’صهيوني حتى النخاع’… رئيسا لوزراء بريطانيا وتنتظره أزمة ’بريكست’
.
يمني برس – تقارير
فاز بوريس جونسون برئاسة حزب المحافظين ليخلف تيريزا ماي في منصب رئاسة الحكومة البريطانية، في وقت تحيط بريطانيا فيه مجموعة من الأزمات الخارجيه والداخلية، أهمها “بريكست”.
وحصل جونسون، رئيس بلدية لندن السابق ووزير الخارجية السابق على 92153 صوتا من أصل حوالى 159 ألفا من أعضاء الحزب، مقابل 46656 صوتا لهانت، وسيتولى بالتالي رئاسة الحزب، على أن يتولى رئاسة الوزراء بعد ظهر الأربعاء بعد زيارة للملكة إليزابيث الثانية التي ستكلفه تشكيل الحكومة المقبلة.
وقال جونسون الذي يعد عدوا لمشروع “أوروبا الموحدة” وصهيونيا حتى النخاع! بعد فوزه برئاسة حزب المحافظين: “يسعدني أن أتحمل هذه المسؤولية”.
وأضاف: “في هذه اللحظة التاريخية، أدعو إلى تضافر الجهود نحو التجارة الحرة والصداقة والأمن مع الأوروبيين، وسنبذل جهدنا في المضي قدما في هذه المرحلة الصعبة”.
وأكد جونسون أنه “سيتم إنجاز البريكست في 31 أكتوبر المقبل، أي في الموعد المقرر له”، لافتا إلى أنه “سيشكل فريق عمل جديدا خلال الأيام المقبلة”.
وفي خضم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وصف جونسون الاتحاد الأوروبي بأنه “مشروع زعيم النازية، أدولف هتلر”، الذي حاول، على حد تعبيره، “إنشاء دولة أوروبية واحدة”.
هذا وهنأ وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، جونسون بفوزه بزعامة حزب المحافظين البريطاني وأكد أن إيران لا تسعى للمواجهة لكنها ستحمي مياهها الاقليمية.
كما هنأ الرئيس الأمريكي ترامب جونسون بفوزه بزعامة حزب المحافظين في بريطانيا.
وقال ترامب: جونسون سيكون رئيس وزراء “عظيما”.
وكانت ماي أعلنت استقالتها شهر مايو الماضي، بعد ضغط النواب المحافظين عليها بسبب فشلها في خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس، وقرارها الشروع في محادثات حول الخروج من “بريكست” مع حزب العمال.
ولم تدعم ماي أيا من المرشحين الاثنين لخلافتها، واكتفت بالتعليق بأن بوريس جونسون وجيريمي هانت “يعيان المسؤولية التي تأتي مع هذا المنصب (رئاسة الوزراء)”.
ملفات البريكسيت والأزمة مع إيران على رأس أولويات رئيس الوزراء الجديد
ويعد بوريس جونسون الذي بذل جهودا كبيرة من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي — يرى معارضوه أنه خيار انتهازي — بتحقيق بريكست بانتهاء المهلة في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وخلال حملته، كرر جونسون أن الانفصال سيتم في نهاية أكتوبر/تشرين الأول سواء تمت إعادة التفاوض على الاتفاق أم لم تتم، واعدا بلاده بمستقبل مشرق أيا كان السيناريو المقبل.
وقد أكد أنه يفضل التوصل إلى اتفاق جديد لكنه اعترف بأن تحقيق ذلك يبدو شبه مستحيل خلال المهلة المحددة نظرا للعطل البرلمانية وتشكيل هيئات قيادية جديدة في لندن كما في بروكسل.
وتثير رغبته في مغادرة الاتحاد بأي ثمن غضب الذين يرغبون في الإبقاء على علاقات وثيقة مع أوروبا ويخشون العواقب الاقتصادية لبريكست “بلا اتفاق” وعودة الإجراءات الجمركية.
وبالإضافة إلى ملف البريكسيت المتعثر، يتعين على رئيس الوزراء الجديد إدارة التوتر مع طهران الذي بلغ أوجه مع احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في الخليج الفارسي ردا على احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل الطارق و قرصنتها البحرية.
جونسون صاحب الهفوات المثيرة للجدل
أثار بوريس جونسون (55 عاماً)، الكثير من الجدل خلال السنوات الثلاثين الماضية، لكن ذلك لم يعرقل صعوده نحو أعلى مراكز السلطة في البلاد.
كان بوريس جونسون وزيراً لخارجية بريطانيا منذ أكثر من سنة في أواخر عام 2017 حين اعترف فجأة في قضية البريطانية-الايرانية نازانين زغاري المحتجزة في إيران والمتهمة بالتجسس ضدّ الجمهورية الإسلامية في إيران.
وأعلن الوزير أمام لجنة برلمانية حينها أن زغاري-راتكليف كانت تقوم بتدريب صحافيين عند توقيفها في نيسان/ابريل 2016، معززاً موقف طهران، في وقت كان يؤكد فيه أقرباؤها أنها كانت في إجازة.
تراجع بوريس جونسون عن هذه التصريحات، لكن ذلك لم يجنبه دعوة الكثيرين له للاستقالة!
كتبت هذه العبارة بالأحرف العريضة على حافلة جالت البلاد خلال حملة استفتاء 23 حزيران/يونيو 2016: “ندفع كل أسبوع 350 مليون جنيه للاتحاد الأوروبي، الأجدى أن تذهب هذه الأموال إلى نظام الرعاية الصحية”.
واعتبر بوريس جونسون أن القيمة المقدرة لتلك الأموال “معقولة”، مؤكداً أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يسمح “باستعادة السيطرة” على هذه المبالغ.
لكن بحسب بيانات المفوضية الأوروبية، ارتفعت قيمة الفاتورة التي تدفعها المملكة المتحدة أسبوعياً إلى الاتحاد الأوروبي إلى 135 مليون جنيه استرليني بين عامي 2010 و2014، أي أدنى بمرتين ونصف مما أكده جونسون.
وبحسب نايجل فاراج الشعبوي وأكثر مؤيدي بريكست تطرفاً، فإن تلك التقديرات الخاطئة للأموال هي “خطأ المسؤولين عن الحملة الانتخابية”.
ولوحق جونسون قضائياً بتهمة الكذب بسبب تأكيده لهذه الحسابات العشوائية. وانتهى الأمر بإسقاط محكمة لندن العليا تلك التهم وأيدت دفاع جونسون بأن “دوافعها سياسية”.
جسر “حديقة” من أموال اللندنيين
الفكرة مغرية: جسر- حديقة بين ضفتي نهر التيمز. 366 متراً من الأشجار والزهور، وصفها جونسون “بواحة الهدوء المذهلة” في وسط لندن حين كان رئيساً لبلدية المدينة عام 2014.
لكن المشروع انهار بسبب ملف التمويل الذي لم يدرس بشكل جيد. وبعدما قدم بداية على أنه “هدية” للندنيين يمول من مساهمات مالية خاصة، تبين أنه كلف بالنهاية دافعي الضرائب البريطانيين ملايين الجنيهات لو تم انجازه.
في عام 2017، قرر خلفه صادق خان وقف المشروع بعد أن تبين أنه مكلف جدا.
وحين كان رئيس بلدية، اشترى جونسون أيضاً من ألمانيا ثلاث مركبات مزودة بخراطيم مياه لتجهيز الشرطة البريطانية بها بثمن فاق 300 ألف جنيه. ولأنها لم تستخدم أبداً، أعيد بيعها مقابل ثمن أدنى بثلاثين مرة من ثمنها الأساسي.
فضائح أخلاقية..
وعند سؤاله عام 2004 عن علاقته خارج الزواج مع الصحافية في مجلة “سبيكتيتور” بيترونيلا وايت، أجاب جونسون الذي كان رئيساً لتحرير المجلة بأن هذا الكلام “هراء”.
وكان جونسون، الرجل المتزوج والأب لأربعة أطفال، حينها، يمثل أملاً كبيراً بالنسبة لحزب المحافظين.
لكن والدة الصحافية كشفت حينها أن ابنتها كانت حاملاً وأجهضت. وأمام انفضاح كذبه في هذه القضية، استبعد جونسون حينها من قيادة حزب المحافظين.
لكن متحدثا باسم المحافظين اعتبر يومها أن “أيامه (جونسون) في السياسة لم تنته بعد”.
يذكر أن جونسون ولد عام 1964 في نيويورك، وانتقل والداه إلى بريطانيا وهو طفل صغير. ويفتخر أن والده من أصول تركية، وقد درس في كلية إيتون كوليج الشهيرة، وأظهر ميلا إلى دراسة اللغة الانجليزية والآداب الكلاسيكية.
كما درس الآداب القديمة في أوكسفورد، وانتخب رئيسا لاتحاد الطلبة عام 1984. وبدأ جونسون حياته العملية صحفيا في ديلي تلغراف، ثم أصبح مراسلها للاتحاد الأوروبي، ونائبا للمدير، قبل أن يصبح مديرا لصحيفة سبيكتيتور، عام 1991.
بوريس جونسون معجب بترامب ووصف نفسه قبل أيام بأنه صهيوني حتى النخاع!
العالم