اختطاف فتيات عدن.. قصص مؤلمة أبطالها ضباط إماراتيون
يمني برس | تقارير
لم يكن اختطاف “شريفة محمد عبدالحميد اليوسفي”، يوم الجمعة الماضية، من منطقة الإنشاءات بمديرية دار سعد، الحادثة الأولى، وكما يبدو لن تكون الأخيرة، حيث تصاعدت حوادث اختطاف الفتيات في عدن، منذ سيطرة الإمارات والمليشيات التابعة لها على البلاد، فيما لم يكن أهل الجنوب يتوقعون أنهم بعد أن تساهلوا في سيطرة هذه التشكيلات المليشاوية، ظنا منهم أنها ستحقق لهم الأمن، سيصحون يوما على أحداث اختطاف تطال الفتيات والنساء.
لتطل الجمعة اللاحقة كاشفة عن اختفاء فتيات يعملن مع منظمات إنسانية في محافظتي عدن ولحج حسب مصادر مؤكدة، وأن اختفاءهن كان في وقت دوامهن مع تلك المنظمات.
مواطنون ذكروا أن الفتيات اللاتي وقعن عقود عمل مع إحدى المنظمات الإغاثية تتراوح أعمارهن بين 23 إلى 29 عاماً، ومنذ بدأن العمل مع المنظمة ذهبن مرات عدة في سيارات المنظمة إلى مديريات القبيطة والمقاطرة والصبيحة في لحج، ودار سعد والبريقة في عدن،
وكان خطباء مساجد حذروا أولياء الأمور من السماح لبناتهم بالعمل مع المنظمات الإغاثية والسماح بسفرهن إلى مناطق بعيدة، خوفاً من عمليات الاختطاف التي كثرت في محافظات الجنوب خصوصاً في أوساط الفتيات.
في أغسطس من العام الماضي وبعد اختطاف 5 فتيات من أحد المعاهد بخور مكسر، تحول اختطاف الفتيات في عدن إلى ظاهرة، حيث أفادت مصادر بارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 500 فتاة تم اختطافهن خلال السنوات الثلاث من سيطرة السعودية والإمارات، والمسلحين التابعين لهما على المدينة.
تقارير صحافية كانت تحدثت عن 100 حالة معلنة، والكشف عن أكثر من 500 عملية اختطاف حصلت في عدن فقط، أبطالها ضباط وجنود القوات الإماراتية، وبعض المسلحين المنتمين للمجموعات المسلحة التابعة للإمارات والسعودية، تلك هي المحصلة التي باتت مصدر فزع لدى الجنوبيين رجالا ونساءً.
الكثير من حوادث اختطاف الفتيات التي تم الكشف عنها كانت تتم بأيدي قوات الحزام الأمني واقتيادهن إلى جهة مجهولة للجنود الإماراتيين، حسب تقارير وسكان محليين.
(آيات علي سعيد)، 16عاماً، أنموذج من حالات الاختطاف التي تمت على هذه الشاكلة، حيث اختطفت من مدينة الشيخ عثمان بعدن، في الخامس والعشرين من أغسطس، من العام الماضي، ولم تعثر أسرتها على أي خيط يدل على مكان ابنتهم.. وكغيرها من حوادث الاختطاف تم التعتيم على القضية ولا أحد يعرف كيف انتهت، وهل عادت الفتاة إلى أهلها أم لا.
وبحسب مواطنين شهدوا عملية الاختطاف، فإن باصاً للأجرة تستقله امرأة برفقتها مسلحون قاموا بإرغام الفتاة آيات على الصعود، وفروا بها إلى مكان مجهول.
مراقبون وصفوا ظاهرة اختطاف الفتيات بأنها تأتي ضمن عمليات ممنهجة تنتهي بالقتل أو الاغتصاب، وهو ما تشهده المدينة بين فترة وأخرى.
حوادث مماثلة خلال الفترة نفسها حيث اختطفت جماعة مسلحة منار إبراهيم، بالقرب من منزلها في مديرية المنصورة، وفي أواخر يونيو، وقُتلت منى عبدالله عبده، بعد اختطافها بثلاثة أيام من حي القلوعة، وفي يوليو، اختفت امرأة وابنتها بمديرية المعلا، في ظروف غامضة، واختطف مسلحون مجهولون فتاة وسط مدينة دار سعد بعدن.
تلك عينة من حوادث الاختطاف التي تمت في فترات متقاربة العام الماضي، والتي تواترت نسبتها إلى مسلحي الحزام الأمني في المدينة، وانتهى المطاف بهن ضحايا لضباط وجنود إماراتيين.