محاولة سعودية جديدة للتنصل من العدوان على اليمن
محاولة سعودية جديدة للتنصل من العدوان على اليمن
بعد تزايد الضغوط الدولية وتعالي الأصوات المنددة بسياسات السعودية التدميرية في المنطقة، لاسيما الحرب على اليمن، وبعد التصريحات التي صدرت ممن يسمون بالمشرعين الأمريكان برزت في المقابل التصريحات السعودية التي تتنصل من كل تلك الملفات الأكثر دموية في تاريخ المملكة.
الأسبوع الماضي خرج رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل بعد عزلة ليست بقصيرة، في تصريحات زعم فيها أن ما يجري في اليمن مجرد حرب أهلية وصراع سياسي داخلي متجاهلاً بأن هناك حرباً سعودية يمنية، أو حرباً تشنها المملكة وحلفاؤها على اليمن، كما ظهر في حديثه التنصل عن المسؤولية والدموية التي تسببت بها بلاده في اليمن.
فيما تبين وتٌثبت هذه المزاعم الأكاذيب في تقديم ما يجري على أنه حرب داخلية فتبقى الحقيقة هي الأبرز وتكشفها مئات الآلاف من الغارات الجوية السعودية وجبهات الحدود المشتعلة والحصار الجوي والبري والبحري من قبل النظام السعودي وكذا المجازر البشعة بحق اليمنيين دون استثناء بفعل تلك الغارات.
كل هذه الأحداث كفيلة بتعرية النظام السعودي وتقديم الصورة الواضحة لطبيعة ما يجري من أحداث بأنها حرب سعودية مباشرة بحق اليمن واليمنيين، كما هي في نفس الوقت إبادة جماعية للشعب وليست في حد ذاتها حرباً عادية بأخلاق وشرف بل تجرد تحالف العدوان بقيادة السعودية عن كل قيم الإنسانية والأخلاق.
وادعى الفيصل أيضاً في تصريحاته بما يناقضه تصريحات الرئيس المنتهية ولايته هادي، حيث سرد وقال لقد طلب الرئيس هادي رسمياً من المملكة السعودية مساعدة السلطة الشرعية على رد ما سماه عدوان الحوثي واستعادة الدولة منهم.
وبالرغم أن الخائن هادي لم يتأخر آنذاك وفي وقته عن الرد من حيث لا يعلم لأنه لا يعلم بشيء فعلاً وقال” في تصريح لهُ نشرته الفضائيات أنه لم يعرف بعاصفة الحزم إلا في الصباح وهو في الغيظة ورافق تصريحه بالضحك”.
ومن تصريحات الفيصل إلى تصريحات وزير الخارجية السابق الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية ظهر وكأنه يُريد التهرب عن لعنات العدوان علي اليمن، قائلاً حد زعمه إن “دول التحالف العربي لم تكن تريد الحرب في اليمن بل فرضت عليها”.
الجبير تناسى أن بلاده هي من شنت الغارات غدراً وبلا مبرر على اليمن وأنهُ شخصياً من أعلن العدوان من الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 26 مارس 2015 تحت مسمى عاصفة الحزم.
كما هو عدوان سعودي أمريكي بالدرجة الأولى تحت مظلة ومسوغ لا يقبلها العقل السليم بأن هذا العدوان أتى بسبب الحوثي وانقلابه على الشرعية في اليمن، وما يثير السخرية في تصريحات الجبير وصفه لتحالف العدوان بحرصه على أمن واستقرار اليمن وأنه لا يوجد أحد أكثر حرصاً منه.
الضغوط الخارجية على النظام السعودي تصاعدت لا سيما بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي وتحول الأنظار بعد ذلك إلى اليمن وارتبطت قضية خاشقجي بما يحدث ويجري باليمن من عدوان ظالم غير قانوني وغير شرعي، وهنا وضعت السعودية في موقف محرج وفضيحة أمام الرأي العام العالمي.