الدريهمي مأساة الإنسانية ونفاق الضمير العالمي
الدريهمي مأساة الإنسانية ونفاق الضمير العالمي
مع كل جريمة من جرائم العدوان الأمريكي الصهيوخليجي في اليمن يزداد اليقين أن الشعب اليمني يتعرض لأبشع عدوان عالمي في تاريخ البشرية، وأن جرائم العدوان بحق الشعب اليمني لا حدود لها في الاجرام والوحشية وكشفت سوأة المجتمع الدولي المنافق، وفضحت زيف ادعاءات المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان التي تتشدق بقيم الإنسانية المزيفة التي تدعيها تلك المنظمات والتي سقطت في اختبارها على الواقع الذي يعيشه الشعب اليمني منذ اربع سنوات وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هذه القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة هي مجرد أدوات لقمع واستعمار الشعوب ونهب الثروات واستغلالها لتعظيم قوتها وسطوتها ونشر وتعميم قيمها الفاسدة على العالم.
تلك الوجوه القبيحة تعرى زيفها أمام ما يحصل في اليمن من جرائم إبادة وحشية ممنهجة وحصار جائر, ففي الوقت الذي أعلنت الأمم المتحدة عن نحو 10 ملايين من اليمنيين أصبحوا على بعد خطوة من المجاعة؛ وتفشي وباء الكوليرا التي باتت تهدد حياة كل اليمنيين؛ وأنها تبذل قصارى جهدها مع الشركاء لمساعدتهم؛ تعيش مديرية الدريهمي مأساة إنسانية لا حدود لوصفها وحصارا مطبقا واستهدافا ممنهجا بصورة وحشية في ظل صمت مخزي تنتهجه الأمم المتحدة دون تحريك أي ساكن؛ الأمر الذي يؤكد تواطؤها ومشاركتها في الحصار والمعاناة التي تعيشها هذه المديرية منذ أشهر, وهو ما يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هذه القوانين الدولية وميثاق الأمم ومنظمة الأمم المتحدة على اليمن وغيرها من المنظمات الدولية, مجرد أدوات قمع وإرهاب لشعوب العالم والأنظمة والدول من خلالها تخوض دول الاستكبار حروبها باحتلال الدول وقهر الشعوب ونهب الثروات.
أكثر من 7000 ألف مواطن محاصرين في مديرية الدريهمي تزداد معاناتهم بصورة مأساوية غاب فيها ضمير العالم المنافق, حيث يواصل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، بغطاء من الأمم المتحدة، حصاره الخانق على مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة منذ حوالي 9 أشهر مانعا عن عشرات الآلاف من سكانها كل مقومات الحياة من غذاء ودواء, ما أدى أمس الاول إلى وفاة خمس نساء ورجل مسن من أبناء الدريهمي المحاصرة، بعد تدهور أوضاعهم الصحية، نتيجة عدم توفر الأدوية والمواد الغذائية التي منع الغزاة دخولها إلى المدينة المحاصرة, فيما عشرات المرضى من أبناء مدينة الدريهمي، لم يتمكنوا منذ عدة أشهر من الخروج لتلقي العلاج في أقرب المراكز الصحية خارج مديرية الدريهمي، وذلك بسبب الاستهداف المستمر من قبل العدوان حركة السير من وإلى المدينة.
ما يقارب العشرة أشهر مضت على استمرار الكارثة الإنسانية التي تحيط بمدينة الدريهمي المحاصرة في الحديدة والتي تحولت إلى سجن كبير بسبب الحصار اللاإنساني الظالم وإغلاق منافدها, من قبل قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتهم ، وسط صمت دولي مخزي, وتعنت قوى العدوان على إدخال القوافل والمساعدات الإنسانية للأهالي في مدينة الدريهمي.
ختاما وعلى الرغم من العدوان الغاشم والحصار الجائر، فقد أنعم الله على الشعب اليمني بالهدى والبصيرة واستطاع هذا الشعب العظيم أن يدرك جيدا حقيقة الصراع وطبيعة المعركة التي يخوضها اليوم مع قوى الاستكبار العالمي التي تعد العدو الحقيقي للإنسانية والشعوب كلها، وبالتالي سيكون اليمن بشعبه العظيم والكريم والشجاع في قلب هذا الصراع, وتلك المعركة العالمية هو صانع الأحداث والمتغيرات الكبرى في المنطقة والعالم، فهو منذ الأزل الرقم الصعب في معادلة القوى المؤثرة على واقع الحياة بما يملك من قيم إيمانية، وإرث حضاري وتراكم معرفي وسجل حافل بالمكارم والانتصارات على مر التاريخ.