في البدأ نعزي ونواسي الشعوب العربية والإسلامية في مصابهم الجلل في موت ضمير الأمة، الأمر الذي من خلاله تم تعرية تلك القيادات العميلة من أي قيم دينية وأخلاقية وجعلتنا نرى حقيقتهم المخزية في سلسلة من الانبطاحات انتهجها حكام تلك الدول وأظهرتهم في موقف الخنوع والخضوع المذل للدول الاستكبارية في سبيل كسب رضاهم والعزة بعزهم متناسيين قول الله تعالى في القرآن الكريم حيث قال { الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا }.
سأسرد لكم بعض من فضائح أمراء الصهوينة في أمتنا عبر نهش جسد الأمة في تشتيت خطاب العقل والوعي واستبداله بالخطاب الطائفي خطاب من لا خطاب له خطاب المفلسين سياسياً وفكرياً وثقافياً، فقد رأينا تلك الدول تدق على وتر إثارة الفتن حتى تزج بأهلها في إقتتال دام تسفك فيه دماء الأبرياء كما حدث في عدد من الدول التي تربطهم ببعض علاقات دينيه وأخوية لتصبح تلك العلاقة هي الطريق المعبد في كسب رضا أعداء الأمة لصالح الصهيونية العالمية ممثلة بإمريكا وإسرائيل، فلا يوجد قانون بشري أو تشريع ديني أو عرف قبلي يسمح لمثل هؤلاء الإمعات في اخضاع شعوبهم وتركيعها وبيع معتقداتها ومقدساتها الدينية مقابل التمسك بالسلطة التي من أجلها ارتموا في أحضان دول الاستكبار التي نجحت في تمرير مخططاتها القذرة بشتى الطرق استكمالاً في تنفيذ ما بناه من سبقهم في سيطرتهم على العالم العربي والإسلامي كما جاء في عدد من كتبهم أبرزها بروكوتولات حكماء صهيون .
والى يومنا هذا لم تستفيق أمتنا من أثر الصدمة التي أصيبوا بها جراء ذلك الموت الذي أفقد الأمة كرامتها وعزتها وسخر ثرواتها في خدمة اعداء الله، كلنا رأينا كيف سخر الرئيس الأمريكي من السعودية ووصفه لها بالبقرة الحلوب الذي قوبل بابتسامة عبد ذليل ومطيع وبعدها بفتره قصيره ذهب سيدهم ترامب لزيارتهم استعداداً لحلبهم وبالفعل تم حلبهم خمسمائة مليار دولار في لمح البصر مما أسال لعاب باقي دول الغرب لحلب تلك البقرة التي أصبحت سخرية للعالم جعلت ساستها في هوان وذل لايوصف ليكشف للعالم النقص الحاد في القدرات العقلية لدى ساستها فكلنا ندرك بأن ذلك ليس غباء خلقي أو وراثياً بل مستورد له ارتباطات خارجية يعرفها الجميع، فاتخذهم العالم هزوا ووصفهم بالحكام الأغبياء نتيجة غباءهم السياسي” حتى وصل بهم الحال الى الذل والخنوع المهين لتلك الابتزازات التي مارسها الرئيس الأمريكي في حقهم، ومع هذا وفي خطوة جريئة أقدموا على إستبدال دينهم بدنياهم حيث كانوا أول من بارك نقل السفارة الأمريكية الى القدس والإعتراف بها عاصمة لإسرائيل لنشاهد وجههم القبيح في سلسلة من الفضائح التي كشفت لنا تستر تلك الأنظمة خلف العباية الدينية ورفع الشعارات الكاذبة للتظليل والإستمرار في التطبيع مع العدو الإسرائيلي من تحت الطاوله خوفاً من أن تثور الأمة عليهم، وفي فضيحة مدوية ضمن سلسلة الفضائح حدث مالم يكن لهم في الحسبان حيث خرج اليهم سيدهم ترامب عبر شاشات التلفزة وكشف المستور للأمة دون قصد فقال في لقاء خاص له ( لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة كبيرة في الشرق الأوسط ) فكانت كلماته كالبرق تنزل على رؤوس الأمة لتعري مرة أخرى ولات الأمر، أما زال هناك شك أو شيءً خفي أكثر من هذا حتى نقنع به عبيد المال الخليجي المدنس ببطلان ادعاءاتهم وافتراءاتهم ووقوفهم في الجانب الخطأ في ظل الإستمرار في تظليل واستحمار الشعوب ويساقون الى حتفهم ككبش فداء في خدمةً أعداء الأمة.
فما ذكرناه سابقاً ما يخص السياسة الخارجية لتلك الأنظمة وكيف انتهاج ولات أمرهم طريق العمالة للصهيونية العالمية، أما إذا صوبنا أنظارنا نحو سياستهم الداخلية سنرى العجب العجاب في استحمار الشعوب ونهب الأموال وتكتيم الأفواه وقمع الحريات كما حدث مع عالم الدين الشيخ النمر الذي دعى الشعب الى مواجهة الباطل وأهله فوجهت له عشرات التهم والاباطيل للتخلص منه، كذلك إغتيال الصحفي خاشقجي الذي كان بوقاً لمعسكر الظالمين وعبدا مطيعا لهم ولفترة طويلة لكن الباطل دائما نهايته وخيمه فحدثت خلافات بينهم جعلته يدرك خطأه فقرر الهروب من بطشهم والذهاب الى أمريكا موطن الشر نفسه حتى يبدأ في كشف وفضح تلك الأنظمة ولكن لم يسعه الوقت في التكفير عن ذنبه فكان المنشار الملكي أسرع الى قتله وتقطيع جثته وإذابتها، هنا تم تعريتهم للمرة الثالثة ليدرك العالم دموية وحقارة هذه الأنظمة العميلة، ومن المفارقات المضحكة في تلك الأنظمة الغبيه أنها تخضع للحكم الملكي الدكتاتوري المستبد وتزعم دفعها عن الديمقراطية وحقوق الشعوب في المنطقة…فيا زماننا هذا اضحك…فأشد درجات الاستحمار تجعل منك عالماً ومثقفاً، وكل هذه مجرد نقطة صغيرة في بحر ظلمات هذه الأنظمة العميلة للصهيونية العالمية.
ومع هذا لاتزال الشعوب العربية والإسلامية تنتظر الوقت الذي طالَ عَلَيْهِ الأَمَدُ حتى يصحوا ضمير ولات الأمر الذي بفضل غيابه وصل حال الأمة الى أن يكونوا إلعوبة بيد الغرب كيف ومتى ما شاءوا، فهل علينا كشعوب مسلمة أن ننتظر حتى يحضر عزرائيل ويخلصنا من هذا العار، أم علينا التحرك الجاد وتحمل المسؤولية ولو مرة واحدة في مواجهة ذلك المرض الخبيث الذي نهش جسد الأمة، فجاءت البشارات من صوب اليمن حيث انطلقت شرارة ذلك التحرك الجاد في تطهير الأمة من رجس الصهيونية وأذيالها فكان الرد من أمريكا حيث أعلن تشكيل تحالف الشر بقيادة تلك الأنظمة العميلة وبدأ عدوانهم على اليمن في عملية أطلق عليها عاصفة الحزم للقضاء على ذلك التحرك، ولكن هيهات فحتماً ستكون هي الضربة القاضية التي سيتم بها استئصال ذلك المرض الخبيث من جسد الأمة، وسيأتي وعد الله لأولياءه بالنصر والاستخلاف بدلا عن تلك الأنظمة العميلة بجيلً ثقافته قرآنية يبني أمة تنهض الى أعلى مستويات الرقي والتطور يحترم فيها كرامة الإنسان وحقوق الحريات التي تمكنها من استرجاع مكانتها بين الأمم فيقف فيها المسلم صارخاً متفاخراً بانتمائه لأمة سيد خلق الله محمد صل الله عليه وسلم وعلى آله.