أطفال اليمن بين المرض والعدوان والحصار
أطفال اليمن بين المرض والعدوان والحصار
يمني برس – تقرير
الأزمة الراهنة في اليمن نتيجة الحرب الدائرة في البلاد، تسببت في اختفاء أصناف أدوية هامة وارتفاع أسعار المتوفّر منها إلى ضعفَيها. العدوان السعودي تسبب باستشهاد وجرح 35 ألف مدني وتدمير 415 منشأة صحية، بالإضافة إلى حرمان 48 ألف موظف من رواتبهم في القطاع الصحي.
الغارات السعودية دمرت 415 منشأة صحية بشكل كلّي وجزئي، ما تسبب في خروج 70% من النظام الصحي عن الخدمة وحرمان 48 ألف موظف من رواتبهم. خسائر القطاع الصحي تجاوزت 44 مليار ريال منها 8 مليار خسائر البناء و36 مليار خسائر التجهيزات، في وقت يحتاج فيه 21 مليون مواطن يمني إلى مساعدات إنسانية، منهم 700 ألف مصاب بالأمراض المزمنة ومليون و16 ألف مصاب بالإسهالات الحادة التي تسببت في وفاة 2236 حالة.
يشكو مئات آلاف المرضى اليمنيين من صعوبة توفير قيمة العلاجات الأساسية، بعد أن شهدت طفرة في أسعارها وسط شح في العديد من الأصناف.
ندرة الأدوية والبحث عنها دون جدوى دفع كثيرين إلى التخلي عن علاجاتهم، الأمر الذي راح يتسبب في مشكلات صحية خطيرة.
تسبّب الحصار الذي يفرضه «التحالف» على اليمن، منذ بدء العدوان، في نفاد عشرات الأصناف من الأدوية الحيوية من الأسواق، وتناقص المخزون الدوائي في المستشفيات العامة والخاصة، ما يهدد حياة مئات الآلاف من المصابين بأمراض مزمنة وينذر بكارثة إنسانية.
أوضاع صحية ونفسية صعبة يعيشها الأطفال اليمنيون المصابون بمرض السكّري، معاناة تزداد تفاقماً في ظلّ النقص الحادّ في الأدوية الخاصّة بعلاج المرض نتيجة الحصار.
كشفت مصادر في الهيئة اليمنية للأدوية عن فقدان 20 نوعاً من الأدوية المنقذة للحياة، ومن ضمنها أدوية أمراض (الكلى، التهاب الكبد، أمراض القلب وأدوية كيميائية للمصابين بالسرطان، السكري، شلل الأطفال، وأدوية الأطفال الذين يعانون من متلازمة التنفس) بجانب أدوية الأطفال الذين يعانون نشاطاً زائداً، وأشارت المصادر إلى أن هناك ندرة في المحاليل الوريدية.
وأرسلت منظمة الصحة العالمية، في آب الماضي، أكثر من 17 ألف طن من الأدوية المنقذة للحياة، والمستلزمات الطبية الجراحية إلى اليمن. المستشفيات اليمنية تعاني من الاستنزاف السريع لمخزونها من الإمدادات، نظراً لتدفق المرضى والمصابين الذين هم بحاجة ماسة للتدخلات الطبية والجراحية المنقذة للحياة.
وتراجُعُ مصادر الدخل وانقطاع المرتبات وسط ارتفاع الأسعار وتدني الخدمات الطبية أو غيابها، أثّر على ملايين من اليمنيين وضاعف من معاناتهم وحوّل مشكلاتهم الصحية إلى كابوس.
الحرب أثّرت على القطاع الصحي عموماً وسوق الأدوية خصوصاً، لجهة ارتفاع الأسعار بسبب صعوبة الاستيراد وارتفاع تكاليف النقل”. أكثر من 57 صنفاً من أدوية السرطان غير متوفّرة في الأسواق، بالإضافة إلى ما بين ثمانية وعشرة أنواع من الأدوية الخاصة بالفشل الكلوي”.
وتصاعدت وتيرة الصراع منذ آذار 2015، عندما قادت السعودية تحالفاً عسكرياً بدعم من الإمارات لمساعدة الحكومة اليمنية، وشن التحالف ضربات جوية مكثفة ضد أنصار الله “الحوثيين”.
اغلاق مطار صنعاء الدولي عقاب جماعي للشعب اليمني، حيث أدى إلى أزمة إنسانية زادت من معاناة اليمنيين وعزلتهم عن العالم وتحويل اليمن إلى سجن كبير.
فأكثر من ثلاثة أعوام على إغلاق المطار،أضرت بالشعب اليمني إنسانياً بفقده أكثر من ثلاثين ألف مريض وحرمان ثمانمئة ألف، من وصول الأدوية اليهم، فضلا عن أضرار مادية تجاوزت ملياري دولار، ناهيك عن أعداد كبيرة من العالقين في الداخل والخارج.
اليمنيون يطالبون المجتمع الدولي بوقف الحرب العبثية والطغيان الذي يمارس على الشعب اليمني، منذ ما يقارب أربعة أعوام من قبل تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات.. محذرين المجتمع الدولي ألا يستمر في صمته فاليمن وشعبه لن ينسى المواقف السلبية للدول والمنظمات العالمية تجاه ما يتعرض له من جرائم وتدمير ممنهج وحصار.
الأمل اليمني معقود بفك الحصار عن مطار صنعاء، وربما يكون المخلص للأمراض والمعاناة.