والدة الشهيد “أسامة زيد” تروي جانب من بطولات وتضحيات الشهيد وكيف بدأت وانتهت مسيرته الجهادية
يمني برس – حوار
في كل عام تتجدد الذكرى السنوية للشهيد ويتجدد معها الشعور بالفخر والعزة والكرامة ، وعندما يعتقد العدو بأن استشهاد أبنائنا سيكون النهاية تأتي أم الشهيد أسامة زيد عبدالله عامر وكغيرها من أمهات الشهداء اللواتي بذلن أبنائهن في سبيل الله لتؤكد بأنها تزداد في كل يوم رغبة في العطاء والتضحية أكثر وأكثر وأن البذل لله هو من يجعل للحياة معنى.
الشهيد أسامة زيد عبدالله عامر من أبناء مديرية الجحملية بمحافظة تعز، انطلق مع المسيرة القرآنية في سن مبكرة و شارك في حرب كتاف وعمران ودخول أنصار الله إلى صنعاء وكان أيضا من اللجان الشعبية التي شاركت في مقاتلة مرتزقة العدوان في محافظ عدن المحتلة واستشهد فيها في الثاني من شوال من عام 1436هـ و قضى حياته كلها بالجهاد في سبيل الله.
وفي الذكرى السنوية للشهيد دشنت مديرية صالة بمحافظة تعز يوم الأحد٢٠ يناير ٢٠١٩م معرضا للشهداء باسم الشهيد اسامة زيد عبدالله عامر، وعليه توجهنا إلى أم الشهيد أسامة لنتعرف على مواقفه وتفاصيل حياته التي أوصلته إلى هذه المكانة العظيمة عند الله بقبوله البيع الذي باعه إليه واصطفائه و جعله من الشهداء و عند الناس بحبه وتخليد ذكراه في أكثر من مقام.
عن أبرز الصفات التي كان يتحلى بها الشهيد أسامة في حياته، تحدثت أم الشهيد قائلة بأن “الشهيد أسامة يعتبر الشهيد الاول من أبنائي واستشهد بعده ابني الأكبر عبدالله واستشهد أيضا زوجي لكن في الحقيقة كان أسامة هو أول من انطلق مع المسيرة القرآنية و انطلق بجد واخلاص وعاش حياته في الجبهات وكان مجتهدا منذ انطلاقته مع انصار الله، وتحرك تحركات فاعلة وكبيرة في تعز وله مواقف كثيره وعندما كان يأتي لزيارتنا كان دائما يقوم بتوعيتنا بالمسيرة القرآنية وأهميتها وعظمة هذه المسيرة و كان يذكر بشكل دائم فضل الشهادة والاستشهاد في سبيل الله، وكان يصر دائما بأن أدعي له بالشهادة.
وحول مواقف الشهيد أسامة التي لا زالت عالقة في ذاكرة والدته، أوضحت بأن “المواقف كثيرة و لكن من أكثر ما اتذكره هو حديثه الدائم على مدينة صعدة وعلى الروحانية التي توجد في مدينة السلام صعدة، وكان يتمنى أن نسكن في محافظة صعدة، وله مواقف كثيرة منذ طفولته كانت تؤكد بأنه شخص مختلف تماما فكان لا يهنأ أن يأكل أي شيء إلا بعد أن أكل منه حتى على مستوى “الجعالة” الذي عادة تعتبر شيء ثمين للأطفال ولكنه كان يرفض أن أكل منها إلا بعد أن أكل منها أنا و إذا رفضت لا يأكل منها و هناك الكثير من المواقف التي لا يتسع المقام لذكرها و لكنه في الحقيقة كان شخص مختلف منذ طفولته”.
وعن الاعمال الذي شارك فيها الشهيد اسامة منذ انطلاقه في المسيرة القرآنية و حتى استشهاده، أجابت والدته بأنه “تحرك تحركات فاعلة وشارك في حرب كتاف وفي عمران أيضا و ساهم في اقتحام بيت علي محسن و أيضا تحرك تحركات كبيرة في محافظة تعز منذ انطلاقته مع المسيرة القرآنية و كان اول من فتح مقر لانصار الله في منطقة الجحملية، وكان الجميع من الأهل و الأصدقاء يشيد بنشاطه و قدرته على العمل بكفاءة عالية ناتجة عن اخلاصه في عمله لله وكان لدية شعبية كبيرة بين الناس وكان الكثير من الناس يحبونه بسبب أخلاقه العالية و كان اسم على مسمى، اسامة كان كالاسد الضاري على الاعداء وحنون على الاصدقاء والاهل وعلى أخوته وعليّ أنا شخصيا”.
أما الوصية التي كان يوصي بها الشهيد أهله دائما، فقد بيّنت أنه “كان دائما يوصينا بالالتحاق بالمسيرة القرآنية يقول لي: المسيرة القرآنية يا أمي هي مسيرة الحق وهي التي ستنفعنا في الدنيا والاخرة ولا تتركوها، وكان يهتم بأخيه ويثقفه بالمسيرة القرآنية ودائما يقوله انت المجاهد الذي ستكون بعدنا، وكان حريص على تعليمنا في كل شيء و يقول بأن جندي الله مهامه شاملة ومتكاملة ويصر عليّ دائما بأن اتعلم بأن اضرب بالسلاح وبالرغم من خوفي الشديد من ذلك إلا أنه فعلا جعلني اكسر حاجز الخوف و علمني كيف اضرب بالسلاح وكان يوضح لي أهمية تعلم استخدام السلاح في مواجهة الأعداء والدفاع عن النفس”.
وروت والدته الشهيد قصة استشهادة، موضحة بأنه “كان مع اللجان الشعبية الذي ارسلوهم لمدينة عدن، و قبل بأسبوعين فقط جاء لزيارتنا وكنا قد نزحنا من مدينة تعز بسبب سوء الأوضاع فيها وكنت أرى في وجهة نورا لم أره من قبل بالرغم أنه كان في شهر رمضان وكان صائما ومجاهدا في مدينة عدن وهي مدينة تعتبر الأجواء فيها حارة جدا إلا أن كل تلك العوامل لم تؤثر عليه وودعني حينها ثم ذهب، وبعدها يوم 2 شوال من عام 1436 هـ ثاني أيام عيد الفطر المبارك بلغنا نبأ استشهاده في محافظة عدن وهو ينكل بمرتزقة العدوان السعودي الأمريكي ولم يمت وهو نائم في البيت أو في مكان غير مشرف”.
أما كيف استقبلت نبأ استشهاد أول ولد من أولادها، فقد قالت أنه “في الحقيقة لم تكن بالنسبة لي مفاجأة لأن الشهيد أسامة سلام الله عليه كان دائما ما يذكر الشهادة أمامي وكنت متأكدة بأنه سينال هذا الشرف العظيم لكن كنت لا أعرف فقط الوقت الذي سيحدث فيه ذلك، وعندما بلغني نبأ استشهاده حمدت الله وشكرته وقلت: اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد، يا الله رضيت بما قسمت لي” ، و لم أبكِ حينها أبدا والحمد لله فقد زرع الله الصبر في قلبي وربط على قلبي كما ربط على قلب أم موسى وعاد لها وأنا أنتظر أن التقي بأبنائي و زوجي في مكان لا يوجد في فراق أبدا، الحمد لله أن زوجي واولادي استثمروا حياتهم في سبيل الله”.
وحول الذكرى السنوية للشهيد وما تتركه من أثر لدى والدة الشهيد أسامة، أشارة إلى أنه “في الحقيقة في الذكرى السنوية للشهيد أشعر بالفخر والعزة والكرامة بأنني أم لشهيدين و زوجة شهيد، ولي الفخر والسعادة بأن يكون أبنائي لهم المقام الكبير عند الله تعالى مستشعرين آيات الله تعالى (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، وفعلا اشعر بانهم احياء كأنهم معي في كل مكان وفي كل موقف وفي كل شيء سبحان الله العظيم”.