المنبر الاعلامي الحر

ماثيو هيدجز يكشف ظروف اعتقاله بالإمارات وحقائق لم تتوقعها!!

ماثيو هيدجز يكشف ظروف اعتقاله بالإمارات وحقائق لم تتوقعها!!

يمني برس – متابعات إخبارية

 

كشف الباحث البريطاني الذي اتهم بالتجسس في الإمارات “ماثيو هيدجز”، تفاصيل 7 أشهر “مريرة”، عاشها في سجون الإمارات، لمجرد بحث أكاديمي، كان يعده لينال درجة الدكتوارة.

 

وفي حوار له مع برنامج “لقاء اليوم” المذاع على فضائية “الجزيرة”، قال “هيدجز”، إن تجربته أثبتت أن “حكام الإمارات مرعوبون من فكرة حرية التعبير والرأي، وأنهم يحاربون الأكاديمين والصحفيين بهدف تكميم أفواههم والسيطرة على عقولهم”.

 

وكانت الإمارات أفرجت عن “هيجز”، نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعفو رئاسي بعد اعتقال دام 7 أشهر، صدر خلالها حكا عليه بالسجن المؤبد بتهمة التجسس، بيد أن عائلته قالت حينها إنه طالب دكتوراه، ويجري بحثا عن سياسات الإمارات الخارجية والأمن الداخلي بعد موجة “الربيع العربي”.

 

    بحث أكاديمي

 

وفي الحوار، كشف “هيدجز”، أن البحث الذي كان يعده، يحمل عنوان “استراتيجيات دور الإمارات العربية في تحقيق الأمن القومي، وما طرأ عليها في أعقاب ثورات الربيع العربي”.

 

وقال إن “البحث يتطرق بشكل أساسي لتمركز السلطة بين القبائل، وتغيير ولاءاتها وبخاصة في إمارة أبو ظبي، كما يتناول مدى تغلغل الدولة البوليسية بالإمارات وتدخلها بدول الجوار”.

 

وأوضح “هيدجز”، أنه أختار الإمارات تحديدا لأطروحاته لنيل الدكتوراة، لأنه عاش فيها أكثر سنوات حياته، حيث عاشت عائلته هناك لمدة 20 عاما، وهو عمل مع العديد من الجهات الحكومية الإماراتية، كما تعاون مع جهات أمنية إماراتية في وضع الاستراتيجية الأمنية لأجهزة الأمن بالإمارات، وذلك خلال السنوات الثلاث التي غادر بها الإمارات للدراسة في بريطانيا.

 

وأكد الباحث البريطاني، أنه كان قد نشر الكثير من المقالات التي أوردها لاحقا ببحثه في الدوريات المحكمة والمجلات الاقتصادية، وقال إن الإماراتيين اطلعوا على كل هذه المقالات، وأنهم اشترطوا عليه لإكمال أطروحاته من الإمارات عدم لقاء أي شخص إماراتي، وهو ما التزم به الباحث واقتصرت لقاءاته على مقيمين غربيين يعيشون بالإمارات.

 

وأبدى “هيدجز”، استهجانه من غضب السلطات الإماراتية من أطروحته، مؤكدا أن كل المعلومات التي نشرها، كانت قد نشرب بوقت سابق في بيانات الحكومة الإماراتية وأنه لم يكشف اي جديد، وأن كل اللقاءات التي أجراها، كانت تتم في الأماكن العامة ووفق الأصول وفي إطار القانون.

 

كما فند اتهام السلطات الإماراتية له بتسريب معلومات حساسة، مؤكدا أن كل المعلومات التي وردت بأطروحته هي أصلا منشورة مسبقا ببيانات الحكومة باللغة العربية، وهو لا يجيد اللغة العربية كتابة أو قراءة.

 

ولذلك أشار “هيدجز”، إلى أن السلطات الإماراتية أصدرت بعد الإفراج عنه، قرارا يحرم تدوال “المعلومات الحساسة” بدلا من تهمة “تسريب المعلومات الحساسة”.

 

    اعتقال وتعذيب

 

وحول ظروف اعتقاله، حكى “هيدجز”، أنه عندما وصل لمطار أبو ظبي في 5 مايو/أيار الماضي، وقبل أن يصل لموظف الجوازات تفاجئ بنحو 13 رجلا يلبسون الملابس الإماراتية التقليدية ومسلحين بالمسدسات، يتوجهون إليه ويطلبون منه التوجه معهم لأنه “قيد الاحتجاز”.

 

وعندما سألهم، والحديث للباحث البريطاني، لماذا؟، أخبروه أنه ليس هناك تهمة محددة، فسألهم هل هناك قضية ضده، فقالوا له نعم، ثم تراجعوا وأخبروه بعدم وجود قضية.

 

وأوضح “هيدجز” أن الخطير بالموضوع هو أن “السلطات الإماراتية كانت تخطط لاعتقاله قبل أن يتم وضع ختم دخول البلاد على جواز سفره، بحيث يكون بوسع الإمارات إنكار أن يكون الرجل وصل لأراضيها، غير أن وجود والدته معه أفشل الخطة الإماراتية، حيث سارعت الوالدة بالاتصال بالسفارة وإبلاغها بالذي حدث مع ابنها، وهكذا انكشف القصة”.

 

وحول ظروف اعتقاله، أوضح “هيدجز”، أن معتقليه بالبداية كانوا يتعاملون معه بشكل جيد نوعا ما، وأنه أحيانا كان ينام على الأرض، وأحيانا أخرى على أريكة.

 

وأضاف أنه بعد إصراره على قول الحقيقة ورفض التهم الموجهة إليه بالتجسس، وأنه عضو في جهاز المخابرات البريطاني، كما رفض طلبهم بالكشف عن معلومات خاصة بوزارة الخارجية البريطانية، لأنه لا يملك هذه المعلومات كونه ليس موظفا بالوزارة، بدأ المحققون يتعاملون معه بطريقة فظة، ويلجؤون لأساليب التعذيب النفسي، لدفعه للاعتراف بما يريدون.

 

وتحدث “هيدجز”، عن تلك الفترة، قائلا إن “فترة التحقيق معه كانت تستمر لنحو 16 ساعة يوميا وبشكل متواصل، حيث تبدأ الساعة 3 فجرا وتستمر حتى 7 مساء، ويتم التحقيق في مكان بارد ورطب لا تصله الشمس”.

 

وأضاف أنه لم يتمكن من الاستحمام لمدة شهرين متتابعين، فيما كان يأتي أحد موظفي السجن في كل صباح لاقتياده لدورة المياه.

 

وكشف الباحث البريطاني، أن هذه الظروف دفعته لمحاولة الانتحار وإيذاء نفسه مرات عديدة، مشيرا إلى أنه جرى نقله بأحد المرات لمستشفى نفسي، حيث أصيب بانهيار عصبي، بعد أن لم يستطع النوم لمدة أربعة أيام متتالية.

 

وأمام تهديد المحققيق له بأنهم سوف يرسلونه لأحد القواعد العسكرية الإماراتية “خلف البحار”، حيث سيتم تعذيبه وضربه هناك، وأنه لن ير الشمس ثانية، إذا لم يعترف بما يريدون منه الاعتراف به، قرر “هيدجز” الانصياع لأوامرهم، وقدم لهم الاعترافات التي يريدونها.

 

وبعد ذلك، حسب الباحث البريطاني”، تبدلت معاملة المحققين معه، وبدؤوا بتقديم الدواء له، فيما يواصل هو حاليا العلاج لدى طبيب نفسي للتخلص من ذكريات تلك المرحلة العصيبة.

 

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com