صحيفة بريطانية تكشف عن تحالفات سعودية اماراتية مع فصائل متشددة في تعز
صحيفة بريطانية تكشف عن تحالفات مع فصائل متشددة في تعز
يمني برس – متابعات
اكدت صحيفة بريطانية إن العدوان على اليمن أصبح معقدا بسبب التحالفات التي تقوم بها السعودية والامارات مع الفصائل المتشددة في تعز وغيرها من محافظات البلاد.
واشارت صحيفة “التايمز البريطانية”، في تقرير لمراسلتها كاثرين فيليبالى ان الكونغرس الامريكي صوت لصالح وقف الدعم العسكري الأمريكي للتحالف السعودي ،مع أن القرار لم يدع إلى وقف صفقات السلاح مع السعودية والتي وصلت في عام 2018 إلى 17 مليار دولار.
ومثلما اتهم ولي العهد أو كما يعرف بـ (م ب س) بقتل خاشقجي فهو الذي هندس الحرب على اليمن. وتقول الصحيفة إن عدة دول أوروبية بما فيها هولندا قررت وقف بيع السلاح إلى السعودية، خلافا لبريطانيا التي تواجه معركة قضائية بشأن قانونية تصدير السلاح إلى السعودية.
فمنذ الحرب التي شنت عام 2015 أصدرت الحكومة البريطانية تصريحات بيع سلاح للمملكة بقيمة 4.7 مليار دولار، منتهكة قوانينها التي تحظر عليها بيع السلاح عندما يكون هناك خطر واضح يمكن استخدامه في الإنتهاكات للقانون الدولي الإنساني التي تقول الأمم المتحدة إنها تحدث في اليمن ضد المدنيين.
ومع استمرار الشجب الدولي للحرب إلا أن السعودية لم تظهر أنها راغبة بوقف الحرب التي شنتها قبل أربعة أعوام.
وفي الوقت نفسه أبدت كل من واشنطن ولندن ترددا في وقف الدعم عن الحليف السعودي. فمن المتوقع استخدام الرئيس دونالد ترامب “الفيتو” ضد قرار الكونغرس رغم دعم الحزبين له واستناده على قانون صلاحية الحرب.
أما جيرمي هانت، وزير الخارجية البريطاني فقد دافع عن صادرات بريطانيا للمملكة قائلا إنها تعطي بريطانيا نفوذا ستفقده لو توقفت عن بيع السلاح، وقاد هانت جهدا دبلوماسيا لوقف النزاع وسافر إلى ستوكهولم والتقى مع الحوثيين الذين يقوم التحالف السعودي بمحاربتهم، وكان بذلك أول مسؤول غربي يلتقي بهم.
وفي رحلة الشهر الماضي إلى عدن حذر هانت من امكانية انهيار الإتفاق الذي وقع في ستوكهولم، حالة لم يحدث تقدم على الأرض، وهناك شك في إمكانية نجاح العملية السلمية.
وقالت هيلين لاكنر، الخبيرة بالشؤون اليمنية والتي تقدم الإستشارة للدبلوماسيين البريطانيين ” الدبلوماسية تعمل عندما ترغب الأطراف المتحاربة بنجاحها” و “هم لا يريدون نجاحها”، ويتذكر مصطفى نعمان، نائب وزير الخارجية السابق والمقرب من المفاوضات زيارة إلى الرياض عام 201 بناء على طلب من محمد بن سلمان حيث تباهى السعوديون حينها أن الحرب ستنتهي في أسابيع “لقد طالت أكثر مما توقعوا، السعوديون أو الإماراتيون”.
وتعلق فيليب أن الحرب التي بدأت كنزاع محلي أصبحت مع مرور اليوم معقدة، فأعضاء المجلس الإنتقالي الجنوبي المرتبط بالإمارات يقومون بزيارة العواصم الأوروبية مطالبين بمقعد على طاولة المفاوضات، وفي الحرب عقد السعوديون والإماراتيون تحالفات مع فصائل إسلامية متشددة في تعز، وفي الوقت نفسه تستمر الأزمة الإنسانية التي تعد الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية فيما يموت الأطفال يوميا.
وكانت الحكومة البريطانية قد ربحت عام 2017 أمرا قضائيا يسمح لها بمواصلة تصدير السلاح للسعودية التي تقوم بالتحقيق في حوادث قتل المدنيين ومساعدة بريطانيا لها على تحسين طريقة ضرب الأهداف، إلا أن الحملة ضد تجارة السلاح استأنفت هذا الأسبوع على الحكم بناء على أن التطورات الميدانية بما فيها تحقيق صادم للأمم المتحدة في شهر آب/أغسطس الماضي يقوض هذا التبرير، ووافقت لجنة برلمانية مشتركة في شهر شباط/فبراير أن بريطانيا تخرق القانون عبر “مواصلة تصدير السلاح”.
وقالت لجنة اللوردات أن وزراء الحكومة لا يقومون بالفحص الكافي والتحقق من عدم استخدام الأسلحة البريطانية لضرب المدنيين، وأنهم يعتمدون على التقارير السعودية القاصرة، وتم تقديم معظم التقارير هذه من قبل المساعد البارز لمحمد بن سلمان، الجنرال أحمد عسيري الذي عزل من منصبه لتورطه في جريمة قتل خاشقجي.
ولن تحضر الجريمة في القضية القانونية التي قدمتها المنظمة الداعية لوقف تصدير السلاح إلا أن ظل الصحافي القتيل يحوم حولها، فبعد أربعة أسابيع على مقتله التقى مسؤولون في شركة التصنيع الحربي البريطانية “بي إي إي” ليام فوكس، وزير التجارة الدولية لمناقشة تداعيات مقتله على مبيعات السلاح إلى السعودية.
وفي تقريرها السنوي الأخير حذرت الشركة من أن “المناخ الجيوسياسي السائد” عرقل الصفقة المقترحة لبيع 48 مقاتلة تايفون إلى السعودية.