عبدالباري عطوان يكشف تفاصيل المرحلة الثانية التي أعلن عنها العميد سريع والأسلحة الجديدة التي ستضرب السعودية
.
يمني برس //
علقت صحيفة رأي اليوم التي يرأس تحريرها، الصحفي والمحلل السياسي عبدالباري عطوان، على العمليات الأخيرة التي نفذها سلاح الجو المسير للجيش واللجان الشعبية، على مطار أبها الدولي، في عمق الاراضي السعودي بقطاع عسير.
وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، أن خطورة هذه العمليات، تتمثل في نجاح حركة “انصار الله” في نقل الحرب الى العمق السعودي، واحداث حالة من الشلل والخوف في المؤسسات الحيوية مثل المطارات ومضخات النفط وانابيبه، أي ان هذه الحرب لم تعد طريقا في اتجاه واحد مثلما كان عليه الحال طوال السنوات الأربع الماضية من عمر الحرب اليمنية.
وأضافت أن :”العمق السعودي لم يشهد أي عمليات عسكرية حقيقية منذ اقتحام قوات إبراهيم باشا نجل محمد علي باشا والي مصر مدينة الدرعية، عاصمة الدولة السعودية عام 1818 وتدميرها، فالحرب اليمنية في الستينات من القرن الماضي التي خاضتها الدولة السعودية في اليمن ضد مصر وراح ضحيتها 40 الف جندي مصري بعد انقلاب السلال ضد الدولة الملكية ظلت محصورة داخل الأراضي اليمنية او اطرافها، أي لم يتأثر بها العمق السعودي بشكل مباشر مثلما هو الحال حاليا.”
وأشارت الصحيفة إلى أن خبراء الحروب يعتقدون أن المرحلة الثانية التي قال متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، أن القيادة العسكرية اليمنية بصدد دراسة تنفيذها في إطار عمليات الرد والردع المشروع، أنها ربما تستهدف مطارات في الشمال والغرب، مثل مطاري جدة والرياض، وربما منشآت حيوية اخرى.
فيما يلي نص الافتتاحية من صحيفة رأي اليوم
قصفت حركة “انصار الله” الحوثية اليوم الثلاثاء مطار ابها للمرة الثالتة في غضون ثلاثة أسابيع، واسفر القصف عن إصابة ثمانية سعوديين ومواطن هندي، وتعطيل حركة الطيران في المطار لبضع ساعات.
استخدام طائرة مسيرة لقصف المطار، وليس الصواريخ الباليستية المجنحة، مثلما حصل في الهجوم السابق، يوحي بأن الحركة باتت تملك أنواعا متقدمة من هذا النوع من الطائرات يستعصي كشفها، وبالتالي اسقاطها، الامر الذي يجب ان يقلق القيادة السعودية بشقيها العسكري والسياسي.
العميد يحيى سريع، المتحدث باسم الجيش اليمني وقوات المقاومة الشعبية، كشف ان القوات التابعة للحركة نفذت 36 عملية بطائرات مسيرة خلال الشهرين الماضيين وخمس عمليات بالصواريخ الباليستية المجنحة، من بينها 10 عمليات على مطار ابها،، و7 عمليات على مطار جازان و3 عمليات على مطار نجران.
اخطر ما في هذه العمليات يتمثل في نجاح حركة “انصار الله” في نقل الحرب الى العمق السعودي، واحداث حالة من الشلل والخوف في المؤسسات الحيوية مثل المطارات ومضخات النفط وانابيبه، أي ان هذه الحرب لم تعد طريقا في اتجاه واحد مثلما كان عليه الحال طوال السنوات الأربع الماضية من عمر الحرب اليمنية.
العمق السعودي لم يشهد أي عمليات عسكرية حقيقية منذ اقتحام قوات إبراهيم باشا نجل محمد علي باشا والي مصر مدينة الدرعية، عاصمة الدولة السعودية عام 1818 وتدميرها، فالحرب اليمنية في الستينات من القرن الماضي التي خاضتها الدولة السعودية في اليمن ضد مصر وراح ضحيتها 40 الف جندي مصري بعد انقلاب السلال ضد الدولة الملكية ظلت محصورة داخل الأراضي اليمنية او اطرافها، أي لم يتأثر بها العمق السعودي بشكل مباشر مثلما هو الحال حاليا.
العبارة اللافتة التي وردت على لسان العميد السريع اليوم تمثلت في قوله ان القيادة العسكرية لحركة “انصار الله” بصدد دراسة تنفيذ المرحلة الثانية من عمليات الردع والردع المشروع، ورغم انه لم يقدم إيضاحات حول هذه الخطة، فان الخبراء في الحروب يعتقدون ان المرحلة الثانية هذه ربما تستهدف مطارات في الشمال والغرب، مثل مطاري جدة والرياض، وربما منشآت حيوية اخرى.
هذا التصعيد من قبل حركة “انصار الله” الحوثية يهدف الى استغلال حالة الضعف التي تعيشها المملكة العربية السعودية منذ مقتل جمال خاشقجي وإيقاف دول أوروبية عديدة بيع صفقات أسلحة لها احتجاجا على هذه الجريمة، او استخدام هذه الأسلحة ضد اهداف مدنية، ومحاولة (أي الحركة الحوثية) فرض شروطها، وابرزها التفاوض المباشر مع الاسرة الحاكمة السعودية، وليس مع وكلائها اليمنيين، والجلوس مع ممثليها على قدم المساواة ومن موقع المنتصر اذا امكن.
استخدام حركة “انصار الله” طائرة مسيرة وصواريخ كروز مجنحة قادرة على اختراق الرادارات والوصول الى أهدافها في الداخل السعودي، تعكس تغييرا للمعادلات العسكرية في ارض المعارك، وبات السؤال المطروح هو عن نوعية الأسلحة الاحدث، والأكثر فتكا التي توعد “انصار الله” باستخدامها في الأسابيع والاشهر المقبلة، والتي دفعت السعودية الى التأكيد على انها إيرانية، وبهدف كسر الحصار الأمريكي على طهران.
استهداف مطار ابها الذي يعتبر الثالث في المملكة بعد مطاري الرياض وجدة، وللمرة الثالثة، يعزز الموقف التفاوضي لحركة “انصار الله” الحوثية في حال تجاوبت القيادة السعودية مع ابرز شروطها، أي الجلوس الى مائدة المفاوضات للتوصل الى حل سياسي يضع حدا لهذه الحرب.
لا نستبعد ان تلجأ القيادة السعودية الى هذا الحل، لما تتسم به من “واقعية” او “براغماتية”، فعندما ادركت ان الحل العسكري في الازمة السورية غير ممكن، وان مشروعها لتغيير النظام عبر تسليح المعارضة بات شبه مستحيل، تراجعت عدة خطوات الى الوراء، وتخلت عن الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، وكادت ان تفتح قنوات التواصل مع الدولة السورية لولا “الفيتو” الأمريكي.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل يمكن ان يتكرر السيناريو السوري نفسه في اليمن؟
نترك الإجابة لتطورات الأسابيع والشهور المقبلة، والله اعلم في جميع الأحوال.