البيض يخاطب الزياني: أي تمرير لقضية الجنوب خارج أطار مكوناتها الشرعية سيبوء بالفشل, ( نص الرسالة )
يمني برس – خاص :
بعث رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض برسالة إلى أمين عام “مجلس التعاون الخليجي”عبد اللطيف الزياني، قال فيها إن من اسباب إستمرار العنجهية والعنف المفرط وغير المبرر من قبل عصابات نظام صنعاء علي مدى عشرين عاما، هو التعتيم الإعلامي والتغطية السياسية من قبل بعض القوى الأقليمية والدولية والتي شكلت غطاءاً لتشجع هذا النظام على مواصلة هذا النهج التدميري في حق الجنوب أرضا وشعبا وثروة دون خوف من محاسبة أو إنتظار عقاب.
وأضاف البيض أن أي تمرير لقضية الجنوب خارج أطار مكوناتها الشرعية لن يحظى بأي تأييد وسيبوء بالفشل, ولن تفضي إلا إلى مزيدا من التعقيد, ذلك ماتبين جلياً في هشاشة التمثيل المستنسخ للجنوب في هذا المؤتمر.
وسرد البيض في خطابه العديد من المأسي التيتعرض لها ابناء الجنوب والمجازر من قبل نظام صنعاء .. في حين لم يقم المجلس او المجتمع الدولي بأي ادانة لها برغم انها مخالفة لمواثيق حقوق الانسان والقوانين البشرية ..
وحول المبادرة الخليجية اضاف البيض قائلاً ان هذه المبادرة لايمكن تفضي الى حل لقضية الجنوب وهو ما اثبتته مجريات الاحداث وفشل الحوار اليمني، بل ان المبادرة الخليجية تم اساءة استغلالها وتوظيفها من نظام صنعاء واستخدامها سلبا في مضاعفة ومعاناة شعب الجنوب،..
وتحصل يمني برس على نسخة من نص الرسالة كاملة يعيد نشرها اليكم بالنص كما وردت.. ..
معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي
الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرفع الى معاليكم هذا الخطاب في ظروف بالغة التعقيد يمر بها الجنوب بعد تدهور الوضع الإنساني وتزايد الإنتهاكات والمجازر الجماعية والقتل الفردي اليومي بشكل غير مسبوق، ليس الغريب جرائم الإحتلال اليمني فحسب بل الأكثر إستغراب هو الصمت الاقليمي من الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، هذا الصمت الغير مبرر الذي جعل الاحتلال اليمني يستمرئ دماء جيرانكم في الجنوب العربي ويتفنن يوما بعد يوم في ارتكاب الجرائم مستغلا التعتيم الإعلامي المفروض على قضية شعب الجنوب
معالي الأخ أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي
لقد قطع الحراك الجنوبي أشواطاً متقدمة منذ إنطلاقته في 7-7-2007م وسبق مايسمى بثورات الربيع العربي بسنوات إلا أنه لم يحظ رغم عدالة قضيته ومطالبه بماحظيت به هذه الثورات من دعم سياسي ومالي وإعلامي منقطع النظير, وعلى الرغم من كل انواع الحصار المفروض عليه إلا أن شعب الجنوب تحمل كل هذه الصعوبات والقهر والظلم وأثبت أصالته الثورية ولم يتلاش أو يذوب في خضم الصراعات الكبرى، بل لقد شهد العامان المنصرمان (2012-2013) نهوضاً جماهيرياً غير مسبوق, عم كل أنحاء الجنوب ولم تشهد أي ساحة عربية مثيل له, حيث تمثل في خروج عشر مليونيات شاهدها العالم , ولم تحظ بأي إهتمام تستحقه كما حصلت عليه ثورة التغيير في صنعاء في (2011) وتجسد هذا الإهتمام بإخراج مبادرة خليجية في 23/ نوفمبر2011م وبرعاية ومباركة إقليمية ودولية لحل أزمة صراع المصالح و النفوذ بين أجنحة نظام صنعاء الموغل في الفساد وصناعة الإرهاب في المنطقة, ولم تشر هذه المبادرة إلى قضية الجنوب العادلة التي تعتبر جوهر الصراع الحقيقي اليوم, بدليل تعثر كل جلسات مايسمى بـ(مؤتمر الحوار الوطني) في حين تم لملمت كل ملفات هذا المؤتمر على وجه السرعة ، وظهر جلياً بإن أي تمرير لقضية الجنوب خارج أطار مكوناتها الشرعية لن يحظى بأي تأييد وسيبوء بالفشل, ولن تفضي إلا إلى مزيدا من التعقيد, ذلك ماتبين جلياً في هشاشة التمثيل المستنسخ للجنوب في هذا المؤتمر.
لقد انتفض شعب الجنوب سلميا مطالبا باستعادة دولة الجنوب ومعاليكم والاشقاء في مجلس التعاون على اطلاع بما يدور في الجنوب من حراك سلمي مدني حيث مثلت الهبة الشعبية المباركة في حضرموت وكافة محافظات الجنوب يوم 20/ ديسمبر 2013م بعد إغتيال شيخ قبيلة الحموم المقدم سعد بن حبريش ومرافقيه ذروة التصعيد الثوري .
إن من اسباب إستمرار العنجهية والعنف المفرط وغير المبرر من قبل عصابات نظام الإحتلال اليمني علي مدى عشرين عاما، هو التعتيم الإعلامي والتغطية السياسية من قبل بعض القوى الأقليمية والدولية والتي شكلت غطاءاً لتشجع هذا النظام على مواصلة هذا النهج التدميري في حق الجنوب أرضا وشعبا وثروة دون خوف من محاسبة أو إنتظار عقاب.
معالي الأمين العام
لقد تعرض شعبنا على مدى السنوات الماضية لجملة من المآسي سببها إرتكاب نظام الإحتلال اليمني للعديد من المجازر الكبرى ناهيك عن القتل اليومي المستمر والذي لم يتوقف ضمن نهج الإحتلال اليمني في تجزئة الإجرام، ونسوق لكم هنا بعضا من الجرائم والإنتهاكات، في ظل غياب المحاسبة والتحقيق الدوليين في هذه الجرائم والمذابح المتوالية في الجنوب وهي:
– مذبحة زنجبار بأبين في 23/ يوليو -2009م
– مجزرة المعجلة في 17/ ديسمبر 2009م،
– مجزرة مصنع اكتوبر بجعار – ابين في 18/ مارس 2011 م
– مجزرتي المعلا وخورمكسر في 2011م
– مذبحة 21/ فبراير 2013 م في العاصمة عدن
– تدمير القرى على رؤوس ساكنيها في شبوة وردفان والضالع والقتل اليومي في العاصمة عدن وحضرموت حيث بلغ عدد الكوادر المدنية والعسكرية الجنوبية التي تم إغتيالها ما يقارب من (105 عنصرا).
ومما يؤسف له حقا، إننا لم نر أي إستنكار أو إدانة لهذه الجرائم من قبل الأمم المتحدة أو الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي أو لجان حقوق الإنسان التابعة لها.
وفي يوم الجمعة 27 / ديسمبر 2013م اقدمت قوات نظام صنعاء على أرتكاب جريمة بشعة جديدة بقصف مدفعي بالدبابات على خيمة عزاء أحد شهداء الهبة الشعبية السلمية مما أودى بحياة (23) شهيد و(69) جريحاً من المواطنين العُزل بينهم أطفال ونساء
إن هذه الجرائم جاءت مطابقة تماما لتعريف جريمة الابادة الجماعية المقرر في المادة الثانية الفقرة واحد من اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 / ديسمبر 1948م والتي تجعل الاختصاص النوعي ينعقد لمحكمة الجنايات الدولية حيث ان هذه الجرائم كانت بهجوم واسع النطاق وبشكل منهجي وأيضا ان الجريمة مرتكبة ضد مجموعة من السكان المدنيين وكذلك ان الجريمة وقعت بسبب النشاط السياسي السلمي لهذه المجموعة من السكان المدنيين، وعليه فأن جريمة الابادة الجماعية مكتملة الاركان والشروط.
معالي الامين العام:
إن نظام الإحتلال اليمني لم يكتف بإرتكاب هذه الجرائمبل أقدم على جرائم جديدة منذ بدأت الهبة الشعبية في 20/ ديسمبر 2013 م حيث بلغ عدد الشهداء (43) شهيدا و (115) جريحا في الفترة من 20/ ديسمبر 2013م وحتى اليوم 6/ يناير 2014م حيث كان عنوانها الأبرز مجزرة الضالع في يوم 27/ ديسمبر2013م
إن هذا المسلك الإجرامي فى إستخدام القوة في مواجهة المطالب الشرعية الجنوبية في استعاده الدولة الجنوبية والهوية، دليل على أن المهمة الرئيسية لقوات نظام الإحتلال اليمني تتلخص في الحفاظ على مصالح المتنفذين في نهب ثروة واراضي الجنوب ولو أدى الأمر إلى إبادة شعب بكامله.
ومن هنا فإننا نناشكم بإعتباركم أميناً عاماً لمجلس التعاون ومن موقعكم المسؤول هذا إلى عدم إلتزام الصمت تجاه هذه الجرائم وإطلاع دول مجلس التعاون على حجم التدمير والقتل بحق شعب الجنوب وإتخاذ مواقف حازمة على الصعيد الإنساني على الأقل، وذلك أقل ما تستوجبه حق المجورة ووشائج الأخوة والدين بين شعبنا الجنوبي وأشقائنا شعوب دول الخليج العربي، والنظر إلى تطلعات شعب الجنوب في الحرية والعيش بكرامة كما تتطلعون الى ذلك لشعوبكم، فإن ذاكرة الشعوب لاتنسى وإن التاريخ لا يرحم .
وفي الختام فإننا نتطلع إلى تفهم أكبر لقضية شعبنا العادلة ووضع في الحسبان التغييرات المؤثرة التي حدثت خلال عامين من إعلان المبادرة الخليجية التي اوضحنا لسيادتكم ولدول مجلس التعاون الخليجي ان هذه المبادرة لايمكن تفضي الى حل لقضية الجنوب وهو ما اثبتته مجريات الاحداث وفشل الحوار اليمني، بل ان المبادرة الخليجية تم اساءة استغلالها وتوظيفها من نظام صنعاء واستخدامها سلبا في مضاعفة ومعاناة شعب الجنوب، ولا يخفى على مراقب محايد من إن الوقائع والأحداث على أرض الجنوب المحتل قد تجاوزتها، ونترقب تحرك إيجابي من جانبكم وأن يستوعب الحكام والحكماء والساسة في مجلسكم الموقر هذه المستجدات بعيدا عن تضليل وخداع وتزييف عصابات نظام الإحتلال اليمني التي لا تضمر الخير لا لشعبنا الجنوبي ولا لشعوب المنطقة قاطبة.
في الختام تقبلوا فائق الاحترام والتقدير.
اخوكم/ الرئيس علي سالم البيض