هل يخسر العالم الحرب ضد المجاعة في اليمن؟
يمني برس : خاص
يحمل أطفال اليمن قصصاً متفرقة من البؤس والمعاناة. فُرضت عليهم حرب سلبت منهم طفولتهم، حتى باتوا يعيشون الجوع والفقر والتشريد.مشهد الأطفال وهم يأكلون أوراق الشجر حرك الضمير العربي والعالمي، ولو بتواضع.
حملة تحت هشتاق #أنقذوا_أطفال_اليمن اطلقتها قناة الميادين ، وتضامن كثير من الفنانين والاعلاميين والحقوقيين في العالم والقى صداه دعماً ودعاءً ليعود اليمن سعيداً.
الفنان السوري دريد لحام عبّر عن دعمه لأطفال اليمن بكلمات تحمل معنى الإنسانية “أخي المؤمن تبرع ولا تخجل حتى لو بالقليل”.
أطفال لبنان سمعوا نداء الإنسانية فرفضوا أن يراقبوا بصمتٍ موت اليمنيين وخصوصاً الأطفال منهم. تبرعوا بمصروفهم لأطفال اليمن. اللبنانيون عموماً لم يمنعهم وضعهم المعيشي السيء من التبرع أيضاً فمنهم من قدم ما تيسّر من مال ومنهم من تبرع بالثياب بمبادرات فردية وجماعية.
من جهته، قال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي إن قلبه ينفطر حزناً لما شاهده في مستشفى الحديدة، وأضاف أنه رأى أطفالاً صغاراً في الحديدة يعانون من سوء التغذية لدرجة أن أجسادهم تتكون من الجلد والعظم فقط.
وأشار إلى أن هؤلاء الأطفال يرقدون في مستشفى الحديدة وقد خارت قواهم إلا من التقاط أنفاسهم، داعياً الجميع لوضع حد للحرب المروعة، وقال إن ما يحتاجه اليمن هو السلام وحينها سيكون ممكناً إعادة بناء الاقتصاد.
كد الحقوقي التونسي زهير مخلوف أن الحصار على الغذاء في اليمن يكاد يكون فريداً من نوعه مشدداً على ضرورة رفع قضية لدى محكمة الجنايات الدولية والعمل في مجلس حقوق الإنسان من أجل أن تتوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات فضلاً عن تسليط الضوء إعلامياً على هذا الملف وتوسيع الأمر على مستوى الاعلام الدولي من أجل الضغط بشكل مباشر.
ورأى مخلوف في مقابلة مع الميادين نت أنه “لا بدّ من التواصل مع الدول التي يمكن أن تؤثر في مسألة وقف العدوان وخاصة المتحالفين مع السعودية”. مخلوف لفت إلى “أن الشارع التونسي قد يكون بعيداً نسبياً عن قضية اليمن لا سيّما وأن السلطة التونسية تنظر إلى قضية اليمن على نحو محايد” على حدّ تعبيره.
ورأى الحقوقي التونسي أن “التفاعل على مستوى الشارع العربي هو تفاعل سلبي جداً لكون الشعوب العربية والاسلامية أصبحت مهتمة بأوضاعها الداخلية” مضيفاً “أن بعض الدول العربية دخلت في مستوى الخوف والجبن من السعودية باعتبار أن يد الأخيرة ممتدة للدول وحتى للحركات والجماهير والشعوب” معتبراً أن في الأمر “نكبة ونكسة”.
ووصف مخلوف أداء الاعلام العربي بـ”المصيبة” حيث “رفع يده عن التعاطي مع هذا الملف إما خوفاً أو رهبة أو جبناً وإما انخراطاً في اللعبة الدولية وفي الاعلام الدولي المضلل أو أنه مهتم بقضايا الداخلية والآنية إما المالية او الاقتصادية أو المعيشية الاجتماعية”.
وشدّد مخلوف على “أنه لا يمكن أن نبقى ننظر إلى أطفال اليمن الذين يموتون إمّا جوعاً أم بالاعتداء أم بالرصاص أم بالطائرات” متوجهاً للعالم والضمير الإنساني بأن “ينقذوا شعب اليمن من هذه المجزرة التي ترتكب بحقهم” قائلاً إن مأساتهم ستكون وصمة عار في التاريخ العربي لأن هؤلاء الأطفال لا يمكن تركهم للموت بالمجاعة ولا يمكن تركهم للموت بالأمراض.
من جهته وصف منسّق شبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية صلاح الداودي ما يجري بحق أطفال اليمن بالجريمة الإبادية الكبيرة منتقداً الموقف الرسمي التونسي وبعض الأصوات التي ترى أن الحرب شرعية.
وقال الداودي للميادين نت إن الشارع التونسي ظلّ بعيداً من التفاعل مع القضية الإنسانية في اليمن بسبب تغييب الإعلام لما يجري على الأرض، لكن بالرغم من ذلك بدأت الصورة تتغير في الأشهر الأخيرة. وانتقد الداودي مشاركة تونس في الاجتماع الأخير للدول المشاركة في التحالف السعودي مشدداً على المطالبات العديدة لها بالانسحاب لكنّها لم تتخذ هذه الخطوة لأنها تعتبر أن للتحالف شرعية في الدفاع عن الشرعية.
أزمة اليمن الإنسانية من أسوأ الأزمات في العالم اليوم. جوع وكوليرا وموت وحصار، و22.2 مليون يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة.