صُنَّاع النصر الأوائل
صُنَّاع النصر الأوائل
حين كبر بنيان الجبابرة والطغاة..!
وغطى الظلم رقاب العباد..!
وسيطر الظلام على البلاد..!
وُلِد الفجر وسُمِع صوته
يملأ السماء
رافعاً صرخات المستضعفين من دهاليز سجون الطواغيت..
ومن بين الركام..!؟
وساحات المعارك..؟!
كانوا بحقٍ
((صُنَّاع النصر الأوائل ))
مشوا على شفرات السيوف
وأسنَّة الرماح
….
الليلُ مذبوح على أصابعهم..
والشوارع مضرجةٌ بدمائهم..
والفساد كابوس يؤرق مقلهم..
رسموا ضياء الشمس فوق عتمة الليل..!
وزرعوا الزهور
في برد الشتاء
ودفنوا المعاناة بأجسادهم
حتى أصبحت أجسادهم
(مقابر للأحزان )….!
عشقوا الشهادة.. فهي عندهم
الوسام الأبدي
قلوبهم صافية مليئة بالعطاء
..صفاؤها
كالماء الزلال
أبحروا بهديهم إلى شواطئ الخير رغم أعاصير الشر.
تحدوا الزمان
وطَوَّعوا المكان
هواؤهم مليئٌ بِكُل النسيم العبق
بالرغم من أن البارود يملأ صدورهم في شهيقها وزفيرها
..
السفوح الشواهق تعرفهم وتشهد لهم بعمق الروابط العتيقة
وفيافي القفار.. تعرف أنامل أقدامهم الوثيرة
يعشقون اللـــه وحده..ويكفرون بكل ماسواه
لحياتهم معنى فإن انتهت أجسادهم
فسيُبقي الله على أرواحهم.
…
أحلامهم عامرةٌ بالعطاء
مليئةٌ بالوفاء ومليئة بعشق الشهادة
لأنها الحياة
هؤلاء لمن لم يعرفهم ((صُنَّاع النصر الأوائل ))
وهم الحياة التي لانهاية معها
(شهداء).