اليونيسف تسجل اعتراف هام حول الرواتب وتحذر من استمرار الحرب على اليمن
اليونيسف تسجل اعتراف هام حول الرواتب وتحذر من استمرار الحرب على اليمن
يمني برس – وكالات
اقرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من جديد، اليوم الأحد، بأن الخدمات الأساسية في اليمن، باتت على شفير الانهيار التام بسبب انقطاع الرواتب عقب نقل البنك المركزي اليمني الى عدن قبل عامين ونصف.
وقالت المنظمة في تقرير صادر عنها إن الوضـع فـي اليمن يتدهـور يوماً بعـد يـوم مـا يسـتوجب دعمـاً شـاملاً طويـل المـدى ومتعـدد القطاعـات للأمهات والأطفال فـي اليمـن.
وأشارت إلى توقف دفع رواتب أكثر مــن 1.25 مليــون موظـف حكومـي، بمـن فيهـم الأطبـاء والأخصائيـون الاجتماعيـون وغيرهـم مـن العاملين فــي القطــاع العــام منــذ أكثــر مــن عاميــن ونصــف، اي بعد نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء الى عدن.
وفيما تعمدت المنظمة تجاهل المتسبب الرئيسي في عدم صرف المرتبات، الا انها اكتفت بالاشارة الى أن انقطاع المرتبات أدى إلــى إغـلاق أو تخفيض ساعات عمـل بعـض المرافـق الحيويـة كالمنشآت الصحية والمدارس ومرافـق الميـاه والصرف الصحـي وغيرها مــن الخدمــات الاجتماعيــة الأساسية.
وتابعت ” علاوة علــى المخاطــر التــي تهــدد الحيــاة مــن جــراء اســتمرار الحرب تبقــى التحديــات العاجلــة المتمثلــة بالفقــر ونــدرة الغــذاء ونقــص ميـاه الشـرب المأمونـة تشـكل تهديـداً مـن نـوع خـاص يواجـه القطــاع الأكثر ضعفاً داخــل المجتمــع اليمنــي وهــم النســاء الحوامــل والأطفال حديثــي الــولادة وأمهاتهــم”.
وجاء في التقرير أن 24 مليون و 100 ألف شخص ـ أي جميع سكان اليمن تقريباًـ بحاجة إلى مساعدة إنسانية، و مليونين و 300 ألف شخص نازحين من ديارهم، في حين يعاني 10 ملايين يمني من من الجوع الشديد، و 238 ألف شخص يعيشــون فــي جيــوب مــن المجاعــة الكارثيــة – ممــا يشــكل تهديــداً وجــودياً بالنســبة لهم كما يعاني 360 ألف طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد.
وأوضح التقرير أنه لـم يعـد هنـاك سـوى 51 بالمئـة مـن إجمالـي المرافــق الصحية ما تزال تعمل بشكل كامل رغــم أنهــا تعاني مــن نقــص حاد فــي الأدوية والمعدات والموظفين، لا سيما نتيجة الحصار المفروض على اليمن.
وأفادت اليونيسف أن الحرب دفعت بقـوة صحــة المجتمــع والرعايــة التوليديـة إلـى خـط المواجهـة مـع تزايـد أعـداد الوفيات بيــن المدنييــن المرتبطــة مباشــرة بنقــص المــوارد.
ووفقاً لليونيسف ارتفــع معــدل وفيــات الأمهــات بشكل حاد خلال الحرب، مــن خمــس وفيــات فــي اليــوم عــام 2013، إلى 12 حالــة وفــاة في 2018،
ولفت التقرير إلى أن هذه الأرقام المجــردة لهــا عواقــب أخــرى، فعندمــا تمــوت الأم فــإن ذلــك يزيــد بشــكل كبيــر مــن خطــر وفــاة أطفالهــا، مبيناً أن الأطفال الذيــن فقــدوا أمهاتهم غالبـاً مــا يواجهــون فرصـة ضئيلة للبقـاء.
وقال التقرير إن طفلاً واحداً يمـوت مـن بيـن كل 30 طفـلا خلال الشهر الأول من ولادتهم، فالرضيع الذي فقد أمه تكون مخاطـر وفاتـه عاليـة، بشـكل مباشـر بسـبب سـوء التغذيـة أو بشـكل غيـر مباشـر مـن خـلال زيـادة التعـرض للعـدوى.
وأردف ” ونيابـة عـن الأطفال والأمهـات، طالبت يونيسـف كافـة أطـراف النـزاع والمجتمـع الدولـي، بوقف الحرب، والحفاظ على نظام الرعاية الصحية قيد الخدمة، وزيادة الموارد، إضافة إلى تحسين السلوكيات المعززة للصحة.”
ورغم أن الأمم المتحدة تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بـ “الأسوأ في العالم”، الا أنها تتقاعس في الضغط على التحالف السعودي لفتح المطارات اليمنية وفي مقدمتها مطار صنعاء الدولي، فضلا عن اجبار طائرات التحالف بوقف غاراتها التي تستهدف المدنيين والمستشفيات والمراكز الصحية.