جولة مشاورات جديدة انطلقت في العاصمة السويدية “ستوكلهم” بين الوفد الوطني الذي خرج من وسط ركام المعاناة والحصار الثلاثي الجائر والمأساة الإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب اليمني للعام الرابع على التوالي منذ بدء العدوان بقيادة النظام السعودي وبين وفد مايسمى (الشرعية) المزعومة التي ارتمت في أحضان العمالة والإرتزاق للنظام السعودي وأيدت العدوان الأجنبي على أبناء شعبها لقتلهم وإحراقهم وتدمير بنيتهم التحتية دون وزارع من ضمير ديني وأخلاقي ووطني وإنساني وظل متسكعا في فنادق وأروقة الرياض لسنوات.
وشتان مابين مفاوض أتى من بلده يحمل قضايا عزّة شعبه وكرامته واستقلال بلده وما بين مفاوض تلقى أسوأ الإهانات والمعاملات من قبل أسياده الإماراتيين والسعوديين الذين يستخدمونهم أدوات وقفزات لتمرير مخططاتهم التدميرية والاستعمارية بحق أبناء الشعب اليمني, لكنه عصي على الانكسار, لأنه شعب يأبى الخضوع والاستسلام لكل طواغيت الأرض ومجرميها.
وأنى لهم أن ينتصروا على شعب يقول الله عنه أنه أولي قوة وبأس شديد, بل وأنى لهم أن ينتصروا على شعب أخبر الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم بأنه النفس والمدد.
ولليوم الرابع على التوالي منذ انطلاقة المشاورات القائمة في دولة السويد بهدف إحلال السلام في اليمن ورغبة في تحقيق ذلك إلا أن تحالف العدوان مايزال يصعّد في الجانب العسكري في مختلف الجبهات الداخلية وفيما وراء الحدود،ويواصل حشد مرتزقته وجنوده للزحف ويزج بهم إلى مهالك الموت ، فضلا عن تماديه في الجرائم الوحشية التي يرتكبها بحق الأبرياء في مختلف المحافظات, في ظل استمرار عشرات الغارات والقذائف التي تنهال على الأحياء الأهلة بالسكان مخلفة عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين, وهو ما يؤكد عدم رغبة وجدية العدوان للسلام في اليمن.
فلماذا لا يتم وقف العمليات العسكرية من قبل تحالف العدوان على الأقل حتى تنتهي هذه المشاورات رغم عدة مبادرات قدمتها صنعاء التي دعت فيها أكثر دول التحالف للجنوح في السلام, وابدت استعدادها وقف العمليات العسكرية والصواريخ البالستية مقابل وقف الغارات على اليمن؟
لماذا يتمادى العدوان في ارتكاب الجرائم الوحشية بحق المدنيين يوما إثر آخر ومشاورات السلام تجري على الطاولة؟
كلنا نأمل أن تنجح هذه المشاوارت ويتوقف سفك الدماء, ولكنها لن تنجح إلا إذا اتخذ وفد الفار هادي قرارته بنفسه وتخلى عن أسياده فحينها سيتم التوافق بين اليمنيين مهما كانت حادة اختلافاتهم,ولن تنجح هذه المشاورات إلا إذا كانت الأمم المتحدة جادة في خطواتها وكف التحالف الخارجي تدخله السياسي وعملياته العسكرية.
في الحقيقة لقد استفاد شعبنا اليمني من المفاوضات السابقة التي تمت في جنيف والكويت التي تمخضت بالفشل نتيجة تعمد وإصرار دول العدوان في مواصلة الحرب القذرة على اليمن آملاً في تحقيق أي انجاز ميداني, وكلما حاول التصعيد كانت خسائره المادية والبشرية مدوية وأكثر من ذي قبل, ولن يجني سوى الخيبة والهزائم النكراء الساحقة الذين منيوا بها على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية ومن ورائهم الشعب اليمني العظيم الذي أذهل العالم بثباته ورباطة جأشه وصموده الأسطوري.
ومن التجارب السابقة يدرك شعبنا الباسل أنه لا تعويل على المشاورات طالما والتصعيد العسكري مستمر, فيد ممدودة للسلام والآخرى قابضة على الزناد, وأن ما يجب ان يستشعره شعبنا اليمني هو التحرك إلى الجبهات بالرجال والمال والسلاح, والإستنفار في كافة ميادين الجهاد, وهناك سنجد السلام وسيقبل العدو بالسلام غير هذا لا أعتقد ذلك.