كشف صحفي اجنبي عن واحدة من الجرائم التي ترتكبها دول تحالف العدوان بحق أبناء الشعب اليمني.
واشار الكاتب ديكلان والش في تقرير له الى ما تعرض له الصيادين اليمنيين من اعتداءات متكررة في عرض البحر من قبل البوارج الحربية التابعة لتحالف العدوان السعودي الامريكي.
وروى والش احدى الوقائع من عمليات الهجوم على الصيادين والتي بدأت بظهور مروحية تحوم فوق قارب صيد يمني صغير يقطع مياه البحر الأحمر، لتظهر بعدها سفينة حربية توجّه بنادقها نحو القارب.
واشار الى ان وابلٌ من الطلقات شقّ المياه المحيطة بالقارب الذي يحمل اسم “آفاق” قبل أن تخترق هذه الطلقات الهيكل الخشبي الرقيق للقارب.
واسفر الهجوم الى اصابة أحد الصيادين بطلقة في عينه وأصيب آخر في رأسه، بينما اشتعلت النيران في محرّك القارب. قفز أفراد الطاقم من القارب وكان من بينهم بشّار قاسم البالغ من العمر 11 عاماً.
قبل دقائق كان الفتى يسحب الشباك من مؤخرة القارب. أما الآن فهو يجدّف بيديه كي ينجو بحياته وسط الحطام المشتعل والجثث الطافية والناجين المتشبثين ببراميل المياه الفارغة. توقفت السفينة الحربية عن إطلاق النيران مع رؤية القارب وهو يغرق داخل المياه، حسبما أفاد بشّار.
قال بشّار: “دارت السفينة حولنا عدة مرات لتتأكد من غرق القارب، ثم انطلقتْ بعيداً.”
لطالما ركّز النقد اللاذع لدور السعودية في الصراعات الطاحنة في اليمن على الحرب الجوية. فالطائرات المقاتلة التي تقودها قوات التحالف بقيادة السعودية والمحمّلة بالأسلحة والقنابل الأمريكية، قصفت تجمعات أعراس وجنازات وحافلة مدرسية، لقى على إثرها آلاف المدنيين مصرعهم.
واستعرض الكاتب حالة الغضب العالمي إزاء مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول على يد عملاء سعوديين في حين يتصاعد حجم الغضب إزاء حرب اليمن وسط اتهامات للجيش الأمريكي بالتواطؤ في جرائم حرب.
وقال والش تدور رُحى حرب اليمن في البحر أيضاً، لكن مع وجود قدر أقل من المساءلة. ففي البحر، يلقى المدنيون أيضاً حتفهم وبأعداد كبيرة.
لم يكن القارب “آفاق” سوى واحد من ستة قوارب صيد يمنية على الأقل قصفتها سفن حربية ومروحيات وطائرة مقاتلة بعد مغادرة ميناء الخوخة الخاضع لسيطرة قوات التحالف جنوب البحر الأحمر على مدار فترة امتدت لأكثر من ستة أسابيع في أغسطس وسبتمبر.
واشار الى لقاءات أجراها، مع ناجون ادلوا بشهادات مروّعة لتلك المحنة التي عاشوها؛ كتلك المروحية الهجومية التي درات فوق رؤوسهم ستّ مرات قبل أن تمطرهم بوابل من الرصاص؛ والصيادين الذين قفزوا من القوارب المشتعلة ليجدوا أنفسهم وسط مياه مشتعلة، والناجين الذين ظلوا في المياه أياماً متواصلة يشاهدون في يأس أصدقاءهم وأشقاءهم وهم يلقون حتفهم تحت الأمواج.
من بين الصيادين البالغ عددهم 86 صيادًا على متن القوارب الستة، لقى 50 صياداً مصرعهم.
واكد خبراء في الشؤون البحرية ومسؤولاً سابقاً في الأسطول الأمريكي ومحققين تابعين للأمم المتحدة وكثير من المسؤولين اليمنيين تحدثوا عن اشتباههم في أن قوات التحالف بقيادة السعودية مسؤولة عن بعض الهجمات على الصيادين، إن لم يكن جميعها.
تسيطر الزوارق البحرية السعودية والإماراتية على مياه البحر الأحمر حيث وقعت عمليات القصف وإطلاق النيران، فضلاً عن أن خمسة من هذه الهجمات استُخدمت فيها مروحيات لا يملكها الحوثيون. وفي إحدى المرات، دفع مسؤولون سعوديون ما يقرب من 500 ألف دولار نقداً لأُسَر الصيادين الذين لقوا مصرعهم في هذا الهجوم.
وفي هجوم آخر، اعتقل بحّارة تابعون لقوات التحالف 12 ناجياً واحتجزوهم في أحد السجون السعودية لمدة ثلاثة أشهر، حيث ذكر الصيادون أنهم تعرضوا للتحقيق والتعذيب. أُطلق سراح ثمانية من هؤلاء المعتقلين مؤخراً بعد أن حصل كلٌّ منهم على 1300 دولار من السعوديين الذين كانوا يحتجزونهم.
قال يعقوب عُقاد، 20 عاماً، في مقابلة عقب عودته إلى اليمن: “وقف أحد الجنود لالتقاط صورة معنا في محبسنا وقال “نأسف إن كنا قد آذيناكم”.