فلنحتفل بميلاد المسيح عيسى إبن مريم
(( فلنحتفل بميلاد المسيح عيسى إبن مريم))
بقلم / د.يوسف الحاضري
ذكرى ميلاد نبي الله وكلمته عيسى ابن مريم عليه السلام يوم عظيم وفيه من السلام والسلم الكثير تصديقا لقوله تعالى على لسان المسيح (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا) فعند ولادته عم الله الأرض بروح السلام ، لذا من موجبات الإيمان بالأنبياء والرسل الذي هو اساس من اساسيات الإيمان أن نتفاعل مع هذه الايام تفاعلا يسعد النبي .
في مثل هذا اليوم وقبل 2018 عاما ولدت العذراء مريم بن عمران عليهما السلام عيسى من دون ان تتزوج او يمسها أحد في آية عظيمة من آيات الله للعالم أجمع ، وفي العقود الاخيرة أستطاعت عصابات معينة تدعي إرتباطها بعيسى وبما جاء به، ولكنهم في حقيقة الواقع يسعون لتشويهه وتشويه منهجيته السوية كون هذه العصابة منبثقة من العصابات اليهودية التي تحارب الحق منذ اول ايامها ويقتلون الأنبياء ومن هذا التشوية للنبي عيسى مظاهر الإحتفال بذكرى ميلاده حيث يقومون بأبشع الأعمال والمعاصي لله رب عيسى ورب محمد فرحا بعيسى في تناقض خبيث وواضح لا يمكن لعيسى أن يقبل هذه المظاهر لو مثلا رجع إلى الحياة في لحظاتنا هذه ليشاهد العالم كيف يحتفون بيوم ميلاده التي كانت محطة وصوله للعالم ليدعوهم الى الله ، فمن تبعه فإن الله وعد اتباعه ان يكونوا ظاهرين وغالبين على من لم يتبعه إلى يوم القيامة (واذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة) فمن هم اتباعه !!
ليس اتباعه اولئك الذين قالوا إنا مسيحيون او نصارى اسما ومنهجيتهم عوجا كما هو الحال مع اتباع النبي محمد الذين يقولون انهم مسلمون واعمالهم خبيثة كمثل علماء الحرمين الوهابية فلت يمثلون النبي محمد ولا النبي محمد دعى إلى ما يدعون إليه اليوم ، فأتباع النبي عيسى هم الذين عندما قال لهم عيسى (ومبشرا برسول يأتي من بعدي إسمه احمد) قالوا له سنؤمن بمن بشرت به وجاء مواصلا لمسيرتك ومسيرة الأنبياء من قبلك ونحن لربه وربك مسلمون، فأتباع النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هم اتباع النبي عيسى عليه السلام الذين قال الله عنهم (وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة) وهم الذين يفتخرون بميلاد النبي عيسى بالأسلوب الامثل والذي يسعده ويشرفه .
كل احتفالات الارض بهذا اليوم لا يرتبط بالنبي عيسى لا من قريب ولا من بعيد ولكن احتفالاتهم هي بمناسبة انتهاء سنة ومجيء سنة جديدة لأننا نرى حتى اليابانيين والصينيين وغيرهما ممن لا يعترفون بأي نبي يحتفلون بهذا اليوم حتى البريطانيين والأمريكيين وكل من يدعي انه مرتبط بعيسى (رسولا) أو (إلها حسب بطلانهم) هم في ضلال كبير ، ولا يحتفل به إلا كل من يؤمن به كما يريد الله ربه ان يؤمنوا به (ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) وايضا كما وصفه الله على لسانه نفسه وهو في المهد رضيعا (قال إني عبدالله آتني الكتاب وجعلني نبيا ، وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا ، وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا )، لذا من كان يحب عيسى ويؤمن به نبيا رسولا فعليه ان يحتفي بذكرى ميلاده بالاسلوب الراقي العظيم الذي يحتفي به اليمانيون بذكرى النبي محمد والذي يعكسون في الاحتفال الحب الشامل لكل انبياء الله سمعا وطاعة للامر الإلهي الملزم لنا بقوله (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا ) .
وفي الأخير نهنأ ونبارك للأمة الإسلامية ذكرى ميلاد النبي عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا وآل نبينا الصلاة والسلام ، ونبارك للعالم اجمع بدء سنة ميلادية شمسية جديدة نسأل الله فيها ان يفهم العالم حقيقة الخلق والخالق وان يؤمنوا بالنبي محمد والنبي عيسى وبقية الأنبياء .