هدوء الثقة بالله أبرز سمات كلمة السيد الحوثي
.
بقلم د.يوسف الحاضري
لن أبحر في تفاصيل كلمة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي التي ألقاها بمناسبة مرور4أعوام صمود او أمسك جزء منها وأتعمق أكثر ، ولكن اكثر ما لفت إنتباهي في كلمته اليوم هو الوضع الهادئ له سواء في ملامح وجهه والتي كثرت ابتساماته سواء التطمينية او الأستغرابية من حال العدو وتصرفاته ومنطقه ، ايضا هدوء نبرة صوته والتي لم تكن ترتفع الا عندما يصل الى موضوع نفسية المرتزقة المنافقين لأنهم اسوأ جنس في الأرض ، وهذان الحالان الظاهريان للسيد من هدوء في نبرة صوته وملامح محياه الطاهر الهادئ له خلال أكثر من 70دقيقة يعكس حقيقة نفسيته الزكية وما يخفي فيها من أمور مستقبل ما سيحدث في اليمن على كل الأصعدة السياسية والعسكرية والأقتصادية وغيرها والتي بالفعل أظهرت ذلك كلمته والجوانب التي تطرق إليها والتي كانت اهمها (تهيئة الشعب اليمني لبناء اليمن بما يتناسب مع هويتنا اليمانية ) وهذه الرؤية السديدة التي جاءت من حكيم اليمن وسيده عبدالملك الحوثي والتي لم تأت جزافا او ضمن الحروب الأعلامية والنفسية وانما هي أمتداد لكل رؤاه السابقة التي بدأت ببداية قيادته للمسيرة القرآنية ثم قيادته لليمن ثم قيادته للتصدي للعدوان العالمي وفي كل مره كان لا يقول الا قولا سديدا لذا جاءت كل النتائج اعمالا صالحه وتحركات سليمة حصادها النهائي (بناء النفوس للشعب اليمني بناء كاملا وشاملا ليصبح مهيئا ليقصم ظهر العدو ويفشله ويكسر شوكته ويدير الدولة وينشر الرؤية السليمة للعالم أجمع بما تقتضيه المسئولية الدينية ) وهذا بالفعل ما كنا عليه وما سنكون عليه فسنن الله لا نجد لها تبديلا بل هي ثابتة .
إبتسامات توزعت من فينة إلى اخرى تارة عندما يتكلم عن الصمود الاسطوري للشعب وتارة عندما يتكلم عن الولاعة التي دمرت أعتى اسلحتهم وتارة عند الحديث عن تخبط العدو في معركته السياسية معنا وتارة عند دعوته للشعب اليمني لأحياء مرور 4 اعوام صمود ،أما بشاشة وجهه فهي ترسل بشارات للانسان اليمني الصابر المصابر المرابط المجاهد المتحرك الواعي بأن الحصاد قاب قوسين أو أدنى اذا ما استمرينا في إمداد الجبهات بالرجال والمال خاصة وأن العدو منهار ومتخبط وقلوبهم شتى وصراعهم الخفي سينفجر للعيان في اي لحظة فالكل يتحسس ضياع وتلاشى اهدافه الخاصة .
عندما يلقي القائد كلمة في مستهل عام خامس لحصار عالمي بربري غاشم وعدوان عالمي متوحش واجرامي لم يسبق له مثيلا في التاريخ في ظل ضروف اقتصادية متدهوره واوضاع صحية وخدمية وغيرها مدمرة ونجد نفسيته الظاهرة في ملامح وجهه ونبرات صوته وابتساماته المتكرره تشرح مدى الطمأنينة لله وبنصر الله وبتحقيق وعده لنا فإن ذلك يثبت مجددا خاصة للعمي بصيرة أن هذا الرجل استثنائي واستثنائيته منبثقة مما أستمده من توجيهات الله في القرآن الكريم والتي انسلخ منها الكثير فاصبح متبعوه استثنائيين والأنقياد خلفهم من موجبات الحفاظ على الإنسانية التي خلقنا بها فهو دائما يدعو للعزة وللكرامة ولإباء الظلم والعبودية ويصف بكل هدوء أمريكا بعنجهيتها وجبروتها الذان أخضعا العالم لها بأنها (رأس الشر وكل مشاكل في الأرض وان ارجاعنا لوصايتها ابعد عليهم من عين الشمس ) ليس من منظور التحدي المغلف بالمغامرة فالسيد اوصل اليمن وابناءه الى منزله السمو أرفع وأعز من هذه الاعتبارات من خلال الاعتبارات الدينية الواضحة في القران الكريم والتي ترفع من متبعيها فوق كل اعتبارات اخرى سواء عسكرية او اقتصادية او غيرها .
ان قيادة كهذه احق ان يشد الرحال إليها من كل ممتلكي النفوس السوية السليمة والفطرة النقية من كل انحاء العالم لأنه ملهم الاحرار والاعزاء في الأرض فهنيئا لمن اتبعه وأختاره قائدا له ولا عزاء لمن مازال الكبر يتغلغل في قلبه والعمى يجثو على بصيرته والغباء يسيطر على عقليته .
#د_يوسف_الحاضري