ماذا عن مؤتمر السلام ؟.. هل يعود اليمن سعيداً بعد آل سعود..؟
ماذا عن مؤتمر السلام؟.. هل يعود اليمن سعيداً بعد آل سعود..؟
ترجمة وإعداد – غادة سلامة
هل ستتمكن الامم المتحدة بعد إعلانها عقد مؤتمر دولي من أجل اليمن إيقاف حمام الدم الذي سال لأكثر من ثلاث سنوات. مارتن غريفيث المبعوث الأممي لليمن يعد اليمنيين بتحقيق السلام لهم ويقول: إن منظمة الأمم المتحدة تلقت تأكيدات بحضور الاطراف المتحاربة في اليمن من أجل التوصل لحل سلمي للأزمة المتفاقمة في اليمن. وقال غريفيث: إن الأمم المتحدة ستعقد بشكل عاجل مؤتمراً للأطراف المتحاربة في السويد، هذا ويقف اليمن على حافة أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم منذ عقود، حيث يعاني الملايين من نقص الغذاء والماء والإمدادات الطبية.
ففي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي يقول غريفيت: تلقيت تأكيدات من الاطراف اليمنية المختلفة بأنهم على أتم استعداد للحضور والمشاركة في المؤتمر، ويخطط غريفيث للسفر إلى العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون لمناقشة الاستعدادات للمؤتمر قبل أن يسافر مع الوفد الحوثي إلى السويد لحضور المؤتمر. كما أعلن غريفيث أنه على وشك إتمام اتفاق لتبادل الأسرى بين الجانبين المتحاربين في إجراء يهدف لبناء الثقة.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وقوى غربية أخرى قد مارست ضغوطاً على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لوقف الحرب في اليمن في أسرع وقت وذلك في غضون معارك ضارية كانت القوات السعودية تخوضها بهدف السيطرة على ميناء الحديدة الذي يستقبل أغلب المعونات القادمة إلى البلاد.
وخلال الأيام الماضية التقى مسؤولون أمريكيون على رأسهم مايك بومبيو وزير الخارجية وجيريمي هانت وزير الخارجية البريطاني مع حكومة آل سعود لحثهم على وقف المعارك في اليمن السعيد الذي حوله العدوان السعودي الاماراتي الى ساحة حرب الهدف منها استنزاف ما في البلاد من ثروات، فبدلاً من أن يكون الشعب اليمني يعيش حياة هنيئة وهادئة، ها هي صور معاناته تملأ الدنيا.
وقد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريراً حول الوضع المأساوي في اليمن والدور السعودي في هذه المأساة، وتضمنت المقالة صوراً عديدة وثقت المجاعة التي يعانيها أطفال اليمن، في ظل الحرب الوحشية، وبينهم طفلة اسمها أمل وعمرها سبع سنوات وهي تعاني الهزال لدرجة أن عظم الترقوة والقفص الصدري كانا ظاهرين للعيان. ووفقاً للتقارير الصادرة مؤخراً عن الأمم المتحدة، يواجه اليمن «أسوأ مجاعة في العالم منذ 100 عام. حيث أدت الحرب الاقتصادية إلى تفاقم حالة اليأس لدى آلاف من العائلات اليمنية، بسبب خطر المجاعة الذي ينتظرهم في ظل هذه الحرب المجنونة.
فصورة أمل هي احدى الصور التي تتناول مدى معاناة الشعب اليمني الذي يعاني أطفاله هزالاً شديداً نتيجة سوء التغذية نتيجة العدوان السعودي.
وحذر وكيل الأمم المتحدة مارك لوكوك المجتمع الدولي من كارثة انسانية ومجاعة قد تشهدها اليمن اذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل فعال. وبدوره قال المتحدث باسم البرنامج الدولي للأغذية التابع للأمم المتحدة ان ملايين اليمنيين بالكاد يحصلون على ما يسد رمقهم حيث يعاني ثلاثة ملايين ونصف المليون من حالة حادة من انعدام الغذاء. وما يثير التساؤل هنا هل عندما شاهدت الادارة الاميركية هذه الصور بالإضافة الى صور الشهداء والمذابح التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي تحرك ضميرها وطالبت بوقف الحرب المستعرة على هذا الشعب الأعزل أم إن الضغط العالمي الذي تواجهه السعودية الآن بسبب ازدحام ملف جرائمها دفع واشنطن الى هذا الموقف. الجواب هو واضح للجميع، وهل توقف الحرب سيعفي العدوان مما اقترفه في حق الشعب اليمني ومن سيصلح الدمار والمأساة الذي تسببت فيها السعودية؟
على ما يبدو أن التاريخ يتكرر في صورته المأساوية والذي تجسده معاناة الأطفال وصورهم بأفضل تجسيد؛ من منا لا يذكر الطفلة الفيتنامية «كيم فوج» التي كانت أحد أهم أسباب ايقاف الحرب هناك بعد أن التقط لها المصورون صورة وهي تعدو حافية عارية من هول قذائف النابالم التي كانت ترميها الطائرات الأمريكية لتنزع عنها لباسها وتحرق جسدها الطري ما جعلها تعدو باكية مصعوقة والنيران تحيط بها من كل جانب صارخة بملء فمها أريد ماء من شدة الحروق التي تعرضت لها والنار التي كانت تشعر بها على كامل جسدها.
اليوم يتكرر هذا المشهد المأساوي مع أمل الطفلة اليمنية بطريقة مختلفة في اليمن الذي يعاني ما يقارب المليونين طفل من أبنائه الجوع والمرض وخطر الوفاة, أمل الذي هزمها الموت بعد معاناتها من القيء والإسهال المتكرر الذي لم تصمد أمامه لأيام. ماتت أمل بجسدها النحيل الذي بدا على شكل هيكل عظمي، في المستشفى الذي كانت تتلقى العلاج فيه شمال البلاد. أمل لخصت معاناة اليمن وآلام شعبه على مدى 3 أعوام جراء القصف العشوائي من السعودية والذي لا يفرق بين مدني وعسكري بين رجل أو امرأة بين طفل أو عجوز، ولم يتحرك المجتمع الدولي وبقي ساكناً تجاه معاناة اليمنيين وتدمير بلادهم، حتى إن بعض الدول التي كانت تمد السعودية بالسلاح رفضت إنهاء الحرب حتى لا تتوقف صفقات الأسلحة ويخسروا عقودهم، يقول ديكلان وولش، الذي كشف عن فظائع الحرب في اليمن: إن أمل حسين الهزيلة، التي كانت مستلقية بصمت على سرير المستشفى في شمال اليمن، بدت كأنها تلخص الظروف الخطيرة التي تمر بها بلادها التي مزقتها الحرب.
وكانت قد حذرت الامم المتحدة من تزايد عدد اليمنيين الذين باتوا يعتمدون على المعونات الغذائية، فيما يمكن أن يزيد العدد من 8 ملايين إلى 14 مليوناً، وهذا هو نصف عدد سكان اليمن، مشيرة إلى أن عمال الإغاثة اليمنية والقادة السياسيين يطالبون بوقف للأعمال العدوانية، والقيام بخطوات طارئة لإنعاش الاقتصاد اليمني المنهار، حيث دفعت أسعار الغذاء المرتفعة السكان إلى حافة المجاعة. وأكد خِيرت كابيلاري المدير الإقليمي لليونيسف أن 1,8 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد، و400 ألف سوء التغذية الحاد الوخيم». وحذر كابيلاري أنه يخاف ان تتأخر عملية إنهاء الحرب في اليمن محذراً من حصول كارثة إنسانية قد يندى لها الجبين الانساني فيما لو تأخر العالم في إنقاذ أطفال اليمن.