أعلنت وزارة الخارجية الروسية، مساء الأربعاء، أن قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا يفتح آفاقا للتسوية السياسية في هذا البلد.
وفي تصريحات متلفزة، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن قناعة موسكو بأن القرار الأمريكي بسحب القوات سيؤثر إيجابا على تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وإيجابا أيضا على الوضع في منطقة التنف الحدودية. بين سوريا والأردن.
ويحسب الخارجية الروسية، فإن الولايات المتحدة بدأت تدرك بأن معارضتها للجهود التي تبذلها الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا، تركيا، إيران) في سوريا تضر بالمصالح الأمريكية عينها.
وذكرت زاخاروفا أن مباحثات وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا التي جرت في جنيف، أمس الثلاثاء، أسفرت عن صدور بيان وتقديم قائمة بأسماء الأشخاص المرشحين لتشكيلة اللجنة الدستورية السورية. ولفتت الدبلوماسية إلى أن التصريحات الواردة من البيت الأبيض حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، تعطي “فرصا لا بأس بها” لهذه المبادرة، التي أصبح تنفيذها يعود إلى موظفي الأمم المتحدة.
وتابعت زاخاروفا أن الولايات المتحدة، في حرصها على إبراز أهمية دورها، كانت تبدى دوما معارضتها للمبادرات المشتركة بين الدول الثلاث، مركزة جهودها على “الإساءة لسمعة صيغة أستانا والإيحاء بعقمها”.
وتابعت: “لكن الحقيقة هي أننا حققنا عملا عظيما والعالم كله رأى ذلك بالأمس. لذا فالمواصلة في عرقلة عمل ثالوث أستانا تعني العمل ضد الذات، وبدأت الولايات تدرك هذه الحقيقة”.
وصرحت المتحدثة باسم الوزارة بأن “المرحلة الجديدة” من حملة واشنطن في سوريا، والتي سيدشنها انسحاب القوات الأمريكية من هناك ما تزال مبهمة وضبابية. وأعربت عن بعض الشك في جدية النوايا الأمريكية، مشيرة إلى أن التصريحات عن سحب قوات الناتو من أفغانستان لم تمنع من إعادتها إلى هناك مرارا على مدار السنوات.
مع ذلك فقد شددت الدبلوماسية على أنه، في كل الأحوال، يأتي سحب القوات الأمريكية من سوريا كدليل على عودتها إلى قواعد القانون الدولي، لأن وجودها العسكري هناك لم يكن شرعيا، على الرغم من تصريحات واشنطن حول الحرب على “داعش”.
ومساء أمس، أعلنت الولايات المتحدة أنها بدأت سحب قواتها المنتشرة في سوريا من أراضي البلاد، مشيرة إلى انتقال الحملة الأمريكية هناك إلى مرحلة جديدة. وجاء ذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن القوات الأمريكية هزمت تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا، مشيرا إلى أن ذلك كان الهدف الوحيد لوجود العسكريين الأمريكيين في هذا البلد.