اتفاق دماج وما يجب الآن
يمني برس _ بقلم / عبدالوهاب الشرفي :
في دماج كانت هناك فتنه ووصلت الى المواجهات المسلحة وكان هناك دماء كلها مؤمنه تنزف , ومنذ البداية دعوت ودعا غيري للتدخل بين الطرفين المتقاتلين هناك وفقا للآلية التي أمر بها الله عز وجل للتدخل بين اي فئتين مؤمنتين تتقاتلان , وهي العمل على الاصلاح بينهما والنظر في اسباب الخلاف وايجاد الحلول المناسبة له دون التسعير والتحشيد واستمرار نزيف الدماء و حينها لم يكن هناك آذن صاغية , وبعد اكثر من شهرين من الصراع المسلح حصل اتفاق بين طرفي الصراع يكفل إخماد تلك الفتنة وايقاف نزيف الدماء , وارتضاه الطرفين وباركته الدولة ووقع الجميع عليه وتم الشروع في تنفيذه .
من الواجب علينا ان نفرح ان هناك فتنة قد أخمدت وان نزيف دماء كلها مؤمنة قد توقف , وان هناك اتفاق قد تم بين الاخوة السلفيين في دماج وبين انصار الله والدولة ممثلة بلجنة الوساطة الرئاسية ممثله فيه .
من يرى انه قدم تنازلا اكبر فهو من يجب ان نشيّد به اكثر وان نظهر له احتراما وتقديرا اكبر , وان نحيي ما اقدم عليه من خطوة في سبيل اخماد الفتنة وحقن الدماء , وفوق ذلك هناك حي قيوم هو من يحب ان نعامله وهو عز وجل سيجزي خير الجزاء من سمى فوق آلامه وكبر على اوجاعه وقدم تنازلا ليصطلح متقاتلين كلاهما من امة محمد صلوات الله عليه واله .
الدور المطلوب من الجميع الان ان نجعل من هذا الاتفاق لبنة يتم البناء عليها لتوافق اوسع واشمل بين الاخوة السلفيين وبين انصار الله يلف مختلف جوانب العلاقة بينهما , ولتبدأ بينهما صفحة جديدة من التسامح والتعايش المستمر لما فيه رضى الله عز وجل وخير الطرفين وخير المجتمع وخير البلد .
الدولة ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية ولجنة الوساطة الرئاسية مطلوب منهم ان يفوا بالتزاماتهم التي التزموا بها للأخوة السلفيين في الاتفاق الذي بموجبه خرجوا من دماج , فواجب الدولة ان تسرع بتنفيذ ما التزمت به من تحمل تكاليف النقل والتأمين والتعويض ومعالجة كافة تبعات تنفيذ الاتفاق , والدولة حتى الان مقصرة بشكل ملحوظ وعليها ان تسرع لتقديم الاحتياجات العاجلة لهم الان و التي تبقيهم في الوضع اللائق حتى يتم ترتيب وضعهم بشكل نهائي .
الحل النهائي للإخوة السلفيين الخارجين من دماج يجب ان يراعى فيه ان يكون منهيا لمعاناتهم بشكل كامل وقاطعا للمشكلة برمتها , ولا مجال للحلول الارتجالية او المؤقتة او الجزافية , فهذا النوع من الحلول لن ينهي معاناتهم ولن ينهي المشكلة بل قد يفرّخ من المعانة معانات ومن المشكلة مشكلات , والاخوة السلفيين والمجتمع والوطن في غنى عن المزيد من المعاناة والمزيد من المشكلات , فمعاناة ومشكلات اليمنيين جميعا هي اساسا فوق الاحتمال .
يجب الانطلاق من التعاطي الصادق مع واقع المشكلة , والعمل على ايجاد الحلول بمراعاة الخصوصية لكل حالة من حالاتها , فهناك من تتطلب خصوصية حالته ان يعاد الى منطقته وأهله , وهناك من يجب إلحاقه بمؤسسات التعليم المناسبة له , وهناك من تتطلب خصوصية حالته إقناعه بالعودة الى دار الحديث بدماج , وهناك من يجب ان يؤمن لهم مؤسسة تعليمية مؤهلة تجمعهم في وضع تعليمي رسمي مناسب ومهيئ لمختلف الاحتياجات المرافقة , وهناك من تتطلب خصوصية حالته تسوية وضعه وفقا للنظام والقانون ليستمر, وهناك من يحتاج لا عادته الى بلده , وهناك من يجب مراعاة تسوية وضعه وفقا لنظام وقانون اللجوء لمن في اعادته الى بلده خطر عليه , وهناك بالطبع حالات متعددة يجب النظر اليها من منطلق الحل المثالي واللائق والمسئول والمنهي لمعاناة ومشكلة صاحبها من جميع الجوانب .
يجب ان يتم التعامل مع مشكلة الاخوة السلفيين من طلاب ومدرسي دار الحديث الخارجين من دماج وفقا للمسئولية التي تنهيها ولا تجعل منها منطلق لمعانة ومشكلات لحالاتها وللمجتمع وللبلد , وخصوصا ان هناك من يعمل على ان تستمر المعاناة وان تتوسع المشكلة لمآرب اخرى .
عبدالوهاب الشرفي