مظاهرة صعدة: دماء الشهداء لن تضيع هدراً وبوصلة العداء لأمريكا لا يمكن أن تتغير والثورة مستمرة حتى إسقاط حكومة الفساد
وفاءً لدماء الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين وسائر الشهداء السابقين كانت ساحة التغيير بمحافظة صعدة وكما هي عادتها على موعد مع الآلاف من أبناء المحافظة والمناطق المجاورة لها إلا أنها هذه المرة اختلفت على سابقاتها من حيث الكيف والكم ، فلا الهتافات كانت هي التي تردد سابقاً ولا الخطاب هو نفس الخطاب السابق ، فالهتافات كانت يتضح من خلالها الغضب الجماهيري لاستهداف أستاذ القانون ورمز الدولة المدنية الدكتور احمد شرف الدين ، وكذلك الخطاب كان يحمل في عباراته الجزلة والقوية قيم أنصار الله وموقفهم المبدئي الثابت تجاه المستعمر الأمريكي وأدواته التكفيرية القذرة التي تستخدم السلطة ونفوذها لاستهداف اليمن أرضاً وإنساناً ، وتعمل لصالح المشروع الأمريكي في اليمن.
المتظاهرون أكدوا أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً وأن المسيرة القرآنية والثورة المباركة ماضية نحو تحقيق أهدافها مهما عمل الطغاة وأفسد المفسدون وتآمر المتآمرون.
المشاركون أيضاً أكدوا على أن استهداف الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين لم يكن الأول من نوعه فقد سبقها اغتيالات وقتل وأن هذه الأعمال هي ثمرة من ثمار الولاء لأمريكا والانبطاح لها والتعاطي بل والسكوت بل والتواطؤ من قبل حكومة ما يسمى بالوفاق العميلة في قتل اليمن أرضاً وإنساناً. مضيفين أن بوصلة العداء لأمريكا والصهيونية لا يمكن أن تتغير أو يحرف مسارها مهما كان حجم التضحيات، وأن الشعب مستمر في ثورته حتى إسقاط الحومة بل ومحاكمتها.
وعبر البيان الجماهيري للمسيرة وجه الثوار رسالة قوية للعدو جاء فيها ما يلي
{نقول للأمريكيين الذين أصبحوا يتدخلون في أدق تفاصيل الوضع في بلدنا ويحركون أذنابهم وخدامهم في صنع هذه الجريمة من قتل للأحرار وإثارة الفتن الطائفية .
نقول لهم : لن تزيدنا هذه الجريمة إلا استمراراً في المضي قدماً في مناهضة المشروع الاستعماري الأمريكي بحق الأمة الإسلامية وبحق بلدنا ولن تثنينا عن الوقوف في طليعة شعبنا حتى ينال حريته وكرامته ويرحل عن الظالمون والمستبدون .
المظاهرة عبر منبرها الاعلامي والثقافي تخللها العديد من القصائد الشعرية التي نعى فيها الشهيد الدكتور احمد شرف الدين ، في تأكيد على أن هذه الأعمال لن تستمر وأن هناك حدٌ لها إن لم يكن بالحوار فبالدفاع عن النفس بكل الوسائل الممكنة.
وفي نهاية المظاهرة تلي البيان الجماهيري إليكم نصه :
بيان مسيرة الوفاء لدماء الشهداء تسقط حكومة الفساد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله
{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون }
أيها الأخوة الأعزاء :
إيماناً منا بكرامة الإنسان وحرمة الدم ووفاء لجميع الشهداء وغضباً واستنكاراً للجريمة النكراء وهي اغتيال الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين رحمة الله تغشاه خرجنا اليوم وخرج كل الشرفاء والأحرار إلى ساحات الثورة وميادينها …
إن جريمة اغتيال الدكتور الشهيد أحمد شرف الدين تعد انتهاك صارخاً للدين والقيم والقانون ووصمة عار على جبين هذه الحكومة الفاشلة .
لقد تجاوزت هذه الحكومة حالة الفشل في إدارة أوضاع البلد إلى التآمر والتواطؤ وتوفير الغطاء للمجرمين ليمرروا مشاريعهم الهدامة والتي منها تصفية الأحرار والكوادر البارزة في بلدنا .
نؤكد من هذه المظاهرة على التالي :
أولاً : نؤكد استنكارنا الشديد لهذه الجريمة البشعة وما قبلها من جرائم الاغتيالات التي طالت الشرفاء من أبناء وطننا …
ثانياً : نؤكد أن هذه الجريمة جاءت ضمن مسلسل الاستهداف لنا منذ الحروب الست ، ثم جريمة قتل الشهيد الحمزي في ساحة التغيير ثم قتل الثوار من قبل جلاوزة الأمن القومي ، ثم محاولة اغتيال عبد الواحد أبو راس واستشهاد ثلاثة من مرافقيه ، ثم اغتيال الشهيد عبد الكريم جدبان، ثم اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين ، إن هذا يعتبر استهدافاً لمواقفنا من أمريكا وإسرائيل ومواقفنا الوطنية الشريفة والنزيهة في ساحات الثورة ومؤتمر الحوار الوطني من الفساد والظلم والغطرسة ونهب المال العام وتسخير الجيش لصراعات سياسية قذرة .
ثالثاً : نطالب بإسقاط ما يسمى بحكومة الوفاق التي لم نر في عهدها لا أمن ولا استقرار ولا حماية لشعبنا بل رأينا الجريمة واسترخاص الدم اليمني بشكل غير مسبوق في تاريخ شعبنا ، فلا هي حمت مواطنيها ولا هي سمحت للشرفاء بحماية أنفسهم في صنعاء ، أما رموز الظلم والفساد فهم من تمنح لهم التصريح بحمل السلاح ويتحول الأمن في صنعاء إلى وسائل تسهيل للجناة ومنفذي جرائم الاغتيال ليعودوا بسلام بعد كل جريمة لقد ضاق شعبنا ذرعاً بهذه الحكومة وآن الأوان لإسقاطها ، كما ننوه إلى أن اعتماد مؤتمر الحوار لوثيقة الضمانات مع بقاء هذه الحكومة الفاسدة إنما هو ترحيل للأزمة وتصعيد للمشكلة ولن يمثل ذلك أي حل .
رابعاً : نقول للأمريكيين الذين أصبحوا يتدخلون في أدق تفاصيل الوضع في بلدنا ويحركون أذنابهم وخدامهم في صنع هذه الجريمة من قتل للأحرار وإثارة الفتن الطائفية .
نقول لهم : لن تزيدنا هذه الجريمة إلا استمراراً في المضي قدماً في مناهضة المشروع الاستعماري الأمريكي بحق الأمة الإسلامية وبحق بلدنا ولن تثنينا عن الوقوف في طليعة شعبنا حتى ينال حريته وكرامته ويرحل عن الظالمون والمستبدون … { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.