منظمات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب
منظمات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب
يبدو أن المثل القائل ” رب ضارة نافعة “قد انطبق علينا في اليمن فرغم الأذى والضرر الذي لحق بنا من هذا العدوان والتكالب الكوني إلا أنه فتح أعيننا على حقائق كانت غائبة عنا وكشف لنا أمور كانت في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
المنظمات الإنسانية وعلى رأسها منظمة الغذاء العالمي التي كانت تلبس رداء الرحمة وتشع نورا وإنسانية لم يكن معروفا لدى الأغلبية من أبناء الشعب اليمني ماهية أعمالها ومهامها الحقيقة حتى رأو بأعينهم ماهي تلك الأعمال منظمات عملها تقديم مساعدات غذائية ودوائية للمتضررين من هذا العدوان نراها تنزل لعمل مسح ميداني شامل لمعرفة أماكن الضربات ومدى دقتها أيضا تصوير أماكن الضرب وتصوير الضحايا والجرحى وتصوير الأجنة المشوهة بسبب استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وأخذ المعلومات الشخصية من الأهالي والتطرق إلى أخص الخصوصيات كـ الإنتماء المذهبي والحزبي وغيره .
هذه فقط بعض مما لمسه المواطن اليمني وفطن له من دون أي شرح لأنه لم يرى لتلك التحركات التي تقوم بها تلك المنظمات أي اثر مفيد في واقعه ولا حتى مستوى نشرها تلك الصور وإدانة مرتكبي تلك الجرائم الإنسانية فتلك الإحصائيات والصور تذهب لملفات دول العدوان ليتأكدوا من نتاج ما يفعلونه بهذا الشعب.
وحينما نأتي للحديث عن توزيع المساعدات فالمواطن يجد فيها ماهو أمرّ وأنكى فما يقدمونه هو أغذية فاسدة لاتصلح حتى للاستخدام الحيواني
فهل يعتقد أصحاب تلك المنظمات ومديروها التنفيذون في اليمن أن الشعب اليمني الذي تحمل خمسة أعوام من الضرب المتواصل بأقوى وأفتك أنواع الأسلحة والحصار والتجويع والنزوح والمعاناة في سبيل أن يحافظ على كرامته وعزته وشموخه سيقبل بتلك الأغذية الفاسدة أو سيقبل بأخذ ماعجز العدو عن أخذه عسكريا ليأخذه بطرقهم الملتوية وبأمساكه من اليد التي توجعه واهمون هم أن ظنوا ذلك.
منظمات ليس لها من اسمها نصيب فلا تمت للإنسانية بصلة ولاتخدم الإنسانية بأي طريقة كل أعمالها تصب في خانة خدمة أعداء الشعوب.
فلم نرى لها منذبداية هذا العدوان أية إدانة لكل تلك الجرائم والمجازر بحق الشعب اليمني.
مما كشف لأبناء الشعب اليمني وظيفتها الحقيقة التي أنشئت لأجلها وهي : مضاعفة معاناته وإبقاء حالة المعاناة الإنسانية قائمة ومستمرة ومتسعة فلا هم الذين تركوا المريض يرتاح من معاناته بعلاجه ولا أعتقوه ليموت ويرتاح
وأيضا لوصل الخيط الذي قطع عنهم داخليا بعد الثورة المباركة لمعرفة كلما يدور في الداخل اليمني على كافة الأصعدة وأبسط الامور التي يمكنكم تخيلها .
أنا لا اتكلم من باب التكهنات الغير منطقية أو أرمي بالاتهامات جزافا
أليس من المنطق أن تكون تحركات هذه المنظمات ملموسةً على أرض الواقع كأن نرى مثلا سعيا حثيثا لفك الحصار عن اليمن وفتح مطار صنعاء ليتم سفر المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج في الخارج وعودة العالقون هناك ودخول الأدوية لمرضى الفشل الكلوي والسرطان والقلب الذين يموتون كل يوم بسبب شحة الأدوية وانعدامها أو حتى إدخال تلك الأدوية لمساعدتهم على أقل مستوى للإنسانية!!!!!!!
أليس من المنطقي أن تعالج تلك المنظمات جذور وأساس تلك المشكلة التي تسببت في هذه الكارثة الإنسانية في اليمن عوضا عن وضع المسكنات على جروحنا المفتوحة والعميقة لتزداد توسعا وعمقا ووجعا !!!!!!!
أليس من المنطقي أن تعمل المنظمات الإنسانية في نطاق عملها ولا تحشر أنفها في كل شاردة وواردة لاتعنيها !!!!
أليس من الإنساني والأخلاقي أن تتوقف تلك المنظمات عن إرسال الأغذية الفاسدة لأبناء الشعب اليمني التي تصر بإرسالها إيصال رسالة واضحة لهذا الشعب الأبي مفادها الاستهداف المباشر له والاستهزاء والاحتقار له وهذا ما لن يقبله اليمنيون أبدا !!!!!!
لذلك أقولها بصراحة إن لم تتوقف تلك المنظمات عن ممارساتها المجحفة بحق أبناء الشعب اليمني فإن العواقب ستكون وخيمة جداً فهذا الشعب يدوس على جراحه وينام على أنين أوجاعه ولا يقبل أن تمس سيادته وكرامته وشموخه بأي حال من الأحوال .