أنصار الله والخيارات الاستراتيجية؛ الطائرات المسّيرة تضرب العمق السعودي
.
تقارير
نفذ سلاح الجو المسّير التابع لقوات الجيش اليمن واللجان الشعبية “أنصار الله”، خلال الاسابيع الماضية عدداً من العمليات العسكرية ضد أهداف سعودية وإماراتية، مستخدماً الكثير من الصواريخ البالستية والطائرات المسّيرة وحول هذا السياق، أفادت العديد من المصادر الاخبارية إلى أن سلاح الجو المسّير اليمني نفذ في 14 مايو الماضي عملية عسكرية كبرى ضد أهداف سعودية، حيث شنت 7 طائرات مسيرة هجمات طالت منشآت حيوية في العمق السعودي ولفتت تلك المصادر الاخبارية بأن الرياض أقرت بتعرض محطتي الضخّ البترولية التابعتين لشركة أرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة العفيف بمنطقة الرياض لهجوم بطائرات مسّيرة وأشارت تلك المصادر أيضا إلى أن سلاح الجو المّسير اليمني نفذ، صباح يوم الثلاثاء الماضي عملية هجومية بطائرة مسّيرة من نوع “قاصف 2” مستهدفا مخزنا للأسلحة في مطار نجران الإقليمي ما أسفر عن نشوب حريق في المكان المستهدف وأكدت تلك المصادر أيضا بأن سلاح الجو المّسير اليمني نفذ، صباح يوم الأربعاء الماضي أيضا، عملية هجومية بطائرة من الطراز ذاته، استهدفت مرابض الطائرات الحربية على مطار نجران الإقليمي. إن الهجمات المتتالية التي شنتها طائرات “انصار الله” المسيرة داخل العمق السعودي، أثار العديد من التساؤلات، حول ماهي الاهداف من القيام بمثل هذه العمليات وما هي النتائج المحتملة لهذه العمليات على الساحة اليمنية والاقليمية؟
الانصار ينفذون المرحلة الاولى من اتفاق “ستوكهولم”
إن أحد الأسباب الرئيسية لتصعيد قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية “أنصار الله” من هجماتهم بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية داخل العمق السعودي والإماراتي، يتمثل في إظهار قوتهم وقدراتهم العسكرية المتنامية لتحالف العدوان والتأكيد بأنهم يستطيعون مواصلة الحرب وإحداث ضربات قاتلة للدول التي شاركت في هذا التحالف الغاشم.
وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر المحلية في اليمن بأن الحكومة اليمنية وممثلين عن أنصار الله وقعوا على اتفاق “ستوكهولم” مع ممثلين عن حكومة المستقيل “هادي” القابعة في فنادق الرياض قبل عدة أشهر من أجل التوصل إلى حلول سلمية للأزمة اليمنية ووفق لمصادر حكومية يمنية، فإن اتفاق “ستوكهولم” يقضي بانسحاب قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية من مدينة الحديدة وميناءها، وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها وينص الاتفاق أيضا على انسحاب تلك القوات أيضا من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء. وينص الاتفاق أيضا أن تتشكل لجنة للإشراف على إعادة انتشار القوات اليمنية في الحديدة بإشراف من الامم المتحدة، على أن تتولى السلطات المحلية الإشراف على المدينة وفق القوانين اليمنية وستشرف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة، هذا إلى جانب عملية إزالة الألغام من الحديدة ومينائها. وينص الاتفاق أيضا، أن تودع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني من خلال فرعه الموجود في الحديدة للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية بمحافظة الحديدة وجميع أنحاء اليمن.
وحول هذا السياق، اكدت بعثة الامم المتحدة المكلفة بالاشراف على تنفيذ اتفاقات هدنة في الحديدة غرب اليمن، أن عملية إعادة الانتشار التي بادرت بها حركة انصار الله من موانئ المحافظة تسير وفق الخطط الموضوعة. وكانت حركة أنصارالله اعلنت أنها ستقوم بانسحاب أحادي من 3 موانئ يمنية نتيجة لرفض دول العدوان وحلفائها تنفيذ اتفاق الحديدة الذي لا يزال حبرا على ورق بعد مرور 5 أشهر من التوقيع عليه في العاصمة السويدية “ستوكهولم” ولقد لاقت هذه الخطوة ترحيب الامم المتحدة، وهي تأتي في إطار اثبات التزام الجيش واللجان الشعبية بالاتفاق وتحفيز الطرف الاخر للانسحاب من مشارف الحديدة والبدء بتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع. إلا أنه للاسف الشديد، صعدت قوى تحالف العدوان والمرتزقة من خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، حيث إستهدفت الأحياء السكنية أطراف محافظة الحديدة بالصواريخ الموجهة والكاتيوشا وقذائف المدفعية والهاون أدت لإصابة الكثير من المواطنين بجروح خطيرة وموقف دول العدوان هذا اعتبره العديد من المراقبين انه تملص من الحقائق ومساع من اجل استمرار الوضع ورفضهم تنفيذ اتفاق السويد بجميع بنوده. ومن جهته اتهم الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” قبل عدة أيام مبعوث الأمم المتحدة إلى بلاده “مارتن غريفيث” بالانحياز الى حكومة صنعاء وأنصار الله، وذلك في رسالة أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” وقال “هادي” في الرسالة إن “غريفيث” عمل على توفير الضمانات للجيش اليمني واللجان الشعبية للبقاء في الحديدة وموانئها تحت مظلة الأمم المتحدة.
استراتيجية الضربات الاقتصادية
إن القضية الأهم للدفع بعجلة المفاوضات، تتمثل في القبول بـ”أنصار الله” كقوة لها تأثيرها في المعادلات اليمنية والإقليمية. يذكر أن “أنصار الله” لديهم الكثير من الموارد الاقتصادية والعسكرية للبقاء والتأثير على اليمن وعلى عمق العدو الاستراتيجي وحول هذا السياق ذكرت “مجموعة الأزمات الدولية”، في تقريرها الأخير، أنه على الرغم من انسحاب قوات “أنصار الله” من مدينة وموانئ الحديدة، إلا أنه يزال بإمكانهم بناء مراكز جمركية جديدة على الحدود الجديدة.
ومثالا على ذلك، تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية خلال الايام القليلة الماضية من تنفيذ هجوم بطائرات مسيّرة على انبوبي ضخ النفط “الدوامي” و”العفيف” داخل عمق المملكة العربية السعودية، حيث ذكرت وزارة الدفاع اليمنية بأن طائرتها المسّيرة يمكنها أن تطير لمسافة 900 كم داخل العمق السعودي بدون أن تتمكن الرادارات السعودية من كشفها واسقاطها. وفي سياق متصل، أكد مصدر بوزارة الدفاع اليمنية أن عملية التاسع من رمضان تأتي تدشيناً لعمليات عسكرية قادمة تستهدف من خلالها القوات المسلحة بنك أهداف للعدوان السعودي الاماراتي يضم 300 هدف حيوي وعسكري. وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن العملية هي الأولى التي تستهدف بها قواتنا المسلحة أول هدف في قائمة الأهداف المعلن عنها في مارس الماضي ليتبقى ضمن بنك الأهداف 299 هدف. وأوضح المصدر أن هذه الأهداف تشمل مقرات ومنشآت عسكرية وحيوية على إمتداد جغرافيا الإمارات والسعودية وكذلك المنشآت الصناعية والمطارات و والمقرات والقواعد العسكرية التابعة للعدوان في اليمن. واعتبر المصدر بأن توقف العدوان على اليمن يعتبر مقدمة حقيقية للوصول إلى مرحلة يسود فيها السلام ويتحقق الأمن من الجميع وللجميع، فاليمن لا يشكل أي تهديد على أحد ولم تكن لديه أي نوايا عدوانية ضد الجيران على الإطلاق.
الوقت التحليلي