أمهات الشهداء.. هنَّ مصنع الرجال
أمهات الشهداء.. هنَّ مصنع الرجال
الحقيقة أن الكلام يظل ناقصاً مهما اكتمل عن الأم وعن هذه الكلمة التي تحمل في طياتها الكثير والكثير، وهي كلمة لا تفارق شفاه الجميع وحروفها تلازمنا ولا نجيد من خلالها فن التعبير عن ايصال المعنى الحقيقي لمشاعرنا تجاهها ولما تستحقه بالفعل، ومهما قلنا وقلنا يبقى قليلا ولا يفي الأم حقها.
ولكني لست من الذين يربطون طاعة الأم بتواريخ المناسبات تحت عنوان مناسبات أو بمناسبة عيد الأم، لأن الأم أعظم من أن يخصص لها أيام أو يوم في السنة، ولأن الأم أعظم من أن يخصص لها يوم للطاعة، لكني لا أنكر أن يحتفل الأبناء بأمهاتهم في المناسبات او بمناسبة عيد الأم، وأن يعبروا لهن عن فرحتهم بهذا المناسبات أو بمناسبة عيد الأم، والسؤال هنا: هل فكّر أحدنا كيف تمرّ هذه المناسبات أو مناسبة عيد الأم على امهات الشهداء ؟ وهل حاولنا تصوّر أم الشهيد أو أخت الشهيد أو زوجة الشهيد أو بنت الشهيد وأولادها يحتفلون بها وهناك واحد أو اكثر من اولادها غائبون عنها؟!
إن واجبنا اليوم الديني والأخلاقي والإنساني تجاه الذين أخلصوا وضحّوا للوطن بشجاعة وبسالة، وقدموا دماءهم وأرواحهم من أجل عزة الوطن وكرامته في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي وحققوا البطولات والانتصارات، لنحيا أعزاء في الوطن، فإن واجبنا ألا ننسى أمهاتهم فهن أمانة في أعناقنا، فتقديرهن والاهتمام بهن ورعايتهن واجب علينا، فهن الأمانة التي وضعوها في أعناقنا.
لذلك نقول: اليوم مهما قلنا ومهما فعلنا ومهما كتبنا لن نستطيع ايفاء أمهات الشهداء الصابرات الصامدات المثابرات حقهن، لن نستطيع ايفاء أم الشهيد أو أخت الشهيد أو زوجة الشهيد أو بنت الشهيد حقهن، فهن ضحين بأغلى ما يمتلكن ضحين بأبنائهن، ضحين بفلذات اكبادهن، لنحيا أعزاء في وطننا، هن حقا مثال للتضحية والشرف، ضحين بالنفيس والغالي، وقدمن أبناءهن فداء للوطن ، هن اجمل الامهات لأنهن علّمن اولادهن ان النصر لا يأتي بالكلام والشعارات بل بدماء أبنائهن الطاهرة الغالية، هن أمهات الشهداء اللائي استبشرن باستشهاد أبنائهن الشهداء الأبرار الذين سطَّروا بدمائهم أروع التضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن، فلولا تلك الدماء الطاهرة والنقية وتلك التضحيات العظيمة ما كنا هنا اليوم.