مفاجأة مدوية: لهذا السبب عذبوا الهذلول واتهموها بالخيانة!
مفاجأة مدوية: لهذا السبب عذبوا الهذلول واتهموها بالخيانة!
نشرت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية، تقريراً موسعاً للحديث عن الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول، مشيرة إلى أنه عندما اعتقلت الهذلول قبل عام كانت شقيقتها لينا في بروكسل حيث تعيش، وجاء اعتقالها قبل أسابيع من رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة وكانت عيون العالم مركزة على التغيير الحاصل في السعودية.
وعاشت لجين، 29 عاما وسط الدوائر الثرية في فرنسا والسعودية وهي ناشطة معروفة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة. واعتقدت عائلتها أن السلطات ستفرج عنها بعد رفع الحظر وأن أذى لن يصيبها نظرا للقيود الاجتماعية المتشددة في البلاد، وأنهم لم يمسوا امرأة.
ولكن العائلة كانت مخطئة على ما يبدو، وأخبرت لجين عائلتها بعد أشهر أنها احتجزت في زنزانة انفرادية وتعرضت للسخرية والانتهاك الجنسي على يد جلاديها بمن فيهم مساعد لولي العهد محمد بن سلمان.
ولا تزال حتى اليوم في السجن وهي واحدة من عدة ناشطين اعتقلتهم الحكومة وتعرضوا للجلد والصعقات الكهربائية. وأعلنت السعودية في الشهر الماضي الإفراج عن عدة ناشطات بكفالة وعن أربعة أخريات الأسبوع الماضي إلا ان لجين لم تخرج بعد.
وتعلق مراسلة صحيفة “صاندي تايمز” لويز كالاغان أن “حالتها تعكس كما تقول عائلتها تحولا في الطريق المظلم الذي سارت فيه السعودية بعد صعود ولي العهد محمد بن سلمان، والذي لم يحاسب على جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي في عام 2018، وتم تحميل المسؤولية بدلا من ذلك على مجموعة مقربة من مساعديه”.
ويقول النقاد إن ولي العهد فكك المؤسسة الدينية التي لعبت دورا مهما في الدولة واستبدل ذلك بدولة بوليسية تقوم على البعد الوطني المتطرف.
وقالت لينا، 25 عاما في لقاء مع الصحيفة الأسبوع الماضي ببروكسل: “قبل ذلك، لم يستخدموا خائنة وكانوا يقولون كافره. وفي الماضي لم نكن نخشى من توقيفنا في السعودية”، وتضيف “أما اليوم فهناك الكثيرون في السعودية معتقلون دون تهم”.
ورغم مناخ الخوف الجديد إلا أن عائلة لجين بدأت تتحدث عن معاناتها وتجرأ أفرادها على تحدي معاملة الحكومة لها. وتقول لينا: “لم أصدق التعذيب أولا” و”اعتقدت أن هذا مستحيل، فهي امرأة ولا أحد يمس المرأة، ولكننا عندما بحثنا عميقا عرفنا عنه”.
وتقول لينا إن المحققين مع لجين طلبوا منها التعاون معهم لجر وإغراء البنات والنساء اللاتي هربن للخارج إلى السعودية. وتقول لينا “رفضت لجين” و”ربما كان هذا سببا في معاملتها السيئة. وكانوا يعرفون أن الفتيات السعوديات معجبات بلجين وسيعدن من أجلها” إلى السعودية.
وتستدرك: “بصراحة ليست لدينا فكرة عن سبب تعذيبها، فهل هذا يجعلهم سعداء؟ وسمعنا أنهم كانوا يضحكون في وجهها”.
ورفض المحققون السعوديون اتهامات التعذيب ولم ترد الحكومة على طلبات الصحيفة للتعليق. ومع أن لجين نشأت في فرنسا وقضت سنوات في كندا إلا أنها كرست حياتها لحقوق المرأة في بلادها وحظيت بالثناء والمديح على نشاطها.
وفي بداية العام الماضي كانت في أبو ظبي، تدرس الماجستير في جامعة السوربون، فرع أبو ظبي عندما اختطفت ونقلت إلى السعودية. ووضعت تحت الإقامة الجبرية في بيت والديها ومنعت من السفر أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ذلك الوقت حظيت السعودية بتغطيات إيجابية خاصة أنها كانت تحضر لرفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة. وكانت حريصة على تقديم التحول في الموقف بأنه إصلاح بأمر من ولي العهد وليس نتاجا لمطالب شعبية.
وبدلا من نسبة التحول إلى الناشطات في مجال حقوق المرأة قامت السلطات باعتقالهن وشنت حملة تشويه ضدهن. ونشرت صحيفة سعودية صورة لجين مع عدة معتقلات وعليها كلمة “خائنة”. وبدأت الصحف المحلية بالتكهن عن مدة سجنهن، 20 عاما أو الإعدام.
وبدأت حملات ضدها على وسائل التواصل الاجتماعي حيث اتهمها “الذباب الإلكتروني” بالتجسس لصالح دولة أجنبية. في محاولة كما تقول عائلتها وصمها بالعار.
وتوقف التعذيب الآن وهي تعيش في زنزانة مشتركة بسجن في الرياض وتتحدث مع عائلتها مرة كل أسبوع ويسمح بزيارتها مرة في الشهر. ومعظم أفراد عائلتها يعيشون في السعودية ويحظر عليهم السفر إلى الخارج. ولديها شقيقين وشقيقتين في الخارج وهم من يتحدثون علنا عما جرى لها.
وتقول لينا إن لجين “تحاول الظهور بمظهر الشجاعة لأنها لا تريد التسبب بالألم لنا” و”عادة ما تتحدث عن رؤيتها للحياة بعد السجن وأنها أسوأ من أي شيء عانته، وفي الحقيقة جعلوا حياتها جحيما”. ومعظم الاتهامات الموجهة لها اتصالها بصحافيين أجانب وسفارات أجنبية والتي تقول إن هذا ليس جريمة.
ويخطط والدها الذي كان في البحرية السعودية الدفاع عنها في المحكمة التي أجلت لأجل غير محدد. واعتقل في الشهر 9 ناشطين معظهم أكاديميون ومن بين بينهم مواطنان أمريكيان.