خمس محاولات اغتيال جرت في اسبوع واحد في تعز؛ محاولة اغتيال للمدعو/ عدنان الحمادي، وبعدها لعبدالرحمن شمسان والثالثة لعبد العزيز المجيدي، وجمال الشميري، وكلهم قادة في خدمة العدوان. والجريمة الأكبر هي محاولة تصفية رئيس جامعة تعز الدكتور محمد الشعيبي. اما الأخيرة، فهي إصابة الطفلة ( فاطمة أحمد الأفندي ) وهي عائدة من مدرستها، جراء بلطجة عيال صادق سرحان على أسواق تعز، ومنهم نسبه الطفل المدلل/ غزوان المخلافي. اما الاعتداء على القضاة ووكلاء النيابة فلا إحصاء له، وكان آخر تلك الاعتداءات في المعافر على رئيس محكمة النشمة من قبل مليشيا الحمادي. وتاليها الاعتداء على رئيس المحكمة التجارية في تعز.
المرتزقة ينتحرون، يقتل بعضهم بعضا، والمواطن المغلوب يدفع الثمن.
المرتزقة ينتقلون من جرم إلى إجرام، ومن نهب الى نهب، ومن قتل الى اقتتال، ومن سرقة إلى أخرى، ومن فساد إلى افساد، ومن ترهيب إلى إرهاب. سرقوا الاغاثة، ونهبوا المؤسسات العامة والخاصة، واقتحموا البنوك ومحلات الصرافة، وقتلوا التجار. واحتالوا على التحالف العدواني، ولطشوا مرتبات الجنود، واستخدموا كل الاساليب في الحصول على المال.
الاخبار التي تصل من تعز مقززة وتثير الغثيان.
آخر تلك الاخبار استهداف رئيس جامعة تعز بالاغتيال، وقتل حارسه الشخصي. اصابوا الدكتور الشعيبي بجروح نقل على اثرها إلى عدن.
الشعيبي رجل معروف بسلميته، أكاديمي يؤدي خدمة لوطنه، لكن المرتزقة لا يريدون اكاديميين وعلماء، هم يريدون قطاع طرق، وإرهابيين على شاكلتهم. لا يريدون علما وتعليما، يريدونها جهلا وتخلفا، وبلطجية. مجموعة من الجهلة وقطاع الطرق وخريجي السجون، مقرمطين، ومطلوبين لاجهزة الامن والعدالة، يساوون بين الفكر والكفر، سلحهم العدوان، واستخدمهم لتخريب البلاد، وقتل العباد، وتدمير كل ما هو جميل ونافع في هذا الوطن. المتهمون بالقتل والاغتيال في قضية الشعيبي هم : عدنان عبدالله مقبل، وعصام عبدالله مقبل، وجبران سرحان. وبحماية همام مرعي وكلهم في اللواء 170 مخلافي.
لينتحر المرتزقة، فقد باعوا أنفسهم واستلموا الثمن، لكن ما ذنب الاطفال والمدنيين، وسكان المدينة الذين يقتلون يوميا، ويدفعون ثمن البلطجة والهمجية التي تمارسها المليشيات المنفلتة، والمفصعون في الشوارع والحارات؟!
استهداف الشعيبي ليس عملا جنائيا – كما يدعي بعضهم – انه جريمة سياسية مقصودة، ومخطط لها الوكيل المخلافي احد رؤوسها.
والذين نفذوها هم مليشيا الاصلاحي صادق سرحان المخلافي من أفراد ما يسمى ( اللواء 170 مخلافي ) تخصص نهب وقتل.
قبل يوم من تنفيذ الجريمة كان من يسمونه بوكيل المحافظة الاصلاحي عبدالقوي المخلافي في مكتب رئيس الجامعة يحاول ان يساوم ويبتز الجامعة لصالح أصحابه، ومقابل عمولة. وقبلها كانت المليشيات قد اختطفت أمين عام الجامعة عبد الرحمن حاجب ونهبت سيارته وسلاحه، وتلفونه وما معه من أموال.
رفض رئيس الجامعة المساومة والابتزاز، كما رفض مقابلة المدعو وكيل المحافظة المخلافي، فكان الرد محاولة الاغتيال. محاولة الاغتيال تمت من باص تابع للواء المفصعين ( 170 مخلافي ). العجيب أن المتهمين بالقتل والاغتيال لازالوا في حماية لواء المفصعين، ولم يستطع أمن الاكحلي الاقتراب منهم.
اعتقد ان وراء المحاولة هدف سياسي، فالاخوان قرروا إزاحة الشعيبي والسيطرة على رئاسة الجامعة، آخر مرفق في تعز، رغم أن الشعيبي حقق لهم الكثير. وهم الآن يحاولون أن يعطوا الجريمة طابعا جنائيا كخلاف على إيجار، بل ويرمون بها على ظهر ابو العباس قائلين إن شخصا متمردا في اللواء ( 170مخلافي ) هو من ارتكب مع مجموعته هذه الجريمة، وهذا الشخص على تواصل مع مؤمن المخلافي أحد جماعات ابو العباس، ويستلم منه مصاريف يومية.
في تعز جماعات إقصائية ومتناحرة مأزومة، تتآمر ضد بعضها البعض، وقد بدأ ذلك من خلال ضرب وإخراج السلفيين جماعة الإرهابي ابو العباس من قبل مليشيا الاخوان، وما لحق المدينة من دمار.
وفي المشهد بدأت المواجهات بين مليشيا الحمادي ومن يقف معه من أحزاب الخردة، وبين مليشيا الإخوان في المسراخ والحجرية. وتحاول أحزاب الخردة التي تقف مع الحمادي ان تحتمي بالمجتمع من خلال التحشيد والمظاهرات.
كل هذا الاحتراب يدفع ثمنه المواطن من حياته وأمنه، وحرمان أولاده من التعليم والصحة، ومقومات الحياة.
جماعة أبو العباس تحمل ثأرا للإخوان، وقد انضمت إلى مليشيا الحمادي، وهي تعمل على تأجيج الفتنة في تعز.
ويبدو أن الاخوان بخبرتهم سيأكلون الجميع. وكما أخرجوا جماعة ابو العباس من المدينة سيخرجون الاخرين من الريف، فالإخوان لن يقبلوا بوجود من يقف في وجه مخططاتهم.
تعز منكوبة، والمواطنون يتفرجون على خيباتهم، ونكباتهم، وأيديهم إلى الخلف، يتلقون الضربات، ولا يجدون ناصرا لهم.
والخلاصة : تعز تعيش رعبا وخوفا، ارهابا وقتلا وفوضئ وقطعا للطرقات وتعديا علئ الحقوق والحريات، وان المرتزقة فشلوا، حتى في تأمين شارع جمال الذي يفصعون فيه.
والأهم من هذا كله أن تعز مدينة منكوبة، لا أحد آمن فيها؛ لا قاضٍ، ولا طفل، ولا تاجر، ولا مدني، ولا عسكري، ولا رعوي. ولا امرأة ولا رجل.