المرأة اليمنية بين مطرقة العدوان وسندان الظروف الإقتصادية الصعبة
المرأة اليمنية بين مطرقة العدوان وسندان الظروف الإقتصادية الصعبة
وفاء الكبسي
تولد جميع النساء نساء إلا نساء اليمن يولدنّ جبالا شامخات حملنّ الهم والأثقال ، همّ الوطن والأسرة، فلا أحد ينكر تضحيات المرأة اليمنية المنقطعة النضير خلال الأربع السنوات من العدوان، فالمرأة اليمنية نهر من العطاء الذي لاينضب، ولكنها واجهت تحديات كبيرة بسبب هذا العدوان الجائر والحصار الخانق وتبعاته على الإقتصاد كل تلك التحديات صقلت المرآة اليمنية وجعلتها ماسة فريدة أذهلت العالم بصمودها وكفاحها وجهادها لتحقيق حلم الإنتصار فكانت شريكة الرجل في صنعه.
تعددت معاناة المرأة اليمنية يوماً بعد يوم مع تعدد مسؤولياتها خاصة بعد غياب معيلها ففي كل بيت هناك قصص وحكايات عن نساء صمدنّ رغم الظروف الصعبة والعدوان المستمر وغياب المعيل .
تحدثت أحدى زوجات المجاهدين المرابطين في جبهات العز والبطولة عن معاناتها فقالت : أنطلق زوجي للجهاد إلى جبهات العز والشرف منذ بداية العدوان قرابة الأربع السنوات وهو مرابط في مختلف الجبهات، لدي أثنين من الأبناء بنت وولد ، بدأت معاناتي عندما كان يغيب عن البيت لأكثر من سبعة أشهر وليس له راتب ولا دخل أخر، لقد تحملت أعباء البيت والأبناء صحيح أنه يرسل لنا بعض الأوقات القليل من المال، ولكنها بكل صراحة لم تكن تكفينا طيلة مدة غيابه لهذا حاولت أن اشتغل وفعلاً اشتغلت في أحدى الجمعيات _جمعية الاكتفاء_ ولكن واجهتني صعوبة في الإستمرار لأن أولادي مازالوا صغار فالولد عمرة سبع سنوات والبنت أربع سنوات ، لم استطع المواصلة بسبب غيابي عنهم ولايوجد من يرعاهم وممنوع أن أخذهم معي للعمل؛ لذلك اضطررت لترك العمل وتحمل القلة وحتى لاأن يضيعوا أولادي ويتشردوا في الشوارع ، معاناتي كبيرة وهمومي ثقيلة خصوصا عندما يمرض احد أولادي ولااستطيع أن أعالجه أو افر له قيمة العلاج ولكن الحمدلله نحن في لطف الباري وكنفه ، ولكن رغم القلة والمعاناة التي يعجز عن تحملها غيري لأني أصبحت الأب والأم وأقاسي صعوبة الحصول على لقمة العيش ومسلتزمات المدرسة لأبني ، وصعوبة في الحصول على دبة الغاز ومع ذلك رغم التعب والقهر والقلة والمشاكل الكبيرة مع أهل زوجي إلا أنني أفتخر وأعتز لأن زوجي انطلق مجاهداً مدافعاً للذود عنا وعن الوطن ضد هؤلاء المعتدين الظالمين، فمهما قاسينا الآمرين فأني سأظل صامدة وداعمة لزوجي في خط الجهاد.
رسالتي إلى المعنيين بأن عليهم الإهتمام بأسر المرابطين خصوصاً الأسر المستضعفة التي لاعائل لها ولامعين سوى رب العالمين.
ورسالتي للعدوان برغم الوجع والقهر والحرمان إلا أننا لن نتهاون أو نتخاذل أمام عدالة قضيتنا ومواجهة عدوانكم الجائر وحصاركم الخانق بكل إرادة وتحدي فالموت أهون ولاحياة المذلة والمهانة نعيش كرماء أعزاء أو نموت وندفن كرماء أعزاء .
هكذا هنّ نساء اليمن العظيمات رغم التحديات والظروف الصعبة إلا أنهن النموذج الذي يحتذى به فهنّ زينب عصرهنّ الآتي دفعنّ بأبنائهنّ وزوجهنّ إلى أداء واجبهم الديني والوطني، فتحملنّ عبء الجهاد وعبء الصبر والعطاء والتضحية،
فسلام الله عليكنّ ياماجدات ماتعاقب الليل مع النهار.