يتساءلون عمن قتلك!!
وسطي معتدل سموح واسع الأفق محب مقنع بكلمة طيبة من ورائها فكر عظيم..
فمن قتل رجلا لا مبرر أبدا لقتله!
عذرا أستاذي الجليل، لا أظن القاتل كان يقصدك أنت. وأظنه اضطر لأن يعصب قلبه، لأن يلفه بالأغلال كي لا يدمع، كي لا يتراجع عن قرار الإطاحة بك.
ولم يكن يقتلك، كان يقتل فيك مشروعا وليس مجرد مشروع. كثير من الناس يحملون مشروع دولة القانون دولة المواطَنة لكنك حملت الفكر الذي يؤسس لهذا المشروع، ويعلم ويقنع ويؤثر وينشر ويبسط ويفصل ويبني ويشق طريقا ويمشي ويرافق.. كنت تنقل فكرك لعقول الآخرين ووجدانهم بسهولة وبمحبة من يقدم وردة.
اثنان حين وجهت طلقات الرصاص إليهما كانت توجه لآمال ملايين البشر:
جار الله عمر، و د.أحمد شرف الدين.
ومع ذلك، ينتصر مشروع المواطنة ويتواصل وينتشر لأنه ؛ يمكن أن يطال الرصاص أبدانا لكنه لا يطال إرادات ولا آمالا، العكس إنه يحولها إلى رايات إلى غايات تتخلق في كل نفس حرة في كل مكان.
ربما كنت أعزي نفسي فيك وأنا أتساءل لماذا اليوم؟ الأستاذ واصل درسه إلى ساعة متأخرة من البناء والمثابرة. لم يحضر الاختتام كي يظل درسه مفتوحا.
أستاذي
كلنا لنا ساعة نرحل فيها لكن فينا من ساعته لا رحيل فيها أبدا.
طاب مقامك في الخالدين.
صبرا آل شرف الدين، مصاب الفقد عظيم وأما الشهيد ففي علّين.