المنبر الاعلامي الحر

الجنوب يختار التحرير بعد 4 أعوام من العدوان والاحتلال

 
أنس القاضي
 
يتصاعد الحراك اليمني العام، النزَّاع إلى المقاومة، مع دخول العدوان عامه الخامس، وهو حراك ينشط في الواقع اليمني الملموس، وفي حقل الوعي الاجتماعي للشعب اليمني، الذي لم تعد تنطلي عليه ذرائع العدوان، ويؤكد هذا النشاط العملي والنفسي والفكري المقاوم، بأن سير حركة التاريخ تميل إلى الوحدة اليمنية، ضد اطماع وتوجهات، دول التحالف الاستعمارية.
 
هناك مغزى مهم لتقارب انشطة وأفكار وقناعات الأوساط الاجتماعية اليمنية في الجنوب والشمال، فهذا التقارب والاتفاق على خطورة العدوان والاحتلال يمهد لحل سائر القضايا اليمنية على قاعدة وطنية توافقية بعيداً عن الأطماع الخارجية.
 
ان الموقف الرافض للحرب الاستعمارية التوسعية يتراكم على مدى اربع سنوات من العدوان، حيث مس ضرر هذه الحرب العدوانية وشمل كل اليمنيين، كما تسبب العدوان بمعاناة خاصة على أبناء المناطق الجنوبية والشرقية التي تسيطر فيها قوات الاحتلال والميليشيات الاجرامية المرتزقة.
 
يُمثل مجلس الحراك الثوري في جنوب الوطن، نموذجاً للحالة الشَعبية الرافضة لتحالف العدوان، وأصبح هذا المكون أحد القنوات التي تصب فيها حماسة الجماهير في المحافظات الجنوبية وسخط هذه الجماهير من واقع الاحتلال والهيمنة الاجنبية ومن انهيار الأوضاع الاقتصادية والخدمات العامة في المناطق المحتلة.
 
منذ بداية العدوان رفض مجلس الحراك الثوري بزعامة حسن باعوم الاشتراك في مخططات التحالف.كما رفض الزج بأبناء المحافظات الجنوبية في حروب تصب بمصلحة دول العدوان والحكومة العميلة.
 
إن موقف رفض الزج بإخوتنا الجنوبيين في حروب تخدم الاطماع الاماراتية والسعودية، هذا الموقف الذي تبناه حراك بعوم منذ بداية العدوان، يجعله يبرز أمام الجماهير الشعبية في المحافظات اليمنية الجنوبية كمكون أمين على القضية الجنوبية. حيث اثبت الواقع في الجنوب مصداقية تحذيرات باعوم من حرق ابناء الجنوب في حروب العدوان، وهي ذات التحذيرات التي كان يُحذر منها الوطنيون اليمنيون وفي مقدمتهم قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي.
 
عكست المظاهرات التي تفجرت عفوية في جنوب الوطن عن مدى السخط الاجتماعي على تحالف العدوان. وقد برز في محافظة المهرة حراك شَعبي وقبلي واسع ضد تحالف العدوان، وتُعد المحافظة أحد المناطق اليمنية المهددة بالتوسع والاحتلال السعودي المباشر، حيث تعمل المملكة السعودية بمنطق القوة والاحتلال على مد أنابيب نفطية عبر المحافظة وصولاً إلى سواحل البحر العربي.
 
تَلقى المطامع السعودية في محافظة المهرة مقاومةً شديدة من أبناء المحافظة الذين ينظمون أعمالاً احتجاجية دفاعا عن السيادة الوطنية، تتطور الأوضاع في محافظة المهرة إلى تصادم أبناء المهرة مع القوات السعودية وكذا القوات العسكرية التابعة للحكومة العميلة، حيث ان مد انبوب النفط بالنسبة للسعودية أحد أهم أهدافها من العدوان، إلا أن هذه الاطماع الإحتلالية السعودية في المهرة وغيرها من المحافظات اليمنية في جنوب الوطن، ستلقى مقاومة يمنية شرسة من ابناء الجنوب والشمال معاً.
قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com