ماذا لو كانوا من هاجموا وزارة الدفاع إيرانيون ؟
يمني برس _ أقلام حرة :
بقلم الدكتور / عبدة البحش
بالعودة قليلا الى الماضي القريب وخاصة فيما يتعلق بمواقف القيادة السياسية اليمنية ممثلة بالحكومة ورئيسها واعضائها او ممثلة بالرئاسة ومن يحق لهم الحديث او التصريح باسمها، فاننا نجد مواقف صارمة وتصريحات متشددة ضد ما اسموه بالتدخلات الايرانية بالشؤون الداخلية للجمهورية اليمنية.
وعلى الرغم من ان احدا لم يلمس او يلحظ تدخلات ايرانية في الشؤون الداخلية لبلادنا، الا اننا شاهدنا بين الحين والاخر الدكتور ابو بكر القربي وزير الخارجية يشن هجوما على الحكومة الايرانية متهما اياها بزعزعة الامن والاستقرار في بلادنا ومحذرا ايران من مغبة الاستمرار في انتهاج مثل هذه السياسة العدوانية.
وبنفس الطريقة التي هاجم القربي فيها الحكومة الايرانية، سارع الرئيس عبد ربه منصور هادي باطلاق تصريحات نارية ضد جمهورية ايران الاسلامية متهما اياها بزعزعة الامن والاستقرار في اليمن رغم انه لم يقدم دليلا واحدا يثبت به للشعب اليمني صحة تورط ايران فعلا في زعزعة الامن والاستقرار في بلادنا، حيث يعرف الجميع ان ايران لم ترسل اي طائرة تجسس من دون طيار لتحلق في اجواءنا اليمنية، كما ان ايران لم تشن الى حد الان هجوما واحدا بطائرات من دون طيار ضد اهدافا داخل اراضي الجمهورية اليمنية، ولم تقم ايران الى حد الان باستهداف حياة اشخاص وقتلهم داخل اراضي الجمهورية اليمنية سواء بقصف جوي عبر الطائرات الموجهة بدون طيار او بقصف صاروخي من خارج حدودنا الدولية.
ان الغريب في الامر بل والمحير للعقل هو التناقض العجيب في اتخاذ المواقف الحادة والمتشنجة من قبل قيادتنا السياسية ضد دولة تحترم السيادة اليمنية ولا تتدخل في شؤون بلادنا الداخلية ولم يحصل في يوم من الايام انها مارست عدوانا على اراضي الجمهورية اليمنية او اخترقت بجيشها حدودنا واستولت على اراضينا كما تفعل بعض الدول المجاورة لنا.
لقد كشف الاعتداء الارهابي على وزارة الدفاع قبل ايام جبن وخنوع قيادتنا السياسية في عجزها عن ادانة المملكة العربية السعودية، بعد ان تبين ان معظم الذين هاجموا وزارة الدفاع وهي احد رموز السيادة الوطنية في بلادنا، هم من الجنسية السعودية، الم يكن من الواجب ولو في الحد الادنى من قيادتنا السياسية استدعاء السفير السعودي الى وزارة الخارجية اليمنية لابلاغه باستياء اليمن حكومة وشعبا من تورط سعوديين في الهجوم الارهابي على وزارة الدفاع احد رموز السيادة الوطنية اليمنية، اليس من واجب الحكومة اليمنية طلب ايضاحات من الجانب السعودي عن دور تلك العناصر الارهابية السعودية التي شاركت في جريمة العدوان على احد رموز السيادة الوطنية.
دعونا نفترض ان معظم العناصر التي هاجمت وزارة الدفاع هم من الجنسية الايرانية وليس من الجنسية السعودية، تخيلوا كيف سيكون موقف قيادتنا السياسية من حكومة جمهورية ايران الاسلامية، وتخيلوا تصريحات القربي النارية كيف ستكون ضد ايران وكيف ستكون تصريحات الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، بالطبع ستقوم الحكومة اليمنية باستدعاء سفيرنا من طهران وطرد السفير الايراني من صنعاء احتجاجا على تورط ايران في ضرب المراكز الحيوية الدفاعية للجمهورية اليمنية، وسيطلق الرئيس عبدربه منصور هادي تصريحات التهديد والوعيد للحكومة الايرانية كما سبق وان هدد ايران على خلفية سفينة الاسلحة جيهان والتي تبين فيما بعد ان لا صلة لايران بتلك السفينة من قريب او بعيد.
خلاصة الامر لماذا نرى قيادتنا السياسية حازمة وصارمة في مواقفها السياسية والدبلوماسية ضد دول معينة مثل جمهورية ايران الاسلامية، بينما نرى مواقف قيادتنا السياسية متخاذلة وخانعة تجاه دول تنتهك سيادة اجواءنا الوطنية بطائراتها التجسسية، وتمارس العدوان السافر على اراضينا اليمنية بضربات جوية عبر طائراتها المعتدية على السيادة اليمنية او عبر صواريخ موجهة من خارج حدودنا الدولية، كما تفعل الولايات المتحدة الامريكية، او الاعتداءات المتكررة على الحدود اليمنية والتوغلات السعودية داخل اراضي الجمهورية اليمنية وكاننا بلد مستباح ليس لحدوده حرمة ولا لشعبه كرامة طالما وان المعتدي هي السعودية، الى متى سيبقى قادتنا السياسيون اسودا كاسرة ضد اوهام التدخلات الايرانية وقططا خانعة ذليلة تجاه عدوان وعربدة امريكا والسعودية وعبثهما بسيادة ودماء وكرامة الشعب اليمني.