تشييع الوطن. !
يمني برس _ أقلام حرة :
بقلم / عبدالرحمن الأهنومي :
تشييع الوطن.
عبارة ترددت أصداءها في كياني ومرت على لساني بدون أي شعور، حين شاهدت أكثر من خمسين طبيبا وطبيبة وضابط وصف ومريض وممرض يشيعون على اكتاف عشرات البائسين في مشهد “يرثى” لنا فيه جميعا ، فسألت نفسي!
لما لا يسود المنبر حداداً على موت الوطن في هؤلاء ،هذا الوطن الذي تفنن قادته في توضيح مدى قصر نظرهم وعنجهيتهم وجهلهم في إدارته والنهوض به , بل وإن كان هناك عدو يخطط لتدمير هذا الوطن لما أبدع خطة أكثر إحكاماً مما يحدث الآن من تضارب في الرؤى وهمجية في اتخاذ القرارات حتى تمددت جثة الوطن في فراش الموت جسداً بلا روح في انتظار إعلان وفاته رسمياً عبر وسائل الإعلام وبالأغتيالات اليومية !
لما لا نبكي على موت الوطن الذي تستباح سماؤه في أوقات الصلاة وفي غير أوقات الصلاة ، ويستباح ترابه آناء الليل وأطراف النهار ومن جهاته الأربعة وتستباح مياؤه بخزانات وبدونها!! لما لا نبكي على موت الوطن الذي أضحى من يسرقه في وضح النهار عفيفاً ومن يطعنه في خاصرته بطلاً ، ومن يقضي في أمره حثالة، ومن ينتظر منه التغيير لا يفرق بين وطن وحكومة وضحية وجلاد ,
وطن يحكم بسياسة الفيد والأرتزاق ويدار بفقه السترة ، ويُعارض بمنطق المؤامرة ، ولا يبحث عن التغيير فيه إلا بين جثث أبنائه وجثث أحلامهم!!