بُعث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم متمماً لمكارم الاخلاق ، فكانت رسالته عامة شاملة تحققت بها الغاية من جميع الرسالات كالدعوة إلى الإيمان بالله تعالى، وتوحيده وعبادته، والدعوة إلى التمسك بالفضائل، والله سبحانه وتعالى صدق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأثبت صدق نبوته في آيات تتلى إلى يوم الدين، تبعد كل شبهة حول نبوته، وهذا يؤكد ان كل من يحاول استنقاص امر هذا النبي الاعظم سيجد الفشل الذريع والخزي المحتم،فالله تعالى من أرسله وأيده بالمعجزات ،هو من سيحفظ ذكره، الى يوم البعث والحساب .
فعظيم هو النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، وعظيم هو شأنه ،الذي حاول الغزاة ومن يستهدفون الامة الاسلامية والدين باكمله ان يقللو منه وان يضعوه موضع الشئ العادي، وكأن النبي محمد هو رجلاً عادياً ،ما زاد فيه الا بعض الاخلاق الحسنة والطيبة التي هيأت له كي يكون مناسباً لقراءة الرسالة السماوية على البشر، واشتغلت الاسرائيليات تصب كماً كبيراً من السموم على شخصه صلاة الله وسلامة عليه ، ولكن بفضل من الله ونعمه نجد ان السيرة النبوية تدافع عن ذاتها ونجد في طيات اي زيف فيها ما ينفيه ويثبت عكسيته وتؤكد للمتناول انك تتعرض للتضليل فما يبقى عليه سوى التأمل وسرعان ما يصل الى نتاج قرآني قويم.
إذ ان..هذا رسول الله واعظم خلقه انه اكبر نعم الله الذي مّن الله بها على البشرية ،فحين يكون محمد صلوات الله عليه واله وسلم هو اعظم النعم من الله على البشرية فهذا يعني انه اعظم من ان يقال عنه ،انه مجرد رجل خلوق وجاء ليبلغ رسالةً سماويه، فقد عاش النبي طفوله مختلفه تحفه ايات الرعاية ممن عاشوا حوله من اعمامه وجده وامه ومن يعرفون شأنه، في مقابل ذات القدر من العداء من اليهود ولطالما تربصوا الفرص ليخفوه ويمحوا اثره بكل غباء وجهل عن شأن من يحيكون عليه المؤامرات ويدبرون الامر عليه.
و ضمن ذات الحلقة والدائرة الدلالية والتوضيحية نجول سريعاً في سلسلة احداث سيرته وحياته صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، ونتذكر العديد من الحكايات التي تؤكد حسد اليهود وبغضهم لهذا الانسان الكريم بكرامة الله،لمحمد النبي الاعظم ،المرسل بامر من الله الى البشرية والنعمة الكبرى عليها، فبعد ان كانوا يرقبون هذا المبشر والمنذر والعظيم ليكون منهم ومن بنيهم فلم يكن حينها اصروا ان يكونوا له اعداء على طول طريقه وحياته وحتى بعد موته و هو ذاته موقف الاستكبار الذي اتخذه ابليس امام امر الله تجاة نبيه آدم.
فما اشبه اليهود بالشيطان الرجيم،وما اقبح ان يكرسوا كل جهودهم ضد امر كان عند الله مقضياً، فمحمداً صلوات الله عليه واله وسلم قد اختاره الله وتكفل برعايته، ورغم ان اليهود حملوا علوماً من علوم الكتاب منها ما امكنهم معرفة مواصفات المولود النبي المختار من الله قبل ولادته ،الا انهم لم يكن لديهم قابليةً لأن يستجيبوا له رغم يقينهم بانه مختارُ من عند الله تعالى.
احداث كثيره يمكن ان نستلهم منها مقدار العداوة والحقد اليهودي لهذا النبي العربي الاعظم، ومؤامرات لا تنتهي في محاولات لطمس ذكره وعظمته وشأنه صلى الله عليه وآله وسلم ،فتوجب علينا ان نقلب صفحات التاريخ الاصيل والموثوق به عن حياته وسيرته لنعرف اننا لازلنا نواجه اعداء الرسول والرسالة ، وان الحقد والحسد قد اعمى بصائرهم وانهم مستمرون في المحاولات حتى يومنا هذا حسداً وغلاً من عند انفسهم.