حزب الله والقرار البريطاني
عبدالفتاح علي البنوس
لم يكن مفاجئاً القرار البريطاني الذي يصنذشف حزب الله تنظيماً إرهابياً ، فبريطانيا هي من أوجدت إسرائيل ، وهي من عملت على زرع هذا الكيان الصهيوني في المنطقة ، من خلال وعد بلفور الذي منح اليهود أرض فلسطين لإقامة دولتهم المزعومة ، وبريطانيا هي واحدة من الدول الحاضنة للجماعات المتطرفة والمتشددة التي تعمل لحساب اللوبي اليهودي وأجهزة الاستخبارات العالمية والتي تم إلصاق مصطلح الإرهاب بها وذلك بهدف التشويش على هذا المصطلح الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ)
حيث عملوا على تشويه مصطلح الإرهاب القرآني من خلال الممارسات والجرائم الوحشية التي تقوم بها هذه الجماعات المتطرفة ( القاعدة – داعش – النصرة ) وغيرها من الجماعات الإجرامية والتكفيرية المتطرفة ، الوهابية الفكر والعقيدة ، والسعودية التمويل والمنشأ ، والأمريكية والإسرائيلية الصنع والولاء ، والتي تتحرك وفق التوجيهات والأوامر والمخططات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الإسلام والمسلمين وتعكس صورة مشوهة عنهما من خلال عناصر تدَّعي تمثيلها للإسلام والمسلمين، في حين أنه لا صلة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالإسلام والمسلمين .
أما حزب الله اللبناني ومن على شاكلته من الجماعات والتنظيمات والأحزاب والحركات الإسلامية المقاومة التي تقارع الظلم والطغيان وتدافع عن أرضها في مواجهة المحتل الغاصب ، فهي حركات وطنية تحررية لديها مشاريع وطنية مناهضة للاستبداد والاحتلال وسياسة الاستغلال ، وهي إرهابية فعلا ولكن حسب المفهوم القرآني للإرهاب ، تعد العدة من أجل أن ترهب أعداء الله ، وكل البغاة والمعتدين الذين يحيكون المؤامرات ويسعون لإلحاق الضرر بدولهم وشعوبهم ، وهذا هو ما يرعب بريطانيا وأمريكا وإسرائيل ، هم يريدون أحزابا وحركات وجماعات وتنظيمات وتيارات خانعة عميلة مرتهنة للبيت الأبيض وتل أبيب ، تأتمر بأمر آل سعود وآل نهيان وتتاجر بكل القيم والأخلاق والمبادئ والثوابت غير مبالية بتداعيات وانعكاسات ذلك ، لذلك يهاجمون حزب الله ويصفونه بالإرهاب ، وقبل ذلك هاجموا حماس ، والجهاد الإسلامي وحركات المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان ، وأنصار الله في اليمن ، لأنها حركات غير قابلة للارتهان والانبطاح والعمالة لهم ولمشاريعهم الاستعمارية الاستبدادية التي لا حدود لها . يأتي ذلك في الوقت الذي تطلق أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات العنان للجماعات التكفيرية والإجرامية التي تدَّعي الانتساب للإسلام وهي ترتكب أفظع الجرائم وأكثرها وحشية وإجراما وتحظى بدعم وإسناد وحماية وغطاء سياسي وإعلامي سعودي إماراتي أمريكي إسرائيلي ، وما هو حاصل في سوريا ، وما حصل في العراق ، وليبيا وما يحصل اليوم في المحافظات الجنوبية اليمنية خير شاهد على ذلك .
بالمختصر المفيد: الإرهاب حسب المفهوم الأمريكي الصهيوني صناعة أمريكية إسرائيلية بامتياز ، يتم تمويل عناصره ودعمهم من قبل دول الخليج ، وتنفذ أجندة وأهداف الصهاينة والأمريكان في المنطقة ، وهو الذريعة التي من خلالها تدخلت أمريكا في المنطقة وأطلت برأسها للسيطرة على ثرواتها والهيمنة على قراراتها تحت شماعة محاربة الإرهاب ، أما حزب الله وحركات المقاومة الإسلامية فهي حركات وطنية مقاومة تعمل وفق الأطر والأنظمة والقوانين ، هكذا يتحدث الواقع ، وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن للقرار البريطاني وكل قرارات العالم أن تغير أو تشكك فيها ، وسيظل حزب الله وكل حركات المقاومة الإسلامية عنوانا للعزة والكرامة والشموخ والإباء والبطولة والثبات والصمود والتضحية والفداء مهما أرجف المرجفون وتقول المتقولون .