“بينما يبدي الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) استمراره قريبا من السعوديين بحرارة، فإنهم يظهرون بدورهم الولاء برغبتهم في تشويه سمعة أعدائه من مؤيدي سلفه (باراك أوباما)، حتى لو كن من مرتديات الحجاب”..
بهذه الكلمات قدمت الكاتبة “أليسون كابلان” تحليلا لحملة الهجوم التي تشنها وسائل إعلام محسوبة على السعودية ضد الناشطات المسلمات ممن يناهضن سياسات “ترامب” بالولايات المتحدة الأمريكية.
واستشهدت الكاتبة، في تحليل نشرته بصحيفة “هآرتس” العبرية، الإثنين، بتقرير نشره موقع قناة “العربية”، الأحد، يصف الناشطة الأمريكية، فلسطينية الأصل، “ليندا صرصور” بأنها “تمثل، مع النائبتين (إلهان عمر) و(رشيدة طليب)، دمى يزرعها الإخوان المسلمون لتقويض إدارة ترامب”.
واستعرض التحليل مضمون تقرير “العربية”، الذي جاء تحت عنوان “تفاصيل دعوات الأخوات المسلمات بأمريكا للهجوم على ترامب”، وسلطت فيه الضوء على وصف “صرصور” للنشاطات المسلمات بالولايات المتحدة بأنهن “مجاهدات بوجه الطغاة”، وممانعات لكل ما تأتي به السياسة الخارجية لـ”ترامب” من حصار إيران ومحاربة لجماعات الإسلام السياسي، وصولاً إلى اختياره السعودية، بقيادة الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، وولي عهده “محمد” حليفاً استراتيجياً.
واعتبر التقرير “عمر” و”طليب” عراباتان لما سماه “استعادة سيطرة الحركات الإسلامية السياسية على الحكومة الأمريكية” عبر مهاجمة “ترامب” وبتنسيق من “صرصور”، زاعما أنها تمول وتوجه من قبل جماعة “الإخوان المسلمون”.
كما يربط التقرير بين الناشطة الأمريكية الفلسطينية وبين قطر من خلال روابط متعددة مع الجمعية الأمريكية العربية في نيويورك، التي تم إنشاؤها من قبل الفلسطيني “أحمد جابر”، وهو عضو في مؤسسة قطر الدولية المسؤولة عن تمويل الجمعية.
وزعمت “العربية” أيضا أن تأثير أفكار “الإخوان المسلمون” واضح في خطاب “صرصور”، وبالتالي إعلانها “الجهاد” ضد “ترامب”، ودعوتها لتطبيق الشريعة في الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن “كابلان” تشير إلى أن التقرير أخفق في تقديم أي أساس واضح لادعاءاته، مشيرة إلى أن نشره يأتي في سياق تسارع المنافسة بين السعودية وقطر في الآونة الأخيرة، حيث تخلى أمير قطر عن حضور قمة مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها السعودية، الأحد، ردا على الحرب الدبلوماسية التي شنتها المملكة على جارتها على مدى 18 شهرا، نفذت فيه قطعا شاملا للعلاقات مع الدوحة.
وأضافت محللة “هآرتس” أن عقلية المؤامرة ضد الشخصيات السياسية الأمريكية متعارف عليها في الشرق الأوسط، خاصة بوسائل الإعلام الناطقة بالعربية، لكن نشر محتوى ادعاءات التقرير باللغة الإنجليزية هو ما مثل أمرا فريدا.
واعتبرت “كابلان” مزاعم “العربية” محاولة مبدعة للغاية لرد جميل “ترامب” الذي أبدى دفاعا صريحا عن “بن سلمان” على خلفية تداعيات جريمة اغتيال الكاتب الصحفي “جمال خاشقجي” داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في 2 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.