هل يسمع أحد منكم أصوات أهالي هذه المدينة.. جرائم ضد الإنسانية يرتكبها التحالف في “الدريهمي”
.
تقرير – الحديدة
بدأت قوات الجيش واللجان الشعبية بإعادة الانتشار والانسحاب الأحادي الجانب من موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، وذلك من أجل فضح تخاذل الطرف الآخر في تنفيذ الاتفاق الذي تمّ التوقيع عليه مسبقاً في العاصمة السويدية “ستوكهولم” أمام العالم، وأمام الأمم المتحدة، وإثبات حسن نواياهم ودورهم الإيجابي والبنّاء في عملية السلام كلاعب إقليمي موثوق به في تنفيذ كل الاتفاقيات التي تمّ الاتفاق عليها خلال الفترة الماضية.
وعلى الرغم من أن الجيش واللجان الشعبية، التزموا باتفاق “ستوكهولم” وقاموا بنقل قواتهم العسكرية إلى خارج مدينة الحديدة من الدفع بعجلة السلام للتوصل إلى حل سياسي، إلا أن تحالف العدوان السعودي الصهيوني لم يقم بإثبات حسن نيته في تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق السويد، بل على العكس من ذلك قامت مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان خلال الأيام الماضية بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار والهدنة في هذه المدينة، والمثال الواضح على ذلك هو فرضهم حصاراً خانقاً على مدينة “الدريهمي” التابعة لمحافظة الحديدة.
وحول هذا السياق، أفادت العديد من المصادر الإخبارية، بأن الوضع الإنساني في مدينة “الدريهمي” المحاصرة شهد تدهوراً كبيراً خلال الأيام القليلة الماضية، وقد أدّى النقص في الغذاء والأدوية إلى جعل الوضع الإنساني والصحي في هذه المدينة حرجاً للغاية بالنسبة للمواطنين اليمنيين الذين يعيشون في هذه المدينة الساحلية.
وفي سياق متصل، قال “ماجد الشريم” ممثل مديرية “الدريهمي” في المجلس المحلي للحديدة: “لقد حوصر آلاف المدنيين من الأطفال والنساء حتى المسنين من قبل قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي”.
وأضاف “الشريم”: “يموت العشرات كل يوم بسبب الجوع والمرض ولا يمكنهم الفرار بسبب عدم وجود ممرات آمنة”، ولفت “الشريم” إلى أنه إضافة إلى ذلك قام التحالف الذي تقوده السعودية بحظر خدمات الإنترنت للمنطقة، ما جعل من المستحيل تقريباً على السكان الاتصال بالعالم الخارجي.
يذكر أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي شنّ في أغسطس 2018، عملية عسكرية للاستيلاء على هذه المدينة، مدعومة بالقوات الجوية، والصواريخ والمدفعية، وهجوم برّي، وكذلك القوات الموالية للرئيس المستقيل “عبدربه منصور هادي”، لكن على الرغم من كل ما كان لديهم من إمكانات، لم يتمكّن تحالف العدوان السعودي الإماراتي من التغلّب على المقاومة الشرسة التي أظهرها سكان “الدريهمي” ولهذا فلقد لجأ تحالف العدوان إلى حيلة خبيثة وقام بفرض حصار جائر على أبناء هذه المدينة الساحلية.
من جهته أعرب الدكتور “يوسف الخضري”، الناطق باسم وزارة الصحة والسكان في اليمن، بأن حصار مدينة “الدريهمي”، أدّى بالفعل إلى حدوث كارثة إنسانية في هذه المدينة.
وأضاف، قائلاً: “إن هناك بالفعل كارثة إنسانية وأمراض تنتشر على نطاق واسع مثل الملاريا والكوليرا وحمى الضنك، ناهيك عن سوء تغذية الأطفال والأمراض النفسية عند الأطفال والنساء، لا يمكننا مساعدة هؤلاء المدنيين الأبرياء”.
ولفت “الخضري” إلى أن الحصار الجائر المفروض من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي بدعم من أمريكا، يُعدّ أسوأ بكثير مما صرّحت به بعض الوسائل الإعلامية.
وأشار “الخضري” إلى أنه قبل فرض الحصار، دمّر تحالف العدوان المزارع، والمتاجر، والمساجد، والمراكز الصحية، والمباني الحكومية، وعشرات المنازل المدنية وحول المدينة، وهذا الأمر أدّى إلى نضوب مخزون المدينة من الطعام والأدوية، ما تسبّب في انتشار الأمراض والأوبئة بين المئات من سكان هذه المدينة.
وأكد “الخضري” أن تحالف العدوان استخدم سياسة فرض الحصار الخانق على المدنيين دون توفير ممرات إنسانية للنساء والأطفال والجرحى للوصول إلى برّ الأمان.
وفي سياق متصل، استنكرت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة بشدة جرائم وانتهاكات قوى تحالف العدوان ومرتزقته بالمحافظة، وآخرها ما سبّبه الحصار المفروض على مدينة الدريهمي من وفاة خمس نساء ومسنّ، وأدانت السلطة المحلية في بيان استمرار حصار مدينة “الدريهمي” من قبل تحالف العدوان، ومنع وصول المساعدات الغذائية، والإغاثية إلى سكان المدينة المحاصرين منذ أكثر من ستة أشهر.
وأعربت السلطة المحلية عن استغرابها من الصمت المخزي للمنظمات الإنسانية إزاء الأوضاع الكارثية بمدينة الدريهمي، والتي وصلت حدّ الوفاة بسبب الجوع والمرض بسبب العدوان والحصار. وحملت السلطة المحلية في مدينة الحديدة الأمم المتحدة مسؤولية معاناة المواطنين في مديرية الدريهمي بشكل خاص، ومحافظة الحديدة بصورة عامة.
وجددت السلطة المحلية المطالبة بسرعة تنفيذ اتفاق “ستوكهولم” بشأن الحديدة وإجبار الطرف المعرقل المتمثل في تحالف العدوان بتنفيذ المرحلة الاولى من ذلك الاتفاق، وذلك من أجل تخفيف معاناة المواطنين الذين يعيشون كارثة إنسانية نتيجة استمرار خروقات العدوان لوقف إطلاق النار.
من جهتها اشتكت وزارة الصحة اليمنية من أن المجتمع الدولي يتجاهل محنة المدنيين في الدريهمي، قائلة إن عشرات النداءات وجّهت لمنظمة الإغاثة الدولية دون استجابة، وأبلغت الوزارة أن تدخّل منظمات الإغاثة أصبح أمراً ضرورياً بشكل عاجل لإنقاذ سكان الدريهمي والمدن الساحلية الأخرى بما في ذلك الحديدة.
وفي الختام.. أفادت العديد من المصادر الإخبارية بأن قوات تحالف العدوان السعودي شنّت الكثير من الغارات الجوية خلال الأيام القليلة الماضية استهدفت بها المنازل، والمستشفيات، والبنية التحتية لهذه المدينة، ما تسبب في مقتل العديد من السكان وجرح المئات منهم، ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أنه على الرغم من تحمّل المجتمع اليمني تبعات الحرب العبثية التي يشنّها تحالف العدوان السعودي الإماراتي على العديد من المدن والمحافظات اليمنية، بدأ آلاف السكان المدنيين اليمنيين بجمع التبرعات، وإعداد قافلة غذائية كبيرة لتسليمها إلى سكان “الدريهمي”، ولفتت تلك المصادر إلى أن أبناء الشعب اليمني الذين شاركوا في التبرع والإعداد لتلك القافلة يأملون أن يتم تسليم تلك القافلة الغذائية بواسطة الصليب الأحمر للمدنيين المحاصرين في المنطقة.