وعن اعتبار اليمنيين “بلا عقول” و”لايفهمون”؟؟
وهل لشركائك المحليين من القادة والمشائخ والأحزاب، أن يعفوا مواطنيهم من سيل الكذب الأسود الذي يحاولون أن يحكموهم بواسطته وبكل بجاحة؟
إلى الجحيم “صالح” وإلى الجحيم “الحوثيون” وإلى الجحيم “الحراك”، فلن نأسف عليهم، ولكن ثقوا، أيها اليمنيون” أن “اليمن”، لا الأطراف السابقة، هي من يتم الدفع بها إلى الجحيم الآن من قبل تحالف “هادي-محسن- المشترك-بن عمر”.
إنهم يؤسسون لمستقبل جماعة، وشخص، وأشخاص فقط، على حساب مستقبل البلاد، وبعملية من الدجل والتضليل تنطوي على احتقار سافر لكل يمني ولكل ماهو يمني.