ملامح من الدور الأمريكي في العدوان على اليمن .. وما زال المجهول كثير
ملامح من الدور الأمريكي في العدوان على اليمن .. وما زال المجهول كثير
يمني برس – تقرير
أمريكا تقتل الشعب اليمني… تلك هي الحقيقة التي لم تجد لها مكان في الافئدة، ولم يعد بالإمكان إنكارها أو تجاهلها، لاسّما وأن تصريحات الإدارة الأمريكية بمشاركتها العسكرية في العدوان على اليمن منذ نحو اربع سنوات باتت واضحة وجلية.
واليوم كشف موقع “ذا وور زون” الأميركي عن معلومات جديدة بشأن المشاركة الأمريكية في العدوان على اليمن.
واوضح أن الناقلة العسكرية الأميركية الضخمة (سي-174 أيه غلوبماستر III) شاركت في العدوان، مشيرة الى ان الطائرة الأمريكية قامت بنقل جنود إماراتيين مصابين العام الماضي
ونسب الموقع إلى رابطة القوات الجوية الأميركية المستقلة تأكيدها حدوث عملية الإجلاء الطبي للإماراتيين (ستة جنود) التي نفذها طاقم من قاعدة لويس-ماكورد الجوية المشتركة بولاية واشنطن، قائلا إن القبطان العسكري جيمس جينسن تسلم جائزة الفريق جو وليام تونر لعام 2018 لأكثر عمليات النقل الجوي الإستراتيجية تميزا بالقوات الجوية الأميركية ممثلا للطاقم المنفذ.
وأشار إلى أنه لم يستطع معرفة التاريخ الدقيق لتنفيذ تلك المهمة أو المكان الذي هبطت به طائرة غلوبماستر باليمن، ولا مدى خطورة ذلك المكان ولا الجهة التي نُقل إليها المصابون الإماراتيون، مضيفا أن القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” أكدت تنفيذ تلك العملية ولم تشأ تأكيد أو نفي تنفيذ عمليات مماثلة أخرى لأميركيين أو إماراتيين أو غيرهم.
وذكر “وور زون” أن القيادة المركزية أكدت له أن القوات الأميركية تقدم للإمارات خلال العمليات العسكرية دعما استخباراتيا، وخدمات المعلومات والمراقبة والاستطلاع المحمولة جوا، بالإضافة إلى استشارات ومساعدات وتخطيط عملياتي ومساعدات لعمليات بحرية وأمنية ودعم طبي وإعادة تزويد بالوقود في الجو.
وقال الموقع إن تلك العملية دليل قوي على أن واشنطن ستستمر في دعمها للسعودية والإمارات مهما قرر الكونغرس.
المشاركة العسكرية الامريكية في العدوان على اليمن
ولا تقتصر المشاركة العسكرية الامريكية في العدوان على اليمن على جانب عملية اجلاء مصابي جرحى دول التحالف فقد وثق الإعلام الحربي اليمني مشاهد لطائرة امريكية تقوم بتزويد طائرات تابعة لتحالف العدوان السعودي بالوقود في جبهة الساحل الغربي.
ومنذ الوهلة الاولى، ظهرت مشاركة أمريكا في العدوان لاسيما وان العدوان اعُلن من واشنطن، إلا ان سياسة المراوغة لإدارة الرئيس الاسبق اوباما حالت دون ايضاح مشاركة امريكا في العدوان على اليمن، فمن واشنطن كان إعلان العدوان الأمريكي السعودي على لسان سفير السعودية آنذاك “عادل الجبير” الذي صرح فيما بعد أنه يتم التنسيق مع الامريكان دقيقة بدقيقة في عدوانهم على اليمن، مروراً بإعلان وزير الخارجية الأمريكية حينها جون كيري بشكلٍ صريحٍ أثناء زيارته للرياض مشاركة بلاده في العدوان على اليمن ناهيك عن تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين التي تُشير الى ضلوع “أمريكا وإسرائيل” في العدوان.
حينها اعلنت القيادة اليمنية من صنعاء بأنه عدوان أمريكي بالدرجة الاولى، حيث اكد قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مراراً وتكراراً أن هذا العدوان هو عدوان أمريكي صهيوني، وما النظام السعودي وحلفائه سوى أدوات لتنفيذ مخططات “أمريكا وإسرائيل” التدميرية في المنطقة، ففي اول خطاب له بعد العدوان، كشف السيد القائد أن هدف العدوان هو تنفيذ مشروع “أمريكي إسرائيلي” عن طريق الانظمة الخليجية وعلى رأسها النظام السعودي والاماراتي ومن سار معهم، ويترجم مطامع أمريكية إسرائيلية لموقع اليمن الجغرافي وجزره، لا سيما بعدما اعتبر الرئيس الاسبق لهيئة الأركان العامة لجيش العدو الإسرائيلي “بيني غانتس” أن القلق من مسالة باب المندب تعتبر لتل ابيب اخطر من النووي الايراني مضيفاً “علينا تعزيز قدراتنا لمواجهة التطورات في المستقبل”.
الاعلام الغربي يعترف
وللغوص اكثر في مشاركة امريكا في العدوان على اليمن اليكم أبرز ما تناولته وسائل اعلام اجنبية وبالأخص الامريكية حول مشاركة أمريكا في العدوان على اليمن ومنها ما أكده موقع “التورنت” الأمريكي على أن السعودية ليست المسؤولة الوحيدة عن ارتكاب الجرائم في اليمن بل تشاركها أمريكا ودول أخرى، وهذا ما أشار إليه السيناتور “كريس مورفي” الذي اتهم واشنطن بالمشاركة في قتل اليمنيين، وقال مورفي في مقابلة تلفزيونية على شبكة الـ CNN الأمريكية أن هناك بصمة لبلاده في كل حياة يفقدها المدنيين في اليمن جراء العدوان.
وكشفت مجلة “ذا ويك” الأمريكية عن دعم أمريكي للتصعيد العسكري الأخير في السواحل الغربية لليمن، والاستهداف المستمر لميناء الحديدة، واعتبرت المجلّة أن الرئيس “ترامب” لم يبادر فقط إلى الحفاظ على النهج الذي كان معمولاً به في عهد باراك أوباما، لجهة “دعم الحرب السعودية الكارثية في اليمن”، بل ذهبت أبعد من ذلك في إظهار “كل إشارة دعم وتأييد في اتجاه المزيد من التصعيد” هناك.
اعتراف امريكي
وبعد مرور أكثَر من ثلاثِ أعوام من الإنكار، أعلنت أمريكا صراحة عن نفسها كشريك في العدوان على اليمن، حيث جاء الإعلان الأمريكي العام الماضي عن طريق وزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون” والتي تحدثت بكل وقاحة بأنها لن تكشف عن حجم قواتها الخاصة داخل اليمن، مشيرة إلى أن هذه القوات تساعد في العمليات اللوجستية والاستخبارية وكذلك تشارك في تأمين الحدود السعودية على حد تعبيرها، مؤكدة في السياق ذاته أن دعمها للسعودية في حربها على اليمن سيستمر.
هذه التصريحات الأمريكية الصادرة عن البنتاغون جاءت عقب معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أكدت فيها مشاركة قوات خاصة أمريكية في مساعدة السعوديين على تدمير ما أسمتها مخابئ الصواريخ في اليمن، حيث قالت الصَّحيفة في تقريرها “أن قُوات أطلقت عليها اسم “القُبَّعات الخضراء” انخرطت في مَعارِك في شمال اليمن ضِد قُوات “أنصار الله” في تأكيد واضح واعتراف صريح على مشاركة الطيران الأمريكي في استهداف اليمنيين تحت شماعة استهداف مخابئ الصواريخ، وهو الأمر الذي يفسر لنا تلك النزعة الإجرامية للأمريكان الذين يديرون غرف عمليات العدو ويدفعون به لارتكاب المجازر والمذابح البشرية في حق نساء وأطفال اليمن دونما شفقة أو رحمة أو استشعار لفداحة وبشاعة هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.
ضابط أمريكي يعمل قائداً عاماً لقيادة الطيران الإماراتي ومتهم بجرائم الحرب في اليمن
نشرت مجلة بيز فيد “BuzzFeed News” الأمريكية تقريراً أعده مراسل التحقيقات والمحرر في المجلة، الصحفي الأمريكي “آرام روستون”، المختص بالشؤون العسكرية وترجمة وائل شاري، ونشر التقرير تحت عنوان“: هذا الأمريكي يعمل كجنرال لجيش أجنبي متهم بجرائم الحرب في اليمن.
وكشفت أن جيش الإمارات يدار بقيادة ضباط أمريكيين كبار، وأن قُـوَّة الطيران الإماراتية يقودها الجنرال الأمريكي ستيفن توماجان الذي يتواجد الآن في اليمن, متهمة إياهم بالمشاركة في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين اليمنيين، وأوضحت أن ستيفن توماجان يتواجد في اليمن للإشراف على تنفيذ العمليات الجوية, مشيرة أنه يدير فرع المروحيات العسكرية الإماراتية التي تقوم بعمليات عسكرية في العدوان على اليمن والمتهمة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين.