حتمية دعم أمريكا للتحالف .. بقلم / حاتم شراح
يمني برس | كتابات
لو أن أمريكا لم تصل بأمر دعمها للتحالف ، إلى مجلس الشيوخ ، وأن يستخدم الرئيس الفيتو ، ويصر بشدة على دعم التحالف ضد من ؟ اليمن؟! لو كان لليمن محور يتحالف معه ، أو كانت هناك دول تدعم هذا الشعب لكان للرئيس الأمريكي مسوغ لاستمرار الدعم للتحالف لكن بمجرد أن يكون الرئيس صاحب نزوة ومشروع وعلاقات مع دول العدوان ، وصفقات أسلحة ، ونظرة اقتصادية بحتة مؤداها أن استخدام ترامب للفيتو مدفوع الثمن ، والثمن باهظ جدا سيتكشف مع الأيام ، غير أن ما يهمنا ، هو الغباء السياسي ، والاجتماعي من البعض الذي لا يزال يحسن الظن بأمريكا ، ويرى فيها راعية السلام ، أو تقدم المساعدات ، أمريكا أصبحت محل ازدراء وكراهية من جميع دول العالم حتى الدول التي تتحالف معها ، وما تصريحات ترامب المتكررة ، بضرورة أن يدفع كل من تقوم أمريكا بحمايته ، وآخرها الدول التي فيها قواعد أمريكية.
العالم اليوم يعاني من تَبلُد في المشاعر ، وغباء في ما يتعلق بالسيادة ، هناك دول تتقزّم يوما بعد يوم ، والتاريخ يشهد بذلك، فدول تتحالف ضد شعب مسكين مصنف ضمن الدول الفقيرة تم التآمر عليه منذ زمن طويل ، وتم ابتزازه بكل السبل ، ونهبتْ خيراتُه ، وزُرِع العملاء بين حكوماته المتتالية على مدى خمسين عاما ، وتم السيطرة على قراره السياسي ، والسيادي ، وتم التحكم في اختياره لقياداته منذ أمد طويل ، وها هو اليوم يجعل مجلس الشيوخ يصوت على دعم دول التحالف ، بصورة لم يحسمها سوى فيتو الرئيس الأمريكي ، ولعل لموقف ترامب من التهور الشيء الكثير فهو يمارس الديكتاتورية ، ويسير بأمريكا نحو السمعة السيئة وهو وضعها الطبيعي فأي سياسي أمريكي يمتلك ذرة من الإنسانية فهذا لا مكان له هناك ويجب أن يخرج من الصف، بل هذا يغرد خارج السرب ، إن تلك الأصوات التي تنادي بضرورة محاكمة ترامب إنما هي لكونه يجني مكاسب فردية وأرباحاً من خلال علاقته القوية بدول التحالف ، والتي إذا تعالت الأصوات وعجزت دول التحالف عن إسكاتها مكتفية بدعم ترامب ربما في حالة نهاية ترامب بأي وسيلة كانت ربما بموته طبيعيا ، فستكون خسارتهم باهظة جداً جداً ، و أعمال ترامب وفقا لسنن الله في الكون كفيلة بأن ينتقم الله منه، ويكفي أنه شريك في كل جرائم المجرمين في الكرة الأرضية وليس في اليمن ، وعندما نأتي للمشكلة الاقتصادية فحلها من وجهة ترامب في تشغيل مصانع السلاح بغض النظر لمن سيباع هذا السلاح ولظهر من سيوجه ، وهنا سوف تتعالى الأصوات المناهضة له ، وتتضاءل الأصوات الداعمة له ، حيث أصبح حليفا للمجرمين ، ومدافعا عن كل مرتكبي الجرائم في العالم.
لقد كانت سياسة أمريكا قذرة عبر التاريخ إنما في هذه المرحلة وضعها ترامب في مكانتها الطبيعية أسوأ دولة في العالم بعد إسرائيل نظرا لأن سياسة الرئيس الأمريكي هي تابعة للسياسة الإسرائيلية ، بل إن سياسة ترامب قائمة على تحريض نتنياهو المباشر ، و ما يعانيه الفلسطينيون من محاولة لتصفية قضيتهم ، وحرمانهم من حق العودة لبيوتهم وقراهم وفقا لقوانين الأمم المتحدة والمواثيق الدولية أكبر دليل أن السياسة الأمريكية تسلك أعلى مراتب الإجرام ، وإذا تم لترامب ما يريد ولم يتم إيقافه عند حده بأي وسيلة كانت فإن أكبر الخاسرين هم من يقوم بدعمهم ، وستتكشف الأمور يوما بعد يوم ، من خلال انفلات كثير من الدول من السيطرة الامريكية ، وتعاظم السياسة الروسية ، وارتفاع سمعة الدول التي تسعى لدعم حقوق الإنسان بينما أمريكا تنتهك القوانين الدولية وتعطل أي قرار دولي يهدف إلى رد الحقوق أو دعم مستضعفي العالم ، وهنا تبرز إشكالية مسميات كانت أمريكا تطلقها على الغير بينما هي من تمارس الأفعال نفسها اليوم فهي الآن محور الشر العالمي وراعية الإرهاب في العالم ، ولن تستطيع أمريكا تحسين صورتها إلا عبر تعديل في لوائحها الداخلية لمؤسساتها السياسية التي بها من الثغرات ما يجعل تصحيح الوضع للسياسة الأمريكية صعبا جدا ، وكأن الذي وضع الدستور الأمريكي يحمل من الشر ما يجعل مقاومة الشر مستحيلة هناك ،ولهذا لم يفلح تصويت أكثر من نصف أعضاء مجلس الشيوخ لصالح إيقاف دعم أمريكا للتحالف ، ولكن أليس من الممكن أن يكون الدعم قد يؤدي في النهاية إلى نهاية هذه الدول اقتصاديا ، وأخلاقيا ، وكل شيء وارد .