نعم، احذروا بريطانيا ومخططاتها، فهي أخبث دول الاستعمار الغربي على الاطلاق وهي أكثرها معرفة ودراية باليمن والمنطقة العربية وبالنزاعات التي تحرك عربانها، تعتمد سياسة بريطانيا الخبيثة على قاعدة (فرق تسد) وسياسة “فرق تسد” تعني فكك كل بلد الى جماعات ومشيخات وسلطنات واعراق وسلالات ومحافظات والغ مبدأ المواطنة وحول المواطنين الى أقليات وفئات معزولة عن بعضها واجعل كل فئة أو منطقة أو جماعة تخاف من الأخرى داخل البلد الواحد ما يدفعها جميعا الى قتال بعضها بعضا من ناحية وطلب الحماية من الخارج تخوفا من “العدو” الداخلي من ناحية أخرى !
تأتي بريطانيا ومسؤولوها ووسطاؤها وجواسيسها الى أي فئة في المجتمع تعتقد أنها “مضطهدة” بل تخلق فيها مشاعر الاضطهاد وتنميها داخل بلدها وتقول لها أنا سأعترف بحقك في السلطة وسأنشئ لك جيشا من أبناء فئتك أو منطقتك أو مذهبك وبما يحيي فيها الغرائز والنعرات الطائفية والسلاطينية والمشايخية وتقول لكل قادة الأطراف الداخلية المتصارعة -كل على حدة- ودون علم الأطراف الأخرى- أنتم أولى بالحكم من غيركم من الجماعات والفئات العرقية والمناطقية الأخرى.
هكذا تعاملت مع سلاطين ومشيخات المحميات الغربية في جنوب اليمن طوال 123سنة من الاحتلال وكانت تكتفي بمنح كل واحد منهم مصروف الحماية الشخصية وقيمة الدسمال السلاطيني ثم تخويف كل واحد منهم من صنعاء تارة ومن بقية السلاطين والمشيخات المجاورة تارة أخرى وبذلك ضمنت ولاءهم جميعا وهم متناحرون مع بعضهم البعض وبثمن بخس دراهم معدودات “وشيخوني وادي البقرة “وهكذا طوال سنوات الاحتلال قبل ظهور الحركة الوطنية في خمسينيات القرن الماضي اخافت الشوافع من الزيود والضوالع من اليوافع والحضارم والشباونية والرياض من صنعاء والأدارسة من الأئمة وهلم جرا، أنشأت دولة الكيان الصهيوني في فلسطين بوعد بلفور وخدعت الشريف حسين بأنها ستمنحه حكم المنطقة العربية إذا قاتل معها ضد الأتراك وتبين له بعد فوات الأوان أنها مزقت سوريا الكبرى التي كان موعود بها بالإضافة الى الحجاز والعراق مزقت سوريا الى لبنان وفلسطين والاردن ومنحت فلسطين لليهود ومنحت لبنان للموارنة واخرجت الأشراف من الحجاز ومنحتهم شرق نهر الاردن ودعمت آل سعود لاحتلال الحجاز وحتى اليوم يخاف الأعراب بعضهم بعضا ويلجأون الى إعدائهم لحمايتهم من انفسهم!
ومثلما خرجت بريطانيا في منتصف القرن الماضي من الشرق الاوسط بعد إنشاء الكيان الصهيوني تاركة الشرق الاوسط للحماية الامريكية، تخرج بريطانيا اليوم من الاتحاد الاوروبي بقرار متفق عليه مع امريكا لكي تعود بريطانيا كقوة استعمارية في الشرق الاوسط مقابل تفرغ امريكا لمواجهة الصين وقوتها القادمة والمخطط هو أن تعود بريطانيا جزئيا الى المنطقة العربية من البوابة اليمنية ومن المؤامرة على وحدة وسيادة واستقرار الجمهورية اليمنية ومشروع بريطانيا في اليمن- نفذته الامارات ومرتزقتها على الأرض وأصبح واضحا وهو تفكيك الجمهورية اليمنية الى جماعات وسلالات ومشيخات وأقليات كل منطقة لها جيشها وكل فئة تخاف من الفئة الأخرى وتحتاج الى حماية أجنبية لن تكون سوى بريطانيا واسرائيل بعد سقوط الاتحاد السوفيتي!
ما يحدث من تحركات بريطانية اليوم باسم السلام يستهدف فقط إخراج السعودية من الحرب واستمرار الحرب بين اليمنيين في عدن ولحج وأبين بين ما يسمى الشرعية والمجلس الانفصالي والسلفيين ( العمالقة) ويبقى الصراع في شبوة وحضرموت والمهرة منفصلا ومؤجلا عن الصراع في عدن وصنعاء، بينما تبقى الحروب في صنعاء مع الإصلاح والسلفيين وأنصار صالح وانصار الله ولتبقى السواحل والجزر والممرات تحت الاحتلال وتؤمن حدود السعودية على حساب الأرض والسيادة اليمنية والجميع يقتتلون داخل المناطق الداخلية لليمن كالقرود بدعم وإشراف الانجليز والسعوديين،.
هذا هو مخطط بريطانيا واسرائيل في ما يسمى بالسلام والمفاوضات في اليمن، وهكذا تفهم تحركات وزير خارجيتها في المنطقة ومشروع قرارها في الامم المتحدة وتصريحات ممثل الامم المتحدة في اليمن ووزير خارجية امريكا عن السلام والهدن والحكم الذاتي وقبل ذلك تفهم زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني الى مسقط اي في اطار مخطط السيطرة على جزر وسواحل وممرات اليمن في البحرين الاحمر والعربي من ناحية وضمان حدود السعودية على حساب المواطنين في القرى الحدودية بصعدة وحجة وإخراج السعودية من مأزقي الحرب على اليمن ومقتلة خاشقجي وبما يجعل اليمنيين يواصلون الاقتتال في المناطق الداخلية كالرباح، أي تواصل اقتتال الأطراف اليمنية في الشمال والجنوب ولكن خارج المصالح الحيوية للاستعمار الصهيوبريطاني في السواحل والبحار وخارج أمن وسلامة قتلة أطفال اليمن ونسائها من سعوديين وإماراتيين وأسيادهم.
وما لم يكن اليمنيون وجميع قواهم الوطنية على وعي بهذه المخططات الجهنمية ويؤكدوا في مفاوضاتهم وسلامهم بأن العدوان على اليمن خارجي وليس اقتتالا داخليا أو مذهبيا أو شطريا أو مناطقياً فان الجميع سيقعون في الفخ البريطاني وسيسعى الجميع لأن يكونوا “عيال الانجليز” طالما وهذا الأب غير الشرعي للجميع يوفر لكل واحد من لقطائه الشعور بالزهو الفارغ ويحرك فيهم غرائز السلطة من خارج المواطنة والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، والحقيقة إن أي حديث عن مجلس رئاسي يمثل المناطق والفئات بدلا من رئيس واحد يرمز لوحدة وسيادة اليمن سيكون غطاء للحروب والتمزق القادم والدائم بين اليمنيين أولا.
كما أن أي حديث عن أقلمة وفدرلة قبل وجود سلطة يمنية منتخبة خيانة وإقرار فاضح بالمخطط البريطاني لتمزيق واحتلال اليمن ثانيا.
أيها اليمنيون: لا تكرروا فضيحة أشراف الحجاز وسلاطين لحج والضالع وصغائر الأئمة والأدارسة مرة أخرى قولوا للإنجليز والصهاينة وأدواتهم ومرتزقتهم المحليين: كفى لعباً بمصائرنا ومصائر اليمن الحر والسيد والموحد والمستقر.