خطوة حوثية في الطريق لإسقاط ورقة “الطائفية”
يمني برس _ أقلام حرة :
بقلم / الصحفي محمد عايش
عبد الملك الحوثي فتح اليوم النار على حزب الإصلاح متهما إياه بأنه السبب في الانهيار الأمني الذي تشهده البلاد، لأنه (الإصلاح) من بيده وزارة الداخلية، ولأنه أيضا من انسحبت كتلته البرلمانية لتمنع محاولة البرلمان سحب الثقة عن الحكومة ردا على اغتيال النائب عبد الكريم جدبان، حسب تعبير زعيم الحوثيين في خطاب متلفز له اليوم أمام حشود من أنصاره في الصالة المغلقة بصنعاء.
في الواقع “الإصلاح” معتمد على فكرة أن كل الأوضاع السيئة في البلاد سيحمل الناس وزرها “هادي” و “باسندوة” فقط، فهما “الواجهة” التي يحكم الإصلاح من خلفها، كما هي عادته في الحكم بالواجهات.
ولكنه أخطأ خطأ جسيما حين اختار وزارة كالداخلية لتكون في حصته، فهذا يجعله مسؤولا بشكل مباشر عن كل الأوضاع الأمنية،(بالأحرى.. لنتجاوز فرضية “الخطأ” إلى حقيقة “التعمد”، فالإصلاح كان يريد الداخلية ومصر على توليها بهدف “أخونتها”، ولكن هل سيستفيد “حزب” من امتلاك “أمن” البلاد منفردا، وما هي الكلفة السياسية على المدى الطويل؟).
المهم؛ الحوثي عرف هذه المرة كيف يلعبها صح مع خصمه العنيد..
على أن اللافت، في خطابه، هو أنه قال إن الدوافع وراء اغتيال “جدبان” ليست “طائفية” بل “سياسية بامتياز”.
إعطاء الصراع بعده الحقيقي، وهو بعد “السياسة”، والهروب من مأزق التوتير الطائفي، أمر يحُسب لخطاب زعيم الحوثيين..
حين تكون اللعبة “طائفية” فإن “الحوثيين” هم الخاسرون، وحين تكون “وطنية” فإن “الإصلاح” يخسر… هذه معادلة قائمة الآن، حيث الإصلاح لا يستطيع عزل الحوثيين ما لم يؤكد يوميا في كل وسائل إعلامه على “طائفيتهم”. وهكذا أجد أن خطاب اليوم لعبد الملك الحوثي بدأ بسحب هذه الذريعة من يد الإصلاح.
القوى السياسية مطالبة، إن كانت تريد وطنا للجميع، بمحاصرة “التوتير الطائفي” و “المذهبي” اللعين، وعدم استخدام أوراق الهويات المذهبية والطائفية، وكل هوية مادون وطنية، في معارك السياسة..
وإلا فإنكم جميعا، حوثيين وإصلاحيين واشتراكيين ومؤتمرين، ستكونون في الموقع المضحك نفسه لحسين الأحمر الذي نشر اليوم صورة له اليوم الجمعة وهو يقول “إلى النصر..ستنتصر دماج على طريق الدولة المدنية الحديثة”!!!!!
يخوض حربا خارج الدولة وخارج “المواطنة” وبشعارات “دينية” و “طائفية”، واعتمادا على مليشيات بينها وبين مفاهيم “الدولة الحديثة” ما صنع الحداد؛ ثم يقول “على طريق الدولة المدنية الحديثة”…..
فعلا: ويخلق ما لاتعلمون..