قمة العشرين في الأرجنتين.. آمال صغيرة لحل التحديات الكبيرة!!
601
يمني برس – متابعات إخبارية
انطلقت أعمال قمة العشرين اليوم الجمعة، بالعاصمة الأرجنتينية “بيونس أيرس”، بمشاركة زعماء 20 دولة أبرزها ألمانيا وفرنسا والسعودية والصين والهند، وسط توترات وانقسامات عديدة، بهدف الوصول إلى حلول مناسبة للأزمات التجارية والسياسية المشتعلة حالياً ومن المقرر أن يلتقي “ترامب” مع نظيره الصيني “شي جينبينغ” على هامش قمة مجموعة العشرين، من أجل التوصل إلى حلّ للحرب التجارية المشتعلة بين البلدين بسبب الرسوم التجارية التي فرضتها حكومة “ترامب” على الواردات الصينية، ومن المرجّح أن تتم مناقشة القضية السورية في هذا الاجتماع والضغط على المجتمع الدولي لإنهاء الحرب في اليمن، إلا أن العديد من الخبراء السياسيين يرون بأن واشنطن لن تعمل على حل جميع هذه القضايا، بل إنها سوف تسعى لتحقيق مكاسبها الخاصة فقط وهذا الأمر يؤكد بأن اليأس وخيبة الأمل من إيجاد حلول لمجمل القضايا العالمية يخيم على هذه القمة الثلاثة عشر لقادة مجموعة العشرين
قمة العشرين… النشأة والمشاركون فيها
نشأت مجموعة العشرين بقرار وزاري في تسعينيات القرن الماضي، وباتت اجتماعاتها على مستوى قادة الدول في خضم الأزمة المالية التي عصفت بالعالم عام 2008 وتشكّل مجموعة العشرين منتدى رئيسياً للاقتصادات الرئيسية في العالم، التي تسعى إلى بناء إجماع على سياسات دولية لمعالجة التحديات الاقتصادية، وأصبحت هذه القمة عقب مرور عدة سنوات أبرز المنتديات الدولية المتعلقة بمجالات التعاون في الاقتصاد العالمي ومع مرور الوقت وتوالي قمم المجموعة، توسعت النقاشات لتشمل ملفات جديدة مثل التنمية والتغير المناخي ومكافحة الإرهاب.
وتضم مجموعة العشرين، الاتحاد الأوروبي و19 دولة هي: أمريكا، وكندا، والمكسيك، والبرازيل، والأرجنتين، وجنوب إفريقيا، والصين، والسعودية، والهند، وإندونيسيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، وألمانيا وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وتركيا، وأستراليا، وروسيا، ويحق للدولة المستضيفة دعوة دول من خارج المجموعة للمشاركة في القمة وتستقبل مجموعة العشرين في اجتماعاتها كلاً من المؤسسات التالية “بريتون وود”، والرئيس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، ورئيس البنك الدولي، واللجنة النقدية والمالية الدولية ولجنة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
مجموعة الـ20 أنشئت على هامش قمة مجموعة الثمانية في 25 سبتمبر 1999 في واشنطن، خلال اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين وكان الغرض منها هو تعزيز الاستقرار المالي الدولي وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والبلدان الناشئة، والتي لم تتمكن اجتماعات وزراء المالية مع مجموعة السبعة من حلها.
قمة “بيونس أيرس” وأبرز القضايا التي سيتم مناقشتها
اجتمع زعماء مجموعة العشرين اليوم الجمعة في مدينة “بيونس أيرس” لمناقشة معظم القضايا الدولية ومن المتوقع أن تواجه هذه القمة تحديات كبيرة قد تغير ليس فقط محاورها الرئيسية وأجندة قادتها بل مسارات السياسة الدولية لأعوام قادمة وأغلب القضايا المتداخلة التي يتوقع أن تبحثها القمة مدرجة في سياق المنافسة بين أمريكا وروسيا من جهة، وأمريكا والصين من جهة أخرى، إذا ما استثنينا قضية الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” الذي قتل في اسطنبول,
ومن المتوقع أيضاً أن يتم مناقشة الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وحالة عدم الاستقرار في أفغانستان، والأزمة السورية والهجوم الكيميائي الذي وقع في مدينة “حلب” قبل بضعة أيام، وكذلك الهجمات الشرسة والبربرية للقوات السعودية على ميناء الحديدة في اليمن، والمفاوضات التي ستشارك فيها كل الأطراف اليمنية بعد أقل من شهر في السويد، وفي وقت سابق أعلن رئيس الأرجنتين “ماوريسيو ماكري” أن الاتهامات ضد ولي العهد السعودي بارتكاب جرائم حرب في اليمن، وكذلك قضية مقتل “جمال خاشقجي”، ربما ستطرح للنقاش خلال قمة مجموعة العشرين التي سيحضرها “ابن سلمان”، خاصة وأن الرئيس التركي هو الآخر يحمل معه قضية “خاشقجي” إلى قمة العشرين، حيث تصرّ أنقرة على كشف الجهة العليا التي أمرت بقتل الرجل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول وسيحضر أردوغان القمة بعد أن تراجعت حدّة الأزمة الاقتصادية في بلاده الناتجة عن هبوط الليرة التركية والخلافات مع أمريكا.
وعلى هامش هذه القمة أعلن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” عن عزمه مقابلة ولي العهد السعودي، وهو الأمر الذي يأتي في المقام الرئيسي لتنسيق الجهود الخاصة بإنتاج النفط، لا سيما وأن الرياض وموسكو هما الأكثر قدرة على ضبط وتيرة السوق العالمية ويرى الكثير من المحللين السياسيين، أن العمل المستمر والمتواصل بين روسيا والسعودية قد يكون أساس التوازن العالمي في أسواق النفط خلال الفترة الماضية، وهو ما يعتقد أن يستمر خلال الأشهر المقبلة، مشددة على ضرورة التعاون بين الرياض وموسكو خلال الفترة المقبلة ولكن هذا التقارب بين موسكو والرياض لا تحبذه واشنطن التي من المتوقع أنها ستعمل على خلق العديد من العراقيل للقضاء على هذا التقارب ولهذا فلقد رفض الرئيس الأمريكي اليوم لقاء الرئيس الروسي في جلسة مغلقة، بذريعة أن القوات العسكرية للأخير سيطرت على ثلاث سفن حربية أوكرانية، خلال الأيام القليلة الماضية، على الرغم من أن الكرملين كان قد أكد في وقت سابق بأن الاجتماع سيجري، حيث قال “ديمتري بيسكوف” الناطق باسم الرئاسة الروسية: “قد لا نتفق بالضرورة على كل المواضيع، هذا قد يكون أمراً مستحيلاً، لكن من الضروري التحاور وهذا الأمر يصبّ في مصلحة ليس بلدينا فقط وإنما في مصلحة العالم بأسره”.
ونظراً لكل هذه القضايا الشائكة، فإن الدورة الثالثة عشرة لمجموعة العشرين في الأرجنتين سوف يسودها الكثير من الخلافات بين أقطاب السلطة السياسية والاقتصادية في العالم، ومشاركة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في هذه القمة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن النتائج التي سوف تخرج بها هذه القمة، هي نتائج ذات أهمية كبيرة بالنسبة لـ”ترامب” ولحكومته.