الإصلاح والآخرين !
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / محمد المقالح
لم يطرح اي طرف فاعل حتى هذه اللحظة مشروع استبعاد او استئصال الاصلاح من الشراكة الوطنية في السلطة او من اي اتفاق على طبيعة سلطة ما بعد شرعية المبادرة .
لكن الاصلاح لا يزال يرفض اي شراكة حقيقية مع الاخرين فضلا من كونه يرفض ومن حيث المبدأ مجرد الحوار حول تشكيل حكومة تكنوقراط تشرف على مهام المرحلة القادمة وهو ما تطرحه القوى الثورية الاخرى وجعلته احد اهم مطالبها في مسيرة 11فبراير ومام هذا كله كيف لي ان اصدق خطاب الاصلاح المتأخر حول ضرورة الدولة والشراكة ومخرجات الحوار وانا هنا أتساءل بالفعل لماذا حتى اللحظة يتعالى “انصار الله” على ضرورة توظيف قوتهم الاجتماعية الكبيرة على الارض باتجاه فرض شروط بناء الدولة وتحريرها من مراكز النفوذ وعبر العملية السياسية نفسها ….
والمعنى هو ان يخرجوا من حالة رد الفعل الى حالة الفعل السياسي والقول للرئيس وللحكومة ان الاوان قد حان للحوار الجدي حول الشراكة الوطنية وبناء الدولة المدنية وتنفيذ ما اتفق عليه من مخرجات الحوار بعيدا عن الاستقواء بالسلطة والكف عن سياسة اقصاء وتهميش بقية القوى الفاعلة ما يضطرها للدفاع عن نفسها وفقا لطبيعة المواجهة التي تخلقها السلطة نفسها .
هذا هو ما تحتاجه اليمن ويوقف تخوفات اليمنيين من الاطراف المتصارعة بالسلاح . الشرعية! ما هي الشرعية التي منحت الاصلاح وبقية حلفائه ومستخدميه لحكم اليمن اليوم ؟
بالطبع ليست شرعية انتخابية (دستورية) ولا شرعية توافقية ولا شرعية ثورية ولا و لا حتى شرعية المبادرة انتهت وتم تشييعها بالمدة وبانتهاء الحوار .
الغريب ان الاصلاح يهدد خصومه اليوم بكل هذه “الشرعيات” التي لا وجود لها ولا يمتلك منها او فيها شيئا.. الجمهورية في خطر ! ماذا لو ان الذي اغتيل في صنعاء وبدم بارد هم اثنين من قيادات الاصلاح والعياذ بالله وليس الشهيدين العزيزين عبد الكريم جدبان واحمد شرف الدين ؟
هل ستترك صنعاء بسلامها ام ان مليشيات الاصلاح ستحولها الى جحيم وستحاصر الداخلية والدفاع والرئاسة وبيت “عفاش” وبيوت كل من تعتقد انهم وراء الجريمة وتسحبلهم بالشوارع…
شكرا لانصار الله الذين لن يدخلوا صنعاء كما يخوفونا اليوم من دخولهم … بل هم في صنعاء ومن ابناء صنعاء ولا نشعر ان وجودهم يخيفنا او يقلق امننا .
يا جماعة الحرب في ارحب لم يفتعلها الحوثي بل افتعلوها هم بقتل ثلاثة من كوادرهم وبصورة اثارت غضب ابناء قبيلة ارحب كلها وعندما حاول العقلاء اقناع الاصلاح بضرورة التحكيم ولا عاذار ومحاسبة الجناة رفضوا وتعنتوا وبعد ما قرحت الحرب على خلفية كل هذا رجعوا يخوفوننا على الجمهورية وعلى دخول الحوثيين صنعاء وهات يا تحريض صياح ولياح على الجمهورية.
الجمهورية بخير وصنعاء بخير والمهم هو الاستجابة لراي غالبية الناس بضرورة التوافق والشراكة الوطنية عل ما بعد انتهاء شرعية الحوار والمبادرة الدولة والاصلاح الاصلاح هو اكثر الاطراف السياسية في اليمن حاجة للدولة ولنجاح العملية السياسية ولكنه الطرف الوحيد تقريبا الذي يعمل كل يوم على انهيار الدولة وتخريب العملية السياسية الهشة…
انها الانانية والاستحواذ الذي يدفعه دفعا الى خسارة كل شيء.. ليت شعري هل يدرك الاصلاح ان الزج بالجيش في حروبه الايدلوجية هو ما سيودي الى انهيار ما تبقى من الدولة واذا حدث فعليه ان يعي بانه غير قادر على الحياة كحزب كبير له مصالح كبيرة في ظل الصراع المسلح بين المتطرفين من كل الاطراف حتى من داخلة و من يعتقد انهم سنده وادواته في الحروب.