الإحتلال يستخدم شرعية الفار هادي كخرطوم منظم لنهب النفط اليمني (تقرير)
الإحتلال يستخدم شرعية الفار هادي كخرطوم منظم لنهب النفط اليمني (تقرير)
يمني برس:
ثروات نفطية هائلة أصبحت بسبب الحرب والعدوان على اليمن عرضة للنهب والسرقة المنظمة. مافيا تقودها دول العدوان على اليمن تسعى إلى تعطيل وتوقيف استخراج هذه الثروات وتصديرها والاستفادة منها. حلقات متتابعة تكشف المستور عن هذه الثروات بدأناها بالكشف بالشهادات والتقارير عن الثروة المدفونة في محافظة الجوف، وسعي دول العدوان إلى التستر على هذه الثروة ومحاولة سرقتها. على الطرف القريب يشكو مواطنو محافظة شبوة من أزمات متتابعة في المشتقات النفطية، بينما هم يرون رأي العين كيف تتم سرقة ثرواتهم النفطية في وضح النهار. حلقة جديدة من ملف النفط اليمني نكشف عنها اليوم في محافظتي مأرب وحضرموت، ونعرف من خلال تفاصيلها كيف استطاع العدوان بواسطة أذرعه وأدواته المحليين في هاتين المحافظتين سرقة النفط اليمني.
نحن وثرواتنا محتلون
من حضرموت تحدث إلى معد التحقيق الصحفي سالم باحسنون عن عمليات إيقاف استخراج النفط في المحافظة، وأن قوات إماراتية منذ شروعها في تشكيل مكوناتها العسكرية بالمحافظة عملت من أجل السيطرة على قطاعات الإنتاج النفطي فيها وفرض قوات تسيطر عليها. وقال: «نحن أمام احتلال لم يأتِ لينقذ اليمن ولحمايته كما يدَّعي، وإنما لسرقة ثرواته النفطية أمام أعين الجميع». وأضاف: «هناك حوادث لسرقة النفط من المحافظة تم الرفع بها إلى الجهات المعنية في المحافظة وإلى الوزارات المعنية، ولكن لم يتم البت والنظر في الأمر». وقال: «لم يعد الأمر بأيدينا. نحن وثرواتنا محتلون».
صفقات مشبوهة
رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري، فادي باعوم، يشير إلى أن هناك صفقات مشبوهة لبيع النفط والغاز تتم في محافظة حضرموت عبر ميناء الضبة النفطي، والذي يخضع لسيطرة الإمارات. وقال باعوم: «إن 2 مليون برميل يتم تصديرها كل 45 يوماً عبر الميناء بإجمالي 120 مليون دولار أمريكي حسب السعر العالمي لخام برنت، ويستطرد: «هذا يعني أنه يتم تصدير شحنتين في كل ثلاثة أشهر بقيمة إجمالية تبلغ 240 مليون دولار أمريكي، وأن المدخول الشهري من بيع نفط حضرموت يصل إلى 80 مليون دولار أمريكي، هذا غير نفط شبوة وغاز بلحاف الذي تسيطر عليه الإمارات أيضاً».
القيادي في الحراك الجنوبي أوضح أن القطاع 14 لنفط المسيلة يقع تحت حماية لواء كامل من القوات الخاصة الإماراتية بقيادة ضابط إماراتي يُدعى أبو راشد الإماراتي، وتلك القوة مزودة بـ4 طائرات أباتشي إماراتية موجودة داخل مطار شركة بترو مسيلة (كنديان نكسن سابقاً) في قطاع 14 النفطي في المسيلة.
احتلال الأراضي ونهب الثروات
وتحت عنوان «حرب الطاقة تديرها أمريكا في اليمن.. حضرموت بدلاً عن الجزر اليمنية»، تحدث موقع (nthnews) بأنه تم وضع استراتيجية للحرب على اليمن بمشاركة 10 دول تقودها السعودية، هدفها الأول هو سرقة الثروات النفطية والأراضي اليمنية. وتشير المعلومات حسب الموقع إلى أنه بعد الفشل العسكري والسياسي والاقتصادي للسعودية في اليمن، بدأت الأولى تنجر إلى سرقة ثروات الأراضي اليمنية.
شخصيات إماراتية تنهب نفط حضرموت
مصدر في مكتب وزارة النفط والمعادن بعدن تحدث لصحيفة «لا» عن عمليات السرقة المنظمة للثروات النفطية في محافظة حضرموت من قبل قوى الاحتلال الإماراتي ـ السعودي، مشيراً إلى أن هناك عمليات سرقة تحدث في محافظة حضرموت هي الأكبر بين المحافظات. وأضاف أن الإمارات تحاول السيطرة على نفط المحافظة لتمويل الحرب الدائرة في اليمن، وأن الوزارة تتبعت قيام شخصيات إماراتية معروفة بالاسم بعمليات السرقة لهذه الثروات وشحنها إلى الإمارات وبيعها.
بتعاون من هادي وحكومته
وقال سالم بن يحيى (اسم مستعار): «هناك نوايا واضحة وشبه مؤكدة عن تقاسم الإمارات والسعودية لثروات البلاد النفطية في ظل تغاضٍ وتجاهل وتعاون من قبل هادي وقيادات في حكومته، يقضي هذا التعاون على أن تستحوذ السعودية على الثروات النفطية في محافظتي مأرب والجوف، بينما تمنح الإمارات حضرموت وشبوة، عوضاً عن المحاولات الأخرى التي تقوم بها السعودية في استخدام موانئ في محافظة المهرة لإدارة وتصدير مشتقاتها النفطية». وأضاف أن إجراءات مد أنبوب نفطي إلى المهرة أمر قائم بالفعل.
العدوان وأدواته يعبثون بثروات اليمن
وفي محافظة مأرب يجري الأمر على قدم وساق وأمام مرأى الجميع. «هنا في مأرب سيطر الإصلاحيون على كل شيء في هذه المحافظة، وأتوا على الأخضر واليابس فيها، وأصبحوا يبيعون لنا الوهم على أننا المحافظة الأفضل بين المحافظات. سرقات النفط هنا لا يمكننا تسميتها بالسرقة، فالأمر يتم علناً». هكذا تحدث مضحي الشريف ـ الذي يعمل في شركة صافر.
وأضاف: «الشركة حاولت الرفع بعدة شكاوى منذ العام 2016، الشكاوى والتقارير تتضمن تأكيدات بوجود شخصيات أمنية وعسكرية تابعة لحكومة «هادي» تقوم بعمليات سرقة منظمة، من حيث فتح الآبار وسحب كميات كبيرة من النفط ونقله ومن ثم بيعه لشركات أخرى موازية، وأضاف الشريف: «العدوان وأدواته في اليمن يسيطرون على كل شيء في اليمن، ثرواته وأراضيه وعقول أبنائه».
حاميها حراميها
في منتصف العام 2017 كشف مدير شركة صافر، أحمد كليب، عن حوادث نهب منظمة تجري في محافظة مأرب وفي المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة هادي وعلى مقربة من معسكر تداوين المخصص لإقامة جنود العدوان السعودي والإماراتي. وقال مدير الشركة: «إن عمليات سرقة منظمة لحقول النفط والغاز تجري في مأرب»، متهماً قادة عسكريين أوكلت لهم مهام حماية هذه الحقول، مؤكداً في الوقت ذاته عدم تعاون وزارة النفط في الحد من هذه الظاهرة، مما تسبب في زيادة الأزمة.
وقال كليب إنه وجه رسالة إلى حكومة هادي شرح فيها تعرض حقول النفط في المحافظة لعمليات سرقة منظمة يقودها عسكريون موالون لتحالف العدوان على اليمن. وقال إنه تم ضبط شاحنات مسروقة اكتشف لاحقاً أنها مملوكة لأحد القادة المخولين بحماية الشركة في مأرب، بينما هو نفسه من يشرف على عمليات سرقة النفط بالمحافظة.
رواتب حماة نفط مأرب من السعودية
ويقول تقرير لموقع «العربي الجديد» اللندني إن اللواء 107 هو من يتولى حماية حقول النفط في منطقة «صافر»، بالإضافة لحماية أنبوب نفط التصدير على مسافة عدة كيلومترات، ويتسلم أفراد اللواء رواتبهم من السعودية، بالإضافة إلى مخصصات مالية كبيرة من الشركات النفطية مقابل ما بات يُعرف بـ»الحماية».
اتفاقيات مكبلة لاستخراج النفط اليمني
تحت عنوان «ما هو السبب الحقيقي للحرب في اليمن؟»، تحدث موقع «تيلي بولس» بواسطة الكاتب جورج ماجل عن الأسباب التي دفعت السعودية إلى الاعتداء على اليمن. وقال إن «اليمن ليست واحدة من أفقر دول العالم، يجب تصنيفها على أنها واحدة من أغنى دول العالم». وأضاف: «الجار الفقير ليس فقيراً على الإطلاق، حيث يوجد على أرضه كنز يفوق دول الخليج مجتمعة». وسرد التقرير مجموعة من الاتفاقات التي أبرمت خلال عقود من الزمن بين الحكومات اليمنية المتتابعة وبين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، جميعها يصب في عدم استخراج نفط اليمن أو استكشافه، والاكتفاء بما تم اكتشافه خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي».
لعبة النفط بين السعودية والولايات المتحدة
وأورد التقرير أن هادي هو الأداة التي تتخذها السعودية من أجل السيطرة على مواقع ومناطق النفط في اليمن، وخصوصاً في المحافظات الشرقية والقريبة من حدودها (الجوف، مأرب)، وأن شركة أرامكو فعلاً بدأت وتضع ذلك ضمن خططها. واختتم التقرير متسائلاً: «لماذا يوافق العالم على مجازر بن سلمان؟!». ويجيب بأن اللعبة الحقيقية للنفط في العالم قائمة بين السعودية والولايات المتحدة، وأن اليمن لا يتبع قواعد هذه اللعبة.
استباحه اليمن ثرواته وأبنائه
الصحفية أحلام بازرعة تحدثت بأن العدوان وأدواته في اليمن، سواءً الإخوان المسلمين في مأرب والجوف، أو النخب الإماراتية في شبوة وحضرموت، لا يختلف اثنان على أن هدفهم من القدوم والحرب في اليمن هو استباحة هذا البلد البكر في ثرواته وأبنائه، ومن يخفى عليه أمر سرقة الثروات النفطية وتصديرها لصالحهم أو منع تصديرها لصالح أجندة كبرى، له في سرقة الجزر واستغلال الموانئ عبرة، وأضافت: «كل المعلومات والتقارير الدولية تؤكد وجود مخزونات عظمى للنفط في المثلث القائم بين محافظتي مأرب والجوف عوضاً عن المخزونات الموجودة في شبوة وحضرموت. والغريب أن من ينكر وجود هذه المخزونات ويدافع عن العدوان مستغرباً حوادث السرقة، هو من يفترض به الاستفادة من هذه الثروات».
يظل اليمن البلد البكر بثرواته ورجاله بحاجة إلى نهضة وثورة في وجه المعتدين الذين استباحوا أرضه وثرواته، وعملوا بواسطة أيادٍ يمنية على سرقتها وتجهيلها والتعتيم على الحقيقة. الكثير من الحقائق حول ثروة اليمن النفطية كشفها تقريرنا وتقارير عالمية سبقتنا تصب جميعها في أن اليمن لديه واحد من أكبر احتياطيات العالم النفطية والغازية، ولسنا بحاجة لأكثر من الوعي بخطر هذا العدوان وضرورة استئصاله، ومتى ما تحقق ذلك يمكننا النهوض بوطننا.
تحقيق استقصائي: محمد أبو الكرم