وزير الدفاع: نحذر من التنصل عن اتفاق استوكهولم وخياراتنا مفتوحة
وزير الدفاع: نحذر من التنصل عن اتفاق استوكهولم وخياراتنا مفتوحة
حيّا وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي شعبنا اليمني العظيم وأبطاله الميامين منتسبي القوات المسلحة واللجان الشعبية بذكرى الصمود والانتصار الرابعة ضد العدوان الغاشم وبمناسبة تدشين العام الخامس من التصدي لقوى الشر والعدوان التي تحاول بائسة احتلال الوطن وكسر إرادة الشعب في الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال.. مؤكداً بأن العام الخامس من الصمود الوطني سيكون حافلاً بالانتصارات والمفاجآت المرعبة لقوى الغزو والاحتلال وركائزها وأذنابها من مرتزقة الخارج والداخل.
وتطرق وزير الدفاع في سياق حديثه إلى جملة من القضايا الوطنية السياسية والعسكرية الهامة.. مشيراً إلى الأطماع الاستعمارية الصهيوأمريكية في منطقة جنوب البحر الأحمر وفي باب المندب وعلى امتداد الساحل الغربي للجمهورية اليمنية التي تتعرض لعدوان كوني بسبب موقعها الجغرافي الحيوي المتميز على مستوى المنطقة والعالم, ونتيجة لخيارات الشعب اليمني الرافضة للوصاية والتبعية والهيمنة الخارجية الأمريكية الصهيونية البريطانية السعودية الاماراتية.. مشيداً بالصناعات العسكرية اليمنية التي فرضت عامل توازن القوى في معركة الدفاع عن سيادة ووحدة واستقلال الوطن, لاسيما في مجال التطوير التقني والتكنولوجي لقوة الردع الصاروخية والطيران المسير وجوانب تصنيع الذخائر وأسلحة القناصة متعددة المهام.. مؤكداً في حوار أجرته معه «26سبتمبر» بمناسبة الذكرى الرابعة للصمود ضد العدوان الغاشم بأن العدوان الهمجي على شعبنا قد حصد خلال الأعوام الأربعة الماضية هزائم وانكسارات وإخفاقات مريرة والقادم أعظم وأمرّ في حالة استمرار تمادي قوى الغزو والاحتلال في طغيانها الإجرامي بسفك دماء أطفال ونساء اليمن وتدمير البنى الخدمية الضرورية في الوطن ومواصلة حصارها الجائر على بلادنا المنتصرة بإذن الله تعالى عمّا قريب.. فإلى نص الحوار:
< بداية.. وشعبنا يدشن اليوم العام الخامس من الصمود الوطني في مواجهة العدوان الغاشم.. ماذا يحضركم القول بذكرى الصمود الأسطوري العظيم؟
<< بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله الأخيار الطاهرين..
وبدايةً نقف إجلالاً ومهابة وتقديراً للشهداء الأبرار الميامين ونترحم عليهم ونقرأ على أرواحهم الطاهرة الفاتحة, وندعو الله أن يبعثهم مع الأنبياء والصديقين أنه سميع مجيب.. وبالتالي نجدها فرصة سانحة لنحيي عبر صحيفتكم الغراء عموم منتسبي القوات المسلحة واللجان الشعبية المرابطين في مختلف مواقع العزة والكرامة والتضحية والفداء دفاعاً عن سيادة ووحدة واستقلال الوطن..
أن هؤلاء الرجال الأشداء- بمواقفهم الوطنية الشجاعة وكرم عطائهم في التضحية والفداء- يكتبون ببسالتهم وتضحياتهم فصلاً مهماً ومشرقاً من تاريخ الصمود والثبات.. تاريخ النقاء التاريخي ويتصدون برجولة نادرة لجحافل الغزاة والمحتلين وأرتال المرتزقة بكل حنكة واقتدار ويحولون بمواقفهم البطولية دون تنفيذ القوى الصهيونية العالمية لأجندتها العدوانية الاستعمارية الجديدة في الوطن والمنطقة العربية بأكملها, والتي اختارت أرض الإيمان والحكمة أرض الحضارة أن يفرضوا تلك الأجندة التآمرية القذرة على اليمن لكي تتحقق لهم أهدافهم المريبة الشيطانية الاستعمارية في السيطرة والهيمنة والتحكم بالمدخل الجنوبي للبحر الأحمر وخليج عدن, ولكن الأبطال رجال الرجال كانوا لهم بالمرصاد وتصدروا الموقف وقبلوا طواعية أن يكونوا السد القوي والسياج المنيع للذود عن الوطن والشعب والأمة..
وعلى العموم.. الأوضاع الراهنة في اليمن وفي المنطقة تبشر بالخير, ففي سوريا انكسرت شوكة الإرهاب وداعميه ومموليه, وفي شمال أفريقيا بدأت أيادي الاستعمار والتآمر تضعف, وفي العراق بدأت تذوب وتختفي الورقة الإرهابية التي هي صناعة أمريكية صهيونية بامتياز..
أما في يمن الصمود والبطولة.. يمن الرجولة والإباء يمن الأصالة والحضارة والتاريخ العريق, فإن الذراع الصهيونية في المنطقة وأدواتها النظامان السعودي والإماراتي فهاهم طوال أربعة أعوام وهم يحرثون في البحر ويتلقون كل يوم هزائم نكراء, ويعانون من انهيارات متوالية في الجوانب المعنوية والنفسية.. وتكاد المسبحة تنفرط جراء توالي الهزائم والانكسارات التي تنزل على رؤوسهم كالصاعقة, ونجدهم اليوم ونحن على أعتاب العام الخامس من الصمود الأسطوري العظيم لشعبنا في أوضاع مزرية أكثر من أي وقت مضى بعد أن أصابت صفوفهم الانهيارات والخلافات والانشقاقات.. هؤلاء المعتدون يسيرون دون هدى والرؤية أمامهم مضطربة, وكل يوم تتكشف مخازيهم وأكاذيبهم وادعائهم رغم كل ما حشدوه من إمكانات عسكرية ومادية ضخمة وغير مسبوقة في تاريخ المنطقة المعاصر وحقيقة نقول:
نحن دعاة سلام.. في المقام الأول.. نحن أصحاب حق.. نحن من ذهب إلى مشاورات السلام في ستوكهولم.. نحن حريصون على الشعب وعلى أمنه واستقراره.. وعلى إخراجه من عنق الزجاجة.. أما أولئك فإنهم ذهبوا إلى استوكهولم تحت قرصة أذن, بعد أن أراقوا كرامتهم المهدرة على شواطئ الحديدة, وانسحقت قواتهم أمام بوابة تهامة وعلى امتداد الساحل الغربي.. كانوا يظنون أنهم قادرون على فرض معادلة جديدة عنوانها اقتحام الحديدة ولكنهم انكسروا وتبعثروا ولم يفيقوا من أضغاث أحلامهم إلا وقد ذهب الآلاف منهم ضحايا محرقة حربهم العدوانية الهمجية التي أشعلوها وذاقوا من لهيبها ما جعلهم اليوم يعيدون التفكير ألف مرة..
من البداية قلنا لهم تعالوا إلى سلام مشرف سلام ندي .. قلنا لهم نفوسنا كريمة وأرواحنا طيبة تعالوا إلى اليمن كيمنيين نتحاور ونصل إلى أرض مشتركة من التفاهمات, جامعنا يمن قوي وموحد.. يمن عزيز كريم بعيداً عن الوصاية والهيمنة, ونحن نقسم بالله أننا نتأسى على أحوالهم وأوضاعهم, لأنهم في ختام المطاف يمنيون ويصيبنا الألم عندما نرى أبناء جلدتنا وإخواننا يتمرغون في ذل الغزاة والمحتلين, ولكن ماذا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله.. وحسبنا الله ونعم الوكيل,أما الغزاة والمحتلون فليعلمون أنهم أدوات رهان خاسرة للصهيونية العالمية وها هو العالم كله يتابع مهازل ترامب وما يمارسه من ابتزاز لخزائن النفط السعودي الاماراتي إضافة إلى كل تلك التصرفات الناقصة التي تصدر منه بحق هؤلاء العملاء وتعاليه عليهم وهم يتخبطون ولا يجدون ملاذاً من السطوة الأمريكية الخانقة التي تجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية, ولم يشفع لهم حتى ذهابهم المكشوف إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني وإلى إعلان الانحياز إلى صف العدو الإسرائيلي ضد القضايا العربية المصيرية وفي مقدمتها قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية, والعالم أجمع تابع ذلك الارتماء إلى أحضان الصهاينة وإلى خطب ودهم والتهافت للحظوة بالرضا الصهيوني, فهل بعد هذا مذلة وهل بعد هذا خضوع وخنوع..
وما نراه من تنمر لدول الغزو والاحتلال على اليمن ليس إلاّ لتغطية عجزهم الفاضح في إدارة شعوبهم وفي الوقوف في الصف القومي العربي والإسلامي ضد أعداء الأمة, في محاولة بائسة منهم للحفاظ على عروشهم المتهاوية التي أصبحت بفعل ممارساتهم العدائية التآمرية الحاقدة على شعوب الأمة قاب قوسين أو أدنى من السقوط المخزي في مزبلة التاريخ..
< أخي القائد أخذتنا إلى عمق مأساة العرب والمنطقة .. دعنا نعود إلى واقعنا اليمني وما نعانيه.. وما يتوجب علينا من استحقاقات المرحلة؟
<< قضية اليمن.. وقوتها ومشكلتها ودواعي هذا التكالب عليها هو خوف الصهاينة وأدواتهم في المنطقة من المخزون البشري اليمني المتوثب, ومن الموقع الاستراتيجي المهم والخطير على أهم منفذ مائي يتوسط العالم, لذا نحن اليمنيين ندفع ثمن مواقفنا الوطنية السيادية.. وثمن إطلالتنا على أهم مجرى ملاحي ومضيق بحري في العالم.. وكما كنا على الدوام سنبقى على جهوزية عالية واستعداد دائم لقيادة المواجهة والسير في دروبها لعقود قادمة من السنوات, لأن الصهاينة والأمريكان لم يتركوا لنا خياراً آخر.
إما التركيع والإذعان والخضوع والاحتلال.. احتلال الأرض والسيطرة على الإرادة, وإما المواجهة فهل نختار الخضوع والخنوع واحتلال الأرض والإرادة فهل نقبل بهذه المذلة والمهانة؟ أم نحمل السلاح ونواجه.
فهل يقبل الأمريكي من يملي عليه مواقفه, وهل يقبل الفرنسي من يأتي ليهيمن على باريس وهل يقبل البريطاني أن يأتي من يفرض املاءاته على لندن.. فكيف يطالبونا بقبول ما لا يقبلون هم به.
نحن شعب عريق أبي كريم المعتدى علينا منذ أربعة أعوام وعلى رؤوس أطفالنا وأحيائنا السكنية ألقيت آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ ومنها المحرمة دولياً نحن تعرضنا وما زلنا نتعرض لأبشع حصار خانق.. نحن نتعرض إلى التجويع لكسر إرادتنا, وها نحن نقول لهم وسنظل نقول لهم لن تكسروا إرادة اليمنيين, ولن نركع إلا لخالقنا العظيم رب الأرباب الحكيم العزيز.. ولن نقبل بالذل والهوان والاستسلام..
< ما هي خيارات اليمن في المواجهة وخاصة إذا واصل تحالف العدوان الغاشم تعنته وأفشل اتفاق ستوكهولم؟
<< نحن من قلوبنا نتمنى أن يسدل الستار على هذا العدوان وأن ينتهي طغيان وعنجهية المعتدين وجرائمهم بحق شعبنا, وأن يدعونا نبني بلادنا وإلى إعادة أعمار وطننا وإلى الارتقاء بأوضاع شعبنا, نحن نتمنى السلام ونعمل من اجل إحلاله.. وبذلنا كل جهد ممكن وقدمنا تنازلات من أجل اليمن ومن أجل هذا الشعب الصامد الصابر المحتسب.. وقبلنا بمخرجات استوكهولم, ولكن إذا ركب العدوان رأسه وسعى إلى التنصل من استوكهولم, فلا عتب علينا, فإذا فرضت علينا استمرار المواجهة.. نحن لها ونحن فرسانها, ويا أخي الكريم إلى الآن لم يتوقف العدوان, وإلى اللحظة لم تتوقف هذه الحرب العدوانية العبثية على أرضنا.
أما خياراتنا فهي مفتوحة على كل الاحتمالات ونمتلك القرار والإرادة والمقدرة بإذن الله على تركيع العدوان وعلى بعثرة تحالفاته فلن تنفعه موارده الواسعة حتى لو اشترى ذمم اهل الأرض.. نحن أهل حق.. والله العزيز الجبار إلى جانبنا هو ناصرنا وهو سندنا وإليه الأمر كله وهو حسبنا ونعم الوكيل..
< ماذا عن الخيارات الإستراتيجية التي تمتلكونها.. وهل هناك مفاجآت كما أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة؟
<< في بداية شن العدوان على أرض الأيمان والحكمة على أرض الحضارات ساورته الظنون أنه قد حسم الأمر وأن الكفة مالت إلى صالحه فتمادى أكثر ولكنه أفاق وصواريخنا تدق بشده أبواب قصر اليمامة في الرياض.. ثم أفاق وطائراتنا المسيرة تضرب دبي وتصل إلى أبعد مدى قد يتصوره..
وأصبحت معسكراته في جيزان وعسير ونجران وفي الطائف مزاراً لصواريخنا الباليستية ولم يعصمهم منها لا شبكة صواريخ الباتريوت التي وقفت عاجزة ولم توفر لهم أية حماية!!
ولن تكون عواصمهم ومدنهم وقواعدهم العسكرية ومنشآتهم الاقتصادية الحيوية بمنأى عن يدنا الطولى طالما ظلوا ينتهكون سماءنا وطالما ظلت طائراتهم العدوانية تمتد بأذرع القتل والتدمير نحو أطفالنا ونحو أحيائنا السكنية.. نحن نتجه إلى السلام وإلى نزع فتيل الحرب لكن أيدينا على الزناد لنحمي كرامتنا ونحافظ على قيمنا.. فلن نقبل بعد اليوم وصاية ولن نسمح لأيدي التدخلات أن تمتد إلى قرارنا الوطني السيادي المستقل يجب أن يكون هذا مفهوماً للجميع, إن اليمن لم تعد الفناء الخلفي لأية قوى إقليمية ولن تكون بإذن الله.. طالما ونحن نسير مع قيادة روحية, إنسانية ووطنية وإسلامية مثل السيد المجاهد الصامد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة.. قائد التحولات التحررية العظيمة في المنطقة.. القائد الذي قال: لا.. لقوى الهيمنة والاستكبار.. القائد الذي قال: لا للطغاة والصهاينة.. القائد الذي قدر الله له ان يقود الأمة في هذه المرحلة المفصلية الخطيرة وكان نعم القائد.. ونعم الحكيم ونعم المجاهد الصادق حفظه الله من كل مكروه.. وأمده الله بالصحة..
ولنا كل الفخر أن نهتدي برؤى وحكمة هذا القائد العظيم والرائد الذي لم يكذب أهله..
اليمن بخير.. وقريباً سترتفع غُمّة وبلاء العدوان الذي بدأت ملامح انكماشه تلوح في الأفق.. وبشائر النصر العظيم ستهل قريباً وينكسر العدوان والمعتدون بإذن الله.
< بذكرى الثبات والصمود نود أن تعطونا لمحة عن جبهات القتال والمواجهة مع العدوان؟
<< لله الحمد .. جبهاتنا صامدة قوية .. بل لدينا الكثير من مقومات الثبات, ومقومات إدارة معركة النفس الطويل ضد هذا العدوان الغاشم وتحالفه الاستكباري الشيطاني.. ولدينا قادة عسكريون ومجاهدون ومقاتلون أجادوا إجادة عالية إدارة المواجهات مع عدوان كوني أمتلك كل إمكانات القوة والأسلحة, ولديه أوسع دعم لوجيستي ووظف موارده للحشد في الفضاء والبر والبحر ولكنه عجز عن الحسم طوال أربعة أعوام, وبإذن الله سوف يواصل عجزه الفاضح في تحقيق أو انجاز أي انتصار.. لأنه عدوان غاشم ولا حق لديه, وكل مبرراته واهية وكاذبة وقائمة على الافتراء والبهتان, والله لا يقف مع الكاذبين والطغاة والمعتدين, مهما كانت وسائلهم ومهما بلغ حجمها, لذلك سيظلون بإذن الله الطرف الأضعف والطرف الأوهى والمتخاذل والمنكسر في ميادين المواجهة والمعارك..
< كيف نقرأ ما يجري اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة من أحداث ومتغيرات؟
<< الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة تعيش حالة غليان شعبي متصاعد تنذر مؤشراتها على الأرض بثورة شعبية مسلحة ضد التواجد الاحتلالي السعودي الإماراتي ومن يقف وراءه من القوى الاستعمارية البريطانية الامريكية الطامعة باحتلال اليمن وتمزيقه إلى كنتونات هشة وضعيفة .. كما كان عليه الحال في المحافظات الجنوبية والشرقية إبان الاستعمار البريطاني الذي تم دحره بثورة تحررية مسلحة هي ثورة الرابع عشر من أكتوبر 63م التي انتصرت ضد المستعمر الغازي بفضل تضحيات شعبنا اليمني من أجل الحرية ونيل الاستقلال الناجز في الـ30من نوفمبر 1967م.
إن ما يجري في المهرة وسقطرى وغيرها من المحافظات المحتلة من أحداث ومتغيرات ومستجدات هي في مجملها تجسيد للإرادة اليمنية الرافضة لتواجد الغزاة والمحتلين الجدد الذين مصيرهم الحتمي الاندحار والهزيمة, وقريباً بإذن الله تعالى ستنطلق شرارة الثورة المسلحة ضد قوى الغزو والاحتلال المدعومة بإرادة شعبية تحررية عارمة تشارك فيها كل مناطق ومدن ومحافظات الجمهورية اليمنية ولنا في الماضي البعيد والقريب دروس وعبر كان ينبغي لقوى الغزو والاحتلال استيعابها مبكراً, أما اليوم وقد تورطت بقتل اليمنيين فالجزاء والعقاب سيكون وارداً وحتمياً إذا لم تعد النظر في حساباتها الخاطئة وترحل من كل شبر من الوطن كما رحلت من قبلها القوى الاستعمارية وإمبراطورياتها البريطانية والتركية ومن سبقهما مدحورين اذلاء تلاحقهم لعنات التاريخ, ولذلك كله نؤكد للجميع بأن الجمهورية اليمنية في نهاية المطاف وعمّا قريب سوف تنتصر على القوى الاستعمارية الجديدة, لأن الإرادة الشعبية التحررية الاستقلالية هي الأقوى من كل رهانات الأعداء.
< اليوم.. بعد أعوام أربعة مضت.. ترى ما الذي تحقق للقوات المسلحة.. وهي تخوض غمار هذه المواجهة؟
<< الشيء الأبرز الذي تحقق للقوات المسلحة كمؤسسة عسكرية دفاعية هو وحدتها ووحدة القرار العسكري فيها، بعد ان كانت قوات ووحدات قرارها مشتت، وهذه المسائل تؤكد مدى أصالة هذه المؤسسة العسكرية التي انحازت إلى انتمائها الوطني الواسع كمدافعة عن سيادة اليمن وعن القرار الوطني السيادي ووقفت جنباً إلى جنب مع إرادة الشعب في الحرية والكرامة والاستقلال.. هي اليوم قوات مسلحة يمنية تدافع عن الوطن، وتواجه العدوان الخارجي وتتصدى للأذرع الداخلية التي اصطفت إلى جانب العدوان، وقاتلت وتتآمر ضد شعبها ووطنها..
أما المسألة الأخرى فإن القوات المسلحة اليمنية اليوم تؤدي مهامها الدستورية والسيادية في الدفاع عن الوطن في إطار المواجهة التاريخية ضد عدوان خارجي، وما أود أن أؤكد عليه في هذا السياق ان القوات المسلحة رغم كل هذه المخاطر وكل هذه التحديات لم تهمل التأهيل العلمي العسكري والإعداد والتدريب، بل ان فاعلية الإعداد والتدريب والتأهيل العسكري مستمرة على قدم وساق في الوقت الذي تخوض فيه كل معاركها وقتالها ضد العدو ووحداته العسكرية ومرتزقته المحليين والمستجلبين من أصقاع العالم..
ويكفي أن نشير إلى مسألة التصنيع العسكري الذي قطعنا فيه شوطاً مهماً, فصواريخنا المتعددة من قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى تشهد بأننا انجزنا الكثير كقوات مسلحة وكقيادة عسكرية عليا وقيادة عسكرية ميدانية.. ولولا هذا العدوان الغاشم وحصاره الجائر لشهدت القوات المسلحة طفرة كبيرة في التنظيم والتصنيع والبناء العسكري النوعي في مختلف الجوانب.. ولكن تحديات العدوان خدمتنا في الابتكار والصناعات العسكرية، وفي إدارة القتال بأساليب جديدة لم يكن العدوان يتوقعها ولم ولن يستطيع مواكبتها.. لذلك نقول بكل فخر واعتزاز بأن الصناعات العسكرية الوطنية المتطورة استطاعت إيجاد عامل التوازن القوي.. وغدت القوة الصاروخية والطائرات المسيرة قوة ردع أذاقت قوى الشر والعدوان الهزائم المريرة وبهذه المناسبة نؤكد بأن هناك الكثير من الانجازات في هذا الجانب وبما يمكن قواتنا في تحقيق المزيد من الانتصارات وخوض المعارك الدفاعية والهجومية بكفاءة واقتدار عاليين.
< عام خامس من العدوان.. ما الذي يحضركم لقراءة هذه المرحلة؟
<< نحن اليوم نقف بكل كفاءه وبكامل جاهزيتنا العسكرية والقتالية, وتأهبنا الدائم ومعنوياتنا عالية تعانق قمم جبالنا الشماء العظيمة علواً وقوة وصلابة..اليوم ندشن مع شعبنا العظيم عام الصمود الوطني الخامس بمزيدٍ من الثبات ومن المقدرة العالية على إدارة المعارك في مختلف جبهات القتال, ونحن اليوم أكثر اقتداراً وعزماً وإرادة وقوة من الأعوام الأربعة الماضية..أرواحنا مفعمة بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ومؤمنة بقضايانا العادلة .. ونمتلك كامل الإرادة الحرة في مواجهة المعتدين, وفي مواصلة التصدي لاعتداءات تحالف العدوان لنصف قرن قادم, إذا تمادى بغطرسته وصلفه وواصل اعتداءاته على شعبنا ووطننا.. وعلى المعتدين ومن لف لفهم أو ساندهم أن يكونوا على بينة أنهم أمام شعب يمني أصيل لم يقبل.. ولن يقبل بالخضوع لإرادة العدوان ومتحالفيهم وداعميهم ومسانديهم مهما تلونت وتعددت أساليب العدوان وتآمراتهم.
هذا ما يجب أن يكون هؤلاء الغزاة المحتلون ومرتزقتهم على يقين منه.. ومن أول وهلة للعدوان كان ينبغي على المعتدين أن يدركوا ذلك وأن يجنبوا أنفسهم المهالك التي وقعوا ومازالوا يقعون فيها.. ودروس التاريخ اليمني تؤكد لكل جاهل معنى أن اليمن مقبرة الغزاة..
وإذا كانوا أو أرادوا إن يستمروا في طغيانهم وفي غيهم فليس أمامهم غير السير في الطريق إلى الجحيم الذي اختاروه لأنفسهم..أما نحن اليمنيين الأحرار فليس لدينا لأولئك الغزاة المعتدين غير نيران أسلحتنا التي أصبحت قادرة على الوصول إلى قصورهم وإلى عمق عواصمهم ويبدو انها هي اللغة التي ستوصلهم إلى فهم استحالة انكسار الإرادة اليمنية الوطنية الحرة التي تأبى الضيم وتكره الظلم وتقاتل باستماته كل همجية وطغيان وعدوان وغزو واحتلال.
< معارك الساحل الغربي.. كيف تقرأونها بأبعادها الإقليمية والدولية.. لاسيما وأن العدوان يدخل عامه الخامس؟
<< الساحل الغربي لليمن بكل امتداداته من موانئ ومن منافذ بحرية.. وتحكمه بالممرات الملاحية الدولية وبمنفذ مضيق باب المندب.. وهذا هو أساس مشكلة العدوان وتحالفاته.. وهو أساس الأطماع الصهيونية للكيان الصهيوني الذي لا يخفى على قارئ حصيف أو متابع منصف للأوضاع, ولذا فإن الرؤية لهذه الحرب العدوانية يجب أن تمتد إلى مخرجات مطابخ المخابرات الصهيونية الأمريكية البريطانية, وإلى الأجندة الصهيونية العالمية التي تريد أن تجعل البحر الأحمر منطقة نفوذ صهيونية أمريكية, ولذلك هم من أشعلوا هذه الحرب القذرة, وهم من دفع بالقوى المرتهنة بهم إلى تبني وإعلان هذه الحرب العدوانية وهم الذين وفروا لها الغطاء الدولي, وهم من سهلوا استصدار القرارات الدولية من الأمم المتحدة..
ولذلك رغم مرور أربعة أعوام من قتل وتدمير وصبر وصمود ومواجهة من شعبنا اليمني العظيم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم الشيطانية الاحتلالية, ولن يتمكنوا بإذن الله طالما ظلت الدماء تجري في شرايينا وطالما ظلت أيادينا ممسكة بالزناد..
ولهذه الأسباب التوسعية والاحتلالية والمطامع والرغبة المحمومة لغرض الهيمنة على المنطقة بدءاً من باب المندب فإن الحرب العدوانية ستتواصل.. وما الادعاء بالرغبة في السلام وفي إيجاد حلول لما يجري في اليمن إلا ذر الرماد في العيون, والعدوان وتحالفه يمارس الكذب على المكشوف.. ويتحين كل فرصة لفرض واقع عسكري يناسب أطماعه ويجاري اجندته العدوانية..
أما الساحل الغربي والقتال وإدارة المعارك والمواجهات فيه, فإنها قد أصبحت مهلكة مؤكدة لقوى العدوان ومرتزقتها، وجرى فيها استنزاف قدرات الأعداء في مختلف جبهات المواجهة حتى أصبح الساحل الغربي مصيدة تلتهم العدوان ومرتزقته الذين دفع بهم إلى محارق مؤكدة.. وجثث وأشلاء قواتهم وركام آلياتهم شاهدة على تلك المحرقة التي دخلوها بأنفسهم وهم حتماً سوف يصلون إلى الانهيار التام أن لم يتراجعوا عن مواقفهم المتعنتة!!
< ما الذي تقرأه في ستوكهولم والحديدة -المدينة والميناء.. والمواقف المشنجة لقوى الارتزاق ومن يقف وراءهم؟
<< الحديدة.. الميناء والمدينة هي الرئة التي يتنفس من خلالها اكثر من 24مليون مواطن يمني, وهي الرافعة الاقتصادية لشريحة اقتصادية واجتماعية واسعة.. وهناك محددات تم الاتفاق عليها .. ويتضح أن الطرف المعتدي يريد فرض واقع جديد, واختلاق المزيد من الذرائع للتملص من تنفيذ الاتفاق, ونحن ندرك جيداً نوايا المحتلين الغزاة ومآربهم الخبيثة وخداعهم ومكرهم, ولكن شعبنا وقواته المسلحة ولجانه في يقظة مستمرة ودائمة لمواجهة كافة الاحتمالات.
< كلمة تودون قولها بهذه المناسبة؟
<< الكلمة لدينا موقف والموقف سلوك.. نعاهد شعبنا وقيادتنا الثورية والسياسية العليا على بلوغ الهدف الاستراتيجي للجمهورية اليمنية المتمثل في الانتصار الكامل غير المنقوص للوطن ووحدته واستقلاله وكرامة وعزة أبنائه.. ونتوجه لشعب الصمود وأبطاله الميامين في كل رابية وجبل وسهل وفي مختلف الجبهات بالتحايا.. مؤكدين بأن القادم سيكون نصراً عظيماً لليمنيين على امتداد تراب وطنهم شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً.. ونقول عام الصمود الوطني الخامس سيكون حافلاً بالانتصارات المجيدة ضد الغزاة المحتلين ومن يدور في فلكهم ومليئاً بالمفاجآت التي تسر كل أحرار اليمن..
ولنمض قدماً صوب الانتصار للإرادة اليمنية التي لن تنكسر, بل تنتصر دوماً بإذن الله سبحانه وتعالى, والرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار الذين صنعوا بدمائهم الزكية مآثر خالدة سيدونها التاريخ في صفحاته المشرقة بحروف من نور.. والنصر كل النصر لليمن وشعبه الصامد المكافح الشامخ بتلاحمه وتكاتفه ومواقفه الوطنية الشجاعة ضد قوى الشر والعدوان التي سقطت كل ذرائعها وأطماعها على جبهة الصمود الأسطوري والتلاحم الشعبي المتين وشجاعة وتضحيات الأبطال الميامين منتسبي القوات المسلحة واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء الأحرار.. كما يسعدني أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل العاملين بواسائل الإعلام الوطني وفي مقدمتها منتسبو دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة وكل وسائل الإعلام العسكري والحربي على جهودهم المبذولة في مواجهة الإعلام التضليلي للعدوان ومرتزقته.
*صحيفة26سبتمبر